الحصار الصهيوني يشتد على مدينتي القدس والخليل، والانتهاكات تتواصل في المسجدين الأقصى والإبراهيمي بذريعة إقامة طقوس عيد العرش اليهودي. ففي القدس والمحتلة والخليل لا يخلو يوم من تسجيل انتهاكات بحق الفلسطينيين ومقدساتهم الدينية، لكن وتيرة هذه الاعتداءات إزدادت خلال الأيام الأخيرة، فنحو 550 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة أمس وأدوا هناك طقوسًا تلمودية وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال، وقامت مجموعة من المستوطنين بتهريب أغصان من الأشجار إلى المسجد المبارك بغية تأدية طقوسهم الدينية في عيد العرش. وفي الوقت الذي يتواصل فيه إغلاق المسجد الإبراهيمي في وجه المسلمين يوفر جيش الاحتلال الحماية الكاملة لاستباحات المستوطنين، حيث أقام أكثر من 20 ألف مستوطن طقوسا داخل المسجد. كما أنه لا يترك الاحتلال الصهيوني مناسبة للتنغيص على الفلسطينيين إلا ويستغلها في محاولة منه لتهويد مقدساتهم، لا سيما منذ أن قسمت السلطات الإسرائيلية الحرم الإبراهيمي الشريف بين الفلسطينيين والإسرائيليين عقب المجزرة التي ارتكبها مستوطن بحق المصلين في المسجد عام 1994، وبموجب التقسيم الجديد سيطر المستوطنون اليهود على 57 % من الحرم الإبراهيمي. وكان المستوطنون قبل التقسيم يزورون الحرم الإبراهيمي تحت إشراف دائرة الأوقاف الإسلامية، وذلك في الأوقات الواقعة بين الصلوات، لكن بعد تقسيم الحرم، أقامت السلطات غرف حراسة عسكرية أمام المسجد، وأصبحت تتحكم في الداخلين إليه والخارجين منه. وفي مدينة القدس، اتبعت السلطات سياسة استيطانية تقوم على زرع المستوطنين في البلدة القديمة التي تضم المقدسات الإسلامية والمسيحية، وإقامة البؤر الاستيطانية في الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة، وإقامة حلقة من المستوطنات تحيط بهذه الأحياء كالسوار بالمعصم. وفيما يتعلق بمدينة الخليل وهي من محافظات الضفة التي يوجد فيها مقامات لعدد من الأنبياء، مثل النبي يونس والنبي نوح، إضافة إلى ضريح النبي إبراهيم، فقد قسّمها الكيان الصهيوني إلى منطقتين، منطقة خاضعة لسيطرة الاحتلال وتشكل ثلث مساحة المدينة، وفي القلب منها البلدة العتيقة والحرم الإبراهيمي الشريف، ومنطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية. وفي نابلس استولى المستوطنون اليهود كليًا على مسجد بلال بن رباح في بيت لحم، الذي يطلقون عليه "قبة راحيل"، وعلى مقام يوسف في نابلس، وعلى مقامات ومزارات قرية كفل حارس، وأمس تم إصابة 3 فلسطينيين بالرصاص خلال اقتحام المستوطنين لقبر النبي يوسف. وتزامنا مع هذه الإجراءات؛ تقوم هيئة تابعة لوزارة الدفاع الصهيونية المسؤولة عن المصادقة على أعمال بناء في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بالدفع بخطط لبناء نحو 2,000 وحدة سكنية جديدة عند انعقادها في الأسبوع المقبل، من بينها 1,200 ستحصل على المصادقة النهائية. بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن تقوم هيئة منفصلة في وزارة الدفاع الصهيونية بالدفع بخطط لبناء 31 وحدة سكنية في المستوطنة اليهودية في الخليل، وستكون هذه أول مصادقة على البناء في المستوطنة المثيرة للجدل منذ 12 عاما، ومن المتوقع أن تقوم البلدية الفلسطينية للمدينة بتقديم التماس للمحكمة العليا احتجاجا على عمليات التوسيع.