شجب وتنديد بين صفوف المواطنين والمثقفين في قطاع غزة للعمليات التي يتعرض لها الجيش المصري في سيناء والتي كان آخرها مقتل عدد من الجنود في هجوم لم تتضح ملامحه بعد. المواطنون يتفقون على رأي واحد أن الدم المصري هو نفس الدم الفلسطيني والمصاب في هذه العمليات الإرهابية التي تطال الجنود المصريين واحد ولا فرق بين فلسطيني ومصري. ونظمت الجالية المصرية في قطاع غزة بمشاركة عدد من الأكاديميين والمثقفين والكتاب والأدباء بيت عزاء للجنود الذين راحوا ضحية عمليات إرهابية في سيناء، وتحدث في العزاء عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية ومؤسسات رسمية وشعبية، بمشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وقال إسماعيل هنية، إننا نقدم التعازي لأهالي الشهداء وإننا مع مصر في محنتها، وقال إن كل الخطوات التي حدثت في تعميق العلاقة مع مصر ستستمر، وسيتم إتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط الحدود لضمان الأمن المصري، متمنيا لمصر الأمن والاستقرار وأن يجنبها الله مثل هذه الجرائم التي تنزف في غير مكانها الصحيح. وأقيم بيت العزاء في مركز سعيد المسحال الثقافي غرب مدينة غزة، في خطوة لإحياء روح التضامن والتكافل بين الشعب الفلسطيني والمصري. وقال رئيس المركز الثقافي للجالية المصرية عادل عبد الرحمن، إن هذه المشاركة في بيت العزاء من الأطراف الفلسطينية المختلفة تعطي رسالة تعاطف ناتجة عن أصالة الشعب الفلسطيني واستنكاره للجرائم ضد إخوانهم المصريين، موضحا أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يعبر عن نبذه للعنف والإرهاب بمشاركته الواسعة في بيت العزاء. وقال عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء سليم النفار، إن الأعمال الإجرامية التي يتعرض لها المصري، تمس الفلسطيني أيضا، مشيرا إلى أن هذه الأعمال تهدف للنيل من العلاقة التاريخية بين البلدين. وقال المواطن يسري نبهان ل"البديل"، إن من يقوم بهذه الأعمال ضد الجيش المصري لا يمكن وصفه إلا بالمنشق عن الصف الوطني، لأن وحدة الشعبين الفلسطيني والمصري لا يمكن أن يكسرها شيء، وأن الجنود المصريين لطالما كانوا خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية وشعبها. وأضاف: إننا كشعب فلسطيني لا نتضامن فحسب مع الأشقاء في مصر، لأننا جزء أصيل من الشعب المصري، وما يصيبه يصيبنا، وما يضره يضر بنا. وتحدث المحاضر في جامعة الأزهر والمفكر الفلسطيني خضر محجز في بيت العزاء مشددا على أن الأعمال الإرهابية في سيناء تحاول أن تجر الوطن العربي إلى الوراء، وتتآمر على الوطن وتريد تقسيم مصر، منوها إلى أنه لا قيامة للعرب أو المسلمين إذا أصاب مصر أي مكروه. وأضاف: نحن هنا لنعزي أنفسنا، ونكون مع مصر، مستمرون معها حتى النهاية، ولن تكون نهاية إلا بالنصر، مؤكدا أنه على مر العصور الماضية، كلما ضاعت فلسطين كانت مصر تستعيدها، وإذا ضاعت مصر، فحتما ستضيع فلسطين.