في مقال نشره موقع "breaking israel news"، وصف الكاتب الإسرائيلي، آدم إلياهو، حرب أكتوبر بأنها محنة صعبة تعلمت منها إسرائيل دروسا كثيرة أهمها أنه لا يوجد ضمان أن إسرائيل ستستطيع دائما السيطرة على الدول العربية عسكريا. إليكم نص المقال: في حرب يوم الغفران، السادس من أكتوبر 1973، بينما كان يصلي اليهود في جميع أنحاء العالم لينجيهم الله، كانت إسرائيل تمر بمحنة كادت تطيح بها وتدمرها. في الأيام الثلاثة الأولى من حرب أكتوبر، أصبح مصير وجود إسرائيل على المحك بينما تقدمت القوى العربية الساحقة بشكل شبه كامل في قلب الدولة الصغيرة. قبل 44 عاما بالضبط، شن تحالف بقيادة مصر وسوريا وبدعم من الاتحاد السوفيتي سابقا هجوما مفاجئا على إسرائيل. وركز هذا الهجوم على مرتفعات الجولان وسيناء، الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967 والتي أعطت إسرائيل منطقة عازلة استراتيجية ضرورية لضمان بقائها. تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل التي كانت تمتلك 400 ألف جندي يدعمهم 1700 دبابة و440 طائرة مقاتلة واجهت قوة عربية مشتركة قوامها مليون جندي يدعمهم 3600 دبابة و450 طائرة مقاتلة. عبر 32 ألف جندي مصري قناة السويس في عملية واسعة النطاق ولكن مخطط لها بدقة، وسرعان ما قضوا على خط بارليف، وهو سلسلة التحصينات التي ادعى الخبراء العسكريون الإسرائيليون أنه لا يمكن اختراقها. وكان الهجوم السوري في الشمال أكثر تهديدا. فتحت سوريا النار على الحدود الشمالية لإسرائيل مع بدء 1260 دبابة سورية التقدم نحو مرتفعات الجولان تحت غطاء بطاريات مضادة للطائرات فتاكة، مما تسبب في فقدان القوات الجوية الإسرائيلية 40 طائرة مقاتلة. في اليوم التالي، بدأت إسرائيل في الهجوم المضاد، ولكن محاولتها فشلت ونجحت الفرق المصرية في صد الهجوم. ولم يصبح في الإمكان رؤية سلاح الجو الإسرائيلي كما كان معتاد في السماء فوق صحراء سيناء لأنه كانت هناك حاجة إلى الدعم الجوي في الشمال، وأثبتت صواريخ سام الروسية التي يقودها ضباط مصريون قدرتها التدميرية. بعد النجاح الأولي الساحق، بدأ 28 ألف جندي سوري و800 دبابة و600 قطعة مدفعية تقدمهم الهجومي إلى الأمام. والشيء الوحيد الذي وقف بين الجيش السوري الضخم وإسرائيل هو 160 دبابة إسرائيلية. وقد تم تجهيز الدبابات السورية برؤية ليلية، وهو ابتكار افتقرت إليه الدبابات الإسرائيلية. وفي 9 أكتوبر، لم يبقَ سوى 6 دبابات إسرائيلية فقط تؤمن الطريق إلى الشمال الإسرائيلي المكتظ بالسكان. تكلفة الحرب بالنسبة لإسرائيل كانت مروعة. فقد أصيب الجيش الإسرائيلي بالشلل، حيث دمرت 400 دبابة وأسقطت 100 طائرة مقاتلة تابعة للقوات الجوية. وفي 24 أكتوبر، تدخل مجلس الأمن وتم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة وزير الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر يقضي بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي التي احتلتها غرب قناة السويس وغيرها من الأراضي في الجولان. كانت إسرائيل على وشك الهزيمة والإبادة على يد العرب. بعد النشوة المستمرة التي بقيت بعد انتصار حرب الأيام الستة 67، جاءت حرب أكتوبر 73 بعد ست سنوات فقط لتوضح أنه ليس هناك ما يضمن أن إسرائيل ستستطيع السيطرة دائما على الدول العربية عسكريا. وقد أدى الاستياء وخيبة الأمل في الحكومة الإسرائيلية بعد الحرب إلى حل حكومة جولدا مائير. المصدر