يأتي تطور المؤسسة العسكرية في مقدمة المؤسسات التي شهدت تغييرًا من 30 يونيو 2013 وحتى يومنا هذا، حيث وقعت مصر خلال هذه الفترة عشرات الصفقات العسكرية، شملت ضم قطع بحرية وجوية حديثة ومتطورة إلي القوات المسلحة، قيمة هذه الصفقات لم نتمكن من حصرها بشكل دقيق؛ نظرًا لسرية بعضها، ولكن في أقل التقديرات تجاوزت 15 مليار دولار، فيما جاءت فرنساوروسياوألمانيا في مقدمة الدولة التي اشترت منها سلاحًا. وبسبب هذه الصفقات جاءت مصر الأولى عربيًّا، وال14 عالميًّا، في قائمة "غلوبال فاير باور" لتصنيف القوة العسكرية لدول العالم لعام 2016، والتي ضمت 126 دولة في العالم، وبذلك أصبح ترتيب الجيش المصري بين الجيوش الأقوى في العالم، متقدمًا بأربع نقاط عن ترتيب العام الماضي. فرنسا وقعت مصر مع فرنسا سلسلة من الصفقات خلال آخر 4 سنوات، بلغت قيمتها 5.2 مليار يورو، تضمنت شراء 4 سفن حربية من بينها فرقاطتان طراز "جويند"، وهي صفقة تبلغ قيمتها نحو 550 مليون يورو، وتسليح الفرقاطات الأربعة التي كانت مصر اشترتها في يوليو 2014 لا يزال محلاًّ للتفاوض بين الجانبين، وتقدر قيمة هذا التسليح بين 300 و400 مليون يورو، وتبلغ قيمة صفقة هذه الفرقاطات شاملةً نفقات التجهيز وتدريب طاقمها مليار يورو. وبحسب تقارير رسمية فرنسية، ستمتلك مصر حتى 2020 أسطولاً من 7 سفن عسكرية فرنسية الصنع منها الفرقاطة "تحيا مصر" (فريم) والتي تسلمتها في يوليو 2015، كما ستمتلك 24 طائرة حربية من طراز "رافال" تم تسلم 6 طائرات منها بالفعل. وهناك مفاوضات حول صفقات أخرى بين مصر وفرنسا، لكنها لا تزال في مراحلها الأولى، منها 24 طائرة نقل هليكوبتر من طراز إيرباص، فيما أكدت مصادر أن فرنسا لا ترغب في الوقت الحالي في الالتزام ببيع طائرة النقل العسكرية A400Mلمصر (من 10 إلى 12 طائرة) وهى الطائرات التي كانت مخصصة لألمانيا (7 طائرات) وبريطانيا (3 طائرات). وفي صفقة وقعت في إبريل من العام الماضي بين مصر وفرنسا اشترت مصر 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال"، تسلمت الدفعة الأولى في 21 يوليو 2015، والثانية في 28 يناير 2016، علاوة على فرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم"، تسلمتها مصر بالفعل في 23 يونيو 2015، فضلًا عن تزويد القوات المسلحة بالأسلحة والذخائر اللازمة للطائرات والفرقاطة. روسيا أما فيما يتعلق بالتعاون مع موسكو، فوقعت مصر اتفاقية لاستيراد أسلحة روسية بقيمة 3.5 مليار دولار أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا في مطلع في 2014. فيما تقدر قيمة صفقة الصواريخ المضادة للجو «أنتاي- 2500» ب 500 مليون دولار، بالإضافة إلى أسلحة روسية متنوعة بين هجومية ودفاعية، أبرزها: طائرات "ميغ-29 إم" و"ميغ-35″، و"سوخوي-30″، وزوارق صواريخ بقيمة 500 مليون دولار. ألمانيا تعاقدت مصر مع شركة «تيسين جروب» الألمانية على شراء 4 غواصات من طراز 209، واستلم قائد القوات البحرية المصرية الفريق أسامة منير إحدى تلك الغواصات في حفل تدشين حضره راينار برينكمان، نائب قائد القوات البحرية الألمانية، ومسؤولو الشركة المصنعة. وبلغت قيمة غواصتين فقط في تلك الصفقة 920 مليون يورو ، وفي 2014 يظهر تقرير صادر من الوكالة الفرنسية أن مصر اشترت معدات خاصة بالغواصات تبلغ قيمتها 22 مليونًا و700 ألف يورو. تعزيز الأمن القوي وردع الجماعات الإرهابية في نفس السياق أكد عدد من الخبراء في المجال العسكري أهمية التطوير الذي شهدته المؤسسة العسكرية، وأن هناك تطويرًا ملحوظًا للقوات المسلحة في كافة المجالات الجوية والبحرية حتى المدفعية والمشاة الذي بدأته منذ 30 يونيو 2013 ، حسبما أكد اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري، حيث أشار إلى أن هذا التطوير يتناسب مع طبيعة المرحلة التي تمر بها المنطقة. وأضاف مسلم في تصريحات خاصة ل "البديل" أن تطوير المنظومة العسكرية كان أمرًا حتميًّا في ظل التحديات التي تعرض لها الأمن القومي المصري والدعم الذي يصل للجماعات الإرهابية التي باتت تدعم من دول كبري؛ لذلك أصبح تطوير المنظومة العسكرية المصرية أمرًا ضروريًّا؛ حتى يتمكن من تعزيز الأمن القوي وردع هذه العمليات التي أصبحت تمتلك أحدث المعدات.