فى مثل هذه الأيام من كل عام يقوم مزارعو العنب بقرى السنطة بمحافظة الغربية بجمعه وحصاده، حتى يكون جاهزًا للتصدير أو الاستهلاك المحلي؛ نظرًا لجودته وشهرته، حيث يعتبر من أشهر المحاصيل طبقًا لإحصائيات وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي، إلا أن أصحابه ذاقوا الأمرين خلال الموسم الحالي، لذلك قام "البديل" بجولة داخل بعض قرى مركز السنطة لعرض مشاكل هذا المحصول والأسباب التي أدت إلى ضياعه.. في البداية يقول محمد عزام، أحد مزارعي قرية البندرة: إن أرض الجبل أرض مستصلحة، والتغيرات الجوية ساعدت على أن عنب الجبل يدخل مع العنب البناتي في وقت واحد؛ مما أثر على سعر الأخير وبيعه بسعر أقل؛ حيث إن عنب الجبل جودته أعلى من حيث اللون والطعم ونسبة السكريات، ورغم أن الفلاحين صوموا العنب (الامتناع عن ري المحصول)؛ حتى تزداد نسبة السكريات، إلا أن الحظ لم يحالفهم هذا العام في الربح. وأشار عزام إلى مشكلة أخرى تواجه الزراع خاصة بالمبيدات، حيث قال: إنها شبه فاسدة، وإن معدل الفدان في الرش كانت تكلفته 4000 جنيه في العام السابق. أما الحالي فوصلت لأضعاف العام الماضي، حيث إن المبيدات ليس لها سعر محدد، مما يساعد على قيام أي شخص بفتح محل مبيدات؛ لعدم وجود رقابة على ذلك، ويكون الفلاح في النهاية هو المظلوم، وربنا يعوض علينا الخسارة. وتابع مجدى السيد، أحد أبناء قرية منية البندرة، ويمتلك فدانًا من العنب: خسارتنا هذا العام لا تقدر، فارتفاع درجة الحرارة جعلنا متلهفين على بيع العنب فى أقرب وقت؛ لأن درجة الحرارة تجعل العنب (يفرط) ومن ناحية تانية ما فيش إقبال على العنب من التجار؛ لأن العنب كتير فى الجبل، ويفوق أرضنا؛ مما يجعل سعر العنب قليلاً بالمقارنة بأي فاكهة أخرى. وقال إبراهيم عبد الرازق، فلاح من قرية القرشية: أنا مش عارف أقول إيه. كل حاجة غالية، التقاوي والمبيدات ومصاريف الري، والمحصول مش جايب همه. إحنا بنعتمد عليه لتجهيز عروسة أو جوازة شاب، لكن ما باليد حيلة وإحنا هنعمل إيه؟ سعر العنب من قلب أرضه ب250 قرش، يعني لما تيجي تحسبها من ناحية تكلفة خدمة الأرض من رش وسباخ وخلافه تجد أننا لا نحصل على أي شيء، وربنا يساعدنا فى سداد مديونية خدمة الأرض. وقال رمزي سلامة، صاحب محل مبيدات زراعية ويمتلك فداني عنب: بقالي أكثر من عشر سنين بازرع عنب نباتي، لكن هذا العام زرعت عنب أحمر؛ على أمل أن يرتفع سعره عند البيع، لكن لم يحالفنى الحظ لأسباب، منها كثرة زراعة العنب بالجبل، والذى تأخر بيعه هذ العام؛ مما أدى إلى ركود في بيع العنب عندنا بالمركز، ورخص المحصول كما أن وجود أنواع كثيرة من الفاكهة جعل العنب ليس له سعر، وأصبح زى القتيل في الأرض. وتابعت الحاجة فاطمة فهيم، من قرية ميت يزيد: السنة دي ما حصلتش، ولأول مرة أشوف العنب يوصل سعره من أرضه ب 2جنيه و2.30 جنيه، رغم أن كل الفاكهة غالية، وأنا باروح السوق ألاقي المانجة غالية ب10 جنية والجوافة زيها والتفاح ب 15 جنيه والتين ب8 جنيه، إلا العنب، وإحنا بنستنى الزرعة من السنة للسنة، وكفاية تعبنا، ده غير إيجار الأرض، ولو زرعنا طماطم وخيار أحسن من زرعة العنب، وربنا يعوض علينا، وكمان ما ينفعش نسيبه مرمي فى الأرض أكتر من كده؛ لأنه بينزل على الأرض، فنضطر نبيعه ونلم الزرع". من جانبه قال المهندس هشام عبد الحميد سلام، رئيس قسم الرعاية البستانية بالإدارة الزراعية بمركز السنطة: إن المساحة الإجمالية بالنسبة للعنب على مستوى مركز السنطة المثمر وغير المثمر تبلغ 17.113 ألف فدان، وينقسم العنب إلى ثلاثة أنواع: العنب البناتي، وتبلغ مساحته 7108 فدادين و 16 قيراطًا. أما الكنج روبي (الأحمر) 307 فدادين، والفليم تبلغ مساحته 8 فدادين. ويصدر العنب الفليم بصفة عامة؛ لأنه خاص بالأصناف المبكرة، وله فترة سماح محددة فى نهاية شهر 6 وفترة السماح 50 يومًا، علمًا بأن المساحة المحصودة بلغت 81 فدانًا و2 قيراط، لافتًا إلى أن العنب الجبلي المنتشر بكثرة ودرجة الحرارة العالية أضرا بالفلاحين والمحصول.