قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إن هناك من يعمل على منع المعركة مع داعش ويحاول تأخيرها ومن يقوم بذلك هو أمريكا، موضحا أن واشنطن تساعد عندما يكون من سيسيطر على المناطق المحررة هم حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية، مضيفا أنه في الآونة الأخيرة تم إخراج داعش من العديد من المدن والقرى، معتبرا أنه في حال كان هناك من يعتقد بأن هذه المعركة يجب أن تتوقف بدل ملاحقة إرهابيي داعش إلى الحدود السورية العراقية يعني ذلك أن داعش ستهاجم من جديد وتخوض حروب ومعارك لأن ليس لديها شيء آخر؛ وهذا هو مشروعها القتل والإرهاب والتدمير وبالتالي ستحاول الانطلاق والتمدد من جديد وهي حاولت في الفترة الأخيرة استعادة زمام المبادرة ولولا المواجهات البطولية التي خاضعها الجيش السوري ومجاهدي المقاومة كان من الممكن أن تأخذ المعركة منحى آخر وهي تخطط للعودة إلى جميع المناطق التي خسرتها في سوريا وفي جرود عرسال وهي ورم سرطاني يجب استئصاله. وأكد نصر الله أمس خلال الحفل التأبيني بمناسبة مرور أسبوع على استشهاد المجاهدين القائد علي هادي العاشق والمجاهد محمد حسن أن هناك حديث عن سياسة جديدة في مواجهة حزب الله، وحتى روسيا لا تسلم في هذا الموضوع، لأن موسكو وطهران يدافعان عن نفسهما، فالسياسة الجديدة في مواجهة حزب الله تأتي لأنه كان له الشرف المشاركة في هذا الانتصار الذي هو حصيلة مجموع الجهود والمواجهات وفي إسقاط هذا المشروع الإرهابي التكفيري. وأضاف نصر الله: في المنطقة نحن أمام مشروع جديد هو مشروع أمريكي سعودي، وفي طليعة مَن يريدون التخلص منه هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمشكلة الحقيقية لأمريكا مع إيران أنها كانت عامل حقيقي وأساسي في إسقاط المشروع الأمريكي والسعودي في المنطقة؛ ولذلك يجب أن تدفع الثمن وتتهم بأنها داعمة للإرهاب، مشيرا إلى أن أمريكا ليست على عجلة في إنهاء داعش لأن المطلوب تدمير الجيوش والشعوب واستنزاف الجميع ويجب أن تستمر في هذه الوظيفة أكبر مدى زمني ممكن، كما أن الولاياتالمتحدة لم تكن تريد الانتهاء من داعش في الجرود اللبنانية وضغطت على الدولة اللبنانية والجيش وأوقفت المساعدات للجيش لفترة من الزمن. وفيما يتعلق بتصريحات وزير الدولة السعودي ثامر السبهان حول دعوته لتشكيل تحالف دولي لمواجهة المقاومة؛ قال نصرالله إن كلام السبهان يؤكد ما قلته عن تحالفات دولية لمواجهة المقاومة سابقا، وحجة السبهان المحافظة على الأمن والسلام الإقليمي؛ لكن لتحقيق هذا الأمن يجب على السعودية أن تبتعد وتكف عن التدخل في شؤون المنطقة لأن تدخل السعودية وأمريكا في المنطقة هو الذي يخربها. واستطرد الأمين العام لحزب الله: عندما قرأت تصريح السبهان وجدت فيه إيجابيات مهمة الأولى أنه مسلّم أن العقوبات ليست هي الحل وبالتالي لا يمكن الرهان عليها، ثانيا أنه يعترف بأن حزب الله هو قوة إقليمية كبرى ولا يمكن مواجهته إلا بتحالف دولي صارم، وهذا يعني أن الذهاب إلى تحالفات لبنانية لمواجهة حزب الله غير مجدٍ، فحزب الله أكبر من أن يواجهه السبهان بتحالف محلي، وهو يعرف أن حكام السعودية لا يستطيعون القيام بأي شيء مع حزب الله ولذلك هو بحاجة إلى تحالف دولي. واختتم نصر الله تصريحاته؛ مؤكدا أن رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون يُعبر عن أغلبية شعبية في لبنان وهو يشكل ضمانة وطنية حقيقية وكل ما يقوله الأمريكيون لن يقدم أو يؤخر شيئا، مضيفا أن ما يُزعج الامريكي اليوم أن الرئيس عون هو رئيس قوي ومستقل ولا يرضى أن يكون تابعا لأي طرف؛مشددا على أن حزب الله يريد الأمن والسلام والاستقرار وإجراء الانتخابات في موعدها وتواصل الحوار السياسي وأن تقوم الحكومة بعملها وأن تعالج الأزمة المالية وأن تطبق سلسلة الرتب والرواتب في لبنان، مؤكدا أن اليد التي ستمتد إلى هذا البلد ستقطع أيا كانت هذه اليد ومن سيتآمر على هذا البلد لن يكون مصيره إلا الفشل.