في الوقت الذي يتسابق عدد كبير من المستوردين المصريين باستيراد كميات كبيرة من الزبيب والياميش والمكسرات التي لايستغني عنه المصريون في صناعة الحلوي الرمضانية.. وطبعاً يتم الاستيرداد بالعملة الصعبة من بعض الدول التي تشتهر بإنتاجه مثل إيران وسوريا وتركيا واليمن وأخيراً الصين وهو ما يحمل الدولة والمستوردين أعباء توفير العملة الصعبة مما يساهم في ارتفاع سعر العملة التي يتحملها في النهاية الشعب.. بينما علي مرمي البصر تنتج محافظة الغربية الزبيب لكن علي رأي المثل "زامر الحي لا يطرب" و"المساء" تكشف أحد المعاقل الكبيرة لإنتاج وتصنيع الزبيب المحلي الذي ينافس في جودته المستورد ويتميز بنسبة السكريات العالية بل إنه يتم تصديره للخارج ويتفوق علي مثيله الإيراني والسوري والتركي واليمني والصيني في الأسواق العالمية. يقع مركز إنتاج الزبيب بمركز السنطة بمحافظة الغربية فهناك ثلاث قري هي "بلاي" و"شتراق" و"ميت يزيد" تابعة للمركز ويعمل جميع سكانها من رجال وسيدات وأطفال في تصنيع وإنتاج الزبيب منذ زمن بعيد بعد أن ورثوا هذه الصناعة عن أجدادهم وتحولت وأصبحت المهنة الأساسية لأهالي القري الثلاثة ومصدر دخلهم الرئيسي حيث يمتلكون عشرات المصانع الآن لإنتاج وتصنيع الزبيب بالإضافة لمئات الأفدنة التي يمتلكونها أيضاً ويزرعونها بمحصول العنب سواء بالقري الثلاثة وعلي جانبي الطرق المؤدية إليها أو بعض المناطق الصحراوية بالنوبارية ومطروح وطريق العلمين حيث يتميز محصول العنب المنزرع بهذه المناطق بنسبة سكر عالية تساعد في إنتاج زبيب عالي الجودة. ورغم ذلك فإن المستوردين يتجاهلون شراء الزبيب المصري ويفضلون الزبيب المستورد. يقول المهندس حسن الشوربجي أحد مصنعي الزبيب بقرية "بلاي" مركز السنطة إن بداية الإنتاج تكون في زراعة مئات الأفدنة بمحصول العنب سواء في الأراضي الصحراوية بالنوبارية ومطروح وطريق العلمين أو الأراضي المحيطة بالقري الثلاثة بمنطقة الدلتا. بعدها يتم جمع المحصول ونقله إلي المصانع المنتجة بالقري الثلاثة حيث تبدأ مراحل التصنيع بقطف الثمار الناضجة تم سلق الثمار بعد وضعها في ماء ساخن لمدة حوالي خمس دقائق. بعدها يتم نقل الثمار بعد سلقها إلي المناشر ويتم فردها وتركها لمدة تتراوح ما بين ثمانية وعشرة أيام لتجفيفها. بعد ذلك يتم عملية الغربلة لفصل الشوائب عن الثمار ثم يتم نقلها إلي المغسلة للتنظيف والفرز حيث يتم فرز حبة الثمار غير الصالحة وإبعادها عن الحبة السليمة وتستغرق عملية الغسيل حوالي عشرة دقائق بعدها يتم نقل الثمار لوضعها في أقفاص بلاستيكية ويتم تركها حتي تجف بعدها تتم عملية الفرز إلي درجتين 1. 2 حسب اللون بعدها يتم التعبئة في كراتين مخصصة لذلك تمهيداً لتوزيعه. أضاف السيد محمد أن هناك عشرة آلاف شخص يمثلون العمالة الموسمية التي تعمل في مشروع إنتاج وتصنيع الزبيب بمركز السنطة الذي يعتبر المركز الوحيد علي مستوي الجمهورية لإنتاج وتصنيع الزبيب المحلي وذلك من بداية جمع محصول العنب وحتي الخروج بالمنتج النهائي من الزبيب. أشار إلي أن كل خمسة كيلو عنب تنتج كيلو واحداً زبيب فقط. ولأن هناك بعض الصعوبات والمشاكل التي تواجههم أهمها عدم وجود خطوط إنتاج آلية لتصنيع الزبيب مثلما يتواجد بالدول الأخري التي تنتج وتصنع الزبيب مثل إيرانوالصين وسوريا واليمن حيث نحن في حاجة لتوفير المعدات والآلات المتطورة حتي نستطيع أن نواكب الدول الأخري التي تنافسنا في صناعة وإنتاج الزبيب ورغم ذلك فإن إنتاجنا يتفوق ويتم تصدير معظمه للخارج لارتفاع جودته ونسبة سكرياته العالية. كما تلفت أنظار المسئولين بالدولة والمستوردين للاعتماد علي الزبيب المحلي الذي تنتجه قري مركز السنطة بدلاً من الاستيراد من الخارج والتخلص من عقد الخواجة.