تنتشر مصانع الزبيب في العديد من قري محافظة الغربية التي تشتهر بزراعة أشجار العنب خاصة في مراكز زفتي والسنطة وسمنود التي تزيد مساحات الزراعة فيها علي 940 فداناً طبقا لاحصائيات إدارة البساتين بمديرية الزراعة ومؤخراً تم اكتشاف وجود العديد من هذه المصانع تعمل بدون ترخيص وتتسبب في تلوث البيئة نتيجة الأساليب البدائية وغير العلمية التي يتبعها القائمون علي هذه الصناعة الأمر الذي ينذر بكارثة خطيرة، حيث يتم تجميع محصول العنب خاصة في قري ميت البر وعزبة مبارك وكفر حسين والعديد من قري مركز السنطة وزفتي وذلك بكميات كبيرة وادخاله إلي مباخر كبيرة واشعال النيران داخل هذه المباخر لتجفيفه. يقول فتحي فليفل: إن هذه الصناعة يعمل بها العديد من الشباب والفتيات، حيث يتم جمع المحصول ونقله للمباخر والمصانع وكذلك تجفيفه حتي يتحول لزبيب ولا يمكن محاربة الناس في أرزاقهم ولا يوجد تلوث للبيئة، حيث إن غالبية المصانع داخل زراعات العنب الممتدة لأكثر من 50 فداناً بكل قطعة وبعيدا عن الكتلة السكنية. ويضيف صلاح عبدالحميد مزارع وصاحب مصنع للزبيب: إنه يتم جمع المحصول أولاً وادخاله إلي المبخرة أو المصنع الموجود وسط زراعات العنب أو بجوارها وذلك بحجرة مغلقة ولا يوجد بها سوي فتحة تهوية واحدة ويتم اشعال النيران بالمبخرة لمدة 3 أيام حتي يتم تجفيف العنب تماماً وبعد ذلك يتم وضعه في مفارش علي الأرض بعد تجفيفه لعدة أيام تحت أشعة الشمس حتي يتحول لزبيب وهذه الطريقة معمول بها منذ أكثر من100 سنة. خالد عبدالرحيم صاحب مصنع للزبيب يقول فوجئنا بمحاضر وزارة البيئة ضدنا في هذه الفترة ونحن نعمل منذ سنوات والأدخنة التي تتصاعد من المبخرة بعيداً عن الناس وعن المساكن وفي قلب الزراعات وإذا تقدمنا بطلبات لترخيص المصانع لا تتم الموافقة عليها بسبب الروتين وهذه صناعة مكلفة وفدان العنب يتم تأجيره بأكثر من 15 ألف جنيه في السنة ثم أجور العمالة وتجميع المحصول وتجفيفه ونفاجأ بمحاضر البيئة وغرامات ونيابة ونحن نراعي الله في عملنا ولا يوجد صودا كاوية أو غير ذلك كما سمعنا من البيئة فالعنب نوعان البناتي والأحمر فكيف نستخدم الصودا الكاوية معهما أما اشعال النار فمن أجل تجفيفه ليصبح زبيباً. ويشير الدكتور منير شلبي استشاري الباطنة والقلب إلي أن خروج الغازات من المباخر التي تصنع الزبيب خاصة غاز ثاني أكسيد الكبريت يسبب تهيجاً للرئة والجهاز التنفسي ويسبب ضرراً بالغا للأطفال وكبار السن وخاصة مرضي القلب والصدر وشعورهم بضيق في التنفس. من جانبه أشار الدكتور شريف حمودة وكيل وزارة الصحة بالغربية إلي أن إدارة مراقبة الأغذية بمديرية الصحة قد تمكنت مؤخراً من ضبط نحو 550 طناً من الزبيب الفاسد كانت معدة للطرح بالأسواق خلال شهر رمضان وغالبيتها بمركز السنطة وذلك لعدم وجود تاريخ إنتاج علي العبوات وللشك في صلاحيتها للاستهلاك الآدمي وتم سحب عينات منها وأرسلت للمعامل المركزية بوزارة الصحة لتحليلها. ومع تصاعد أزمة مصانع الزبيب مؤخراً قامت حملة مكبرة من جهاز شئون البيئة بوسط الدلتا برئاسة الدكتور جمال الصعيدي رئيس الجهاز علي هذه المصانع وتحرير أكثر من 120 محضر مخالفة لأصحابها التي اتضح أن معظمها غير مرخص، حيث اثبتت محاضر البيئة أنه يتم تجميع العنب في حجرات مغلقة بالمباخر بالأراضي الزراعية المزروعة بالعنب واشعال النيران بها، وبالتالي تعريضه لغاز ثاني أكسيد الكبريت وتجفيفه بواسطة حرق الكبريت الخام مما يتسبب في تصاعد غازات أكاسيد الكبريت السامة التي تؤدي إلي تلوث الهواء بهذه المناطق مما يعد مخالفة لقانون البيئة 94 و99 والمعدل لسنة 2009، حيث إن هذه المصانع غير شرعية وغير مرخصة ويتم تحويل هذه المحاضر للنيابة وطالب جهاز شئون البيئة بوسط الدلتا بضرورة ترخيص هذه المصانع وإزالة المخالفات والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في صناعة الزبيب علي أحدث النظم العالمية مثلما يحدث في فرنسا واليونان ولا تتأثر البيئة.