يحتفل الشعب المصري هذه الأيام بالذكرى ال44 لنصر أكتوبر، وعلى الرغم من حالة السلام السائدة بين مصر وإسرائيل وتوقيع معاهدة السلام بين البلدين عام 1979، فإن الجيش المصري، الذي لا تزال عقيدته العسكرية قائمة على اعتبار الكيان الصهيوني العدو الأول، لا يتوانى عن التحديث والتطوير وامتلاك أحدث الأسلحة لتظل له الريادة والتفوق في المنطقة. وفي قائمة "جلوبال فاير باور" لتصنيف القوة العسكرية لدول العالم لعام 2016، والتي ضمت 126 دولة في العالم، جاءت مصر الأولى عربيًّا، وال14 عالميًّا، وبذلك أصبح الجيش المصري بين الجيوش الأقوى في العالم، متقدمًا بأربع نقاط عن ترتيب العام الماضي، بينما جاءت إسرائيل فى المرتبة ال16، كما احتلت مصر المرتبة الأولى إقليميا فيما يخص القوات الجوية، إذ تمتلك مصر أكبر عدد من الطائرات المقاتلة خاصة بعد سلسلة الصفقات الأخيرة. خلال الفترة الماضية، عقدت مصر سلسلة من الصفقات غيرت موازين القوى في المنطقة، حسبما أكد عدد من الخبراء، إذ عقدت مصر ما يقرب من 20 صفقة سلاح خلال آخر 8 سنوات بقيمة تتراوح بين 20 إلى 25 مليار دولار، بعضها تم مع الجانب الأمريكي الذي تحصل منه مصر على مساعدات سنوية بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا، أي نحو 10 مليارات دولار خلال تلك الفترة، فيما تم الباقي بصفقات شراء مع عدد من الدول كان أبرزها فرنساوروسياوألمانيا. فرنسا تم عقد صفقة بقيمة 5.2 مليار دولار مع فرنسا لشراء طائرات الرافال، كذلك تم عقد صفقة لشراء قمر صناعي لأغراض التجسس، وآخر للاتصالات العسكرية؛ إضافة إلى سفن حربية حديثة تصل قيمتها إلى نحو 1.2 مليار دولار، بجانب صفقة شراء 4 سفن حربية من بينها فرقاطتان طراز "جويند"، وهي صفقة تبلغ قيمتها نحو 550 مليون يورو، فيما لا يزال تسليح الفرقاطات ال4 التي كانت مصر اشترتها في يوليو 2014 محلا للتفاوض بين الجانبين، وتقدر قيمة هذا التسليح بين 300 و400 مليون يورو، وتبلغ قيمة صفقة الفرقاطات شاملة نفقات التجهيز وتدريب طاقمها مليار يورو. روسيا تم عقد صفقات ضخمة مع الجانب الروسي لاستيراد أسلحة بقيمة 3 مليارات و500 مليون دولار، بجانب 500 مليون دولار أخرى لشراء طائرات وزوارق صواريخ، كما تم توقيع عقد لإمداد القوات الجوية المصرية ب46 مقاتلة روسية من طراز ميغ 29 الحديثة، في صفقة تعد الأضخم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، بواقع 2 مليار دولار، تم استلام 24 منها خلال العام الماضي، كما اشترت مصر 50 طائرة مروحية من طراز "كا-52″، بواقع 2 مليار دولار. ألمانيا وقعت مصر اتفاقا مع ألمانيا على شراء غواصات هجومية "تايب 209" بقيمة 2 مليار يورو وتم استلام غواصتين منها خلال الأسابيع الماضية، بجانب التعاقد مع كرواتيا لشراء 5 غواصات من طراز دراكون بقيمة 250 مليون دولار. وبسبب هذه الصفقات جاءت مصر الأولى عربيًّا، وال14 عالميا في قائمة "جلوبال فاير باور"، سابق الإشارة، وأكد عدد من الخبراء العسكريين أن هذه الصفقات أحدثت تغييرا في المنطقة، وبالتالي تفوق الجيش المصري على عدوه الدائم الكيان الصهيوني وجيشه، فقد حسمت هذه الصفقات الكثير من المنافسة غير المعلنة، وأصبحت القوات المسلحة المصرية هي الأقوى رغم أن إسرائيل أعلنت هي الأخرى عن عقد سلسلة من الصفقات مع أمريكا كان آخرها شراء طائرات إف 35 بقيمة 2.7 مليار دولار. اللواء طلعت مسلم، أحد أبطال حرب أكتوبر والخبير العسكري، أكد أن الجيوش دائما ما تبحث عن كل ما هو جديد ومتطور في مجال التسليح، وهذا ما حدث لمصر، فتم تطوير المنظومة العسكرية بشكل كبير على مدار العقود الماضية، وازداد خلال السنوات الأخيرة، ما جعلها الأولى عربيا، مشيرا إلى أن إسرائيل هي التهديد الأول للدولة المصرية وللدول العربية ومن الطبيعي إدارك أهمية التطوير لأن العدو أيضا يطور نفسه. وأوضح: عقب حرب أكتوبر كانت أمريكا هي المصدر الأول لتسليح الجيش المصري، ولكن عقب ثورة يناير حدث تنوع في التسليح، وعقدت مصر عشرات الصفقات مع دول أخرى كفرنساوألمانياوروسيا والصين، وغيرها من الدول التي أمدت مصر بأحدث الأسلحة، وهذا يحدث نوعا من الانفتاح على العالم والتنوع في العلاقات وعدم الاعتماد على دولة أو جهة محددة للتسليح، وهذا أمر جيد في المجال العسكري.