أصبح الأطفال والشباب أكثر فئة تعاني من الصراع الدائر بين المتمردين والقوات الحكومية في شرق الكونغو، حيث تعرضوا لفقدان تعليمهم وتشردهم، انتهاء بالجوع والمرض وانتهاك حقوقهم الآدمية. وقال موقع دويتش فيله، إنه تم تجنيد أكثر من 500 من الأطفال، وفقا لمنظمة الرؤية العالمية الدولية لمساعدة الأطفال، وأبلغ عن مئات حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال، وقد وصل أكثر من 55 ألف شخص من المشردين من منطقة كاساي إلى تشيكابا مؤخرا. وأضاف الموقع أن الصراع العنيف الدائر في الكونغو منذ أغسطس الماضي، خلف 1,3 مليون نازح داخلي تم نقلهم من ديارهم في كاساي، كما دمر ما لا يقل عن 639 مدرسة خلال النزاع، وحرقت أكثر من 20 قرية، ولم يعد بإمكان 150 ألف تلميذ الذهاب إلى المدرسة، وتم الإبلاغ عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، والواقع أن العديد من الأطفال قتلوا أو قطعت أطرافهم، ما تسبب في يأس واسع الانتشار ونقص في المساعدات. وتابع الموقع أن الوضع الأمني في كاساي، بالتحديد، صعب جداً في الوقت الحالي، ما يحول دون وصول المساعدات الدولية للمنطقة، ويقتصر الأمر على وصول مساعدات الكنيسة المحلية للمنطقة بسهولة، وتعتبر المنظمات الدينية القائمة في المجتمع وفي القرى ممثلا مهما جداً على أرض الواقع في الكونغو. وذكر "دويتش فيله": "المشكلة أن الذين يفرون من الصراع لم يتجمعوا بعد في المخيمات، ما يزيد الأمر صعوبة، ولحل المشكلة، يجب إقامة ما يسمى بالمساحات الصديقة للطفل، حيث يتم الاهتمام بهم وتقدم المساعدة النفسية لهم، ومنحهم مساحة من الحرية لكي يشعروا بالأمان بعيداً عن أجواء الصراع"، متابعا: "في الوقت الراهن، تتمثل المشكلة الأكبر في الوصول إلى اللاجئين، والعثور عليهم، وتقديم الغذاء والمياه والصرف الصحي لهم". وأردف الموقع: "منظمة الأممالمتحدة موجودة في شرق الكونغو وجنوبها، ولديها مكاتب وإدارة برامجهم هناك، في كاساي، لكن يجد ممثلو الأممالمتحدة صعوبة كبيرة في تحقيق أهدافهم لأن البلاد غير آمنة تماماً، فيحاولون إنشاء منظمات محلية توزع المواد التي تقدمها الأممالمتحدة كي لا يشاركون بأنفسهم في هذا المجال، حتى يتمكنوا من الحد من المخاطر الأمنية وتقديم المساعدات الإنسانية". أشار "دويتش فيله" إلى أن حل المشكلة الأساسية في الكونغو، يجب أن يأتي من الحكومة والميليشيات، ويجب أن التوقف عن القتال حتى يمكن للمنظمات الدولية والمحلية توصيل المواد اللازمة وتقديمها بشكل مباشر إلى الأشخاص الذين اضطروا إلى الفرار وإعادة بناء قراهم، لكن هذا صعب جدا الآن، كما هو الحال في العثور على الناس لتنظيم نقاط الوصول لهم، وحماية الأطفال. واستطرد الموقع: "يظهر الصراع المحلي الذي انتشر في مقاطعات أخرى أن جمهورية الكونغو الديمقراطية هشة للغاية، وفي السياق، لا يمكن للأطفال الذهاب إلى المدرسة، ولن يكون لديهم تعليم، وبالتالي لا يستطيعون إعادة بناء بلدهم، أو المشاركة في عملية ديمقراطية لإسماع أصواتهم، والأهم أن الشباب يحتاجون إلى التعليم، فبحلول عام 2050، ستضاعف عدد السكان في جميع أنحاء إفريقيا، والتعليم مفتاح إنقاذ مستقبل القارة، ومن خلال الواقع الحالي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يتضح أن هؤلاء الأطفال سيفقدون مستقبلهم". وأوضح "دويتش فيله" أن الصراع لا يزال الصراع يتصاعد؛ بسبب الحالة السياسية غير المستقرة عموما في الكونغو، وإذا تم إجراء الانتخابات الآن، وبجهود الوساطة الدولية، من المحتمل أن تتحسن الحالة، لكن مع استمرار القتال بين الجانبين، سوف يستمر فرار المدنيين خاصة الأطفال وهم الأكثر تأثراً وليس الجنود أو الميليشيات. واختتم الموقع: "المطلوب في هذه المرحلة، الاستجابة الإنسانية الدولية للعدد الهائل من المشردين داخلياً، البالغ عددهم 1,3 مليون شخص من هذه المنطقة وحدها، والدعوة إلى تمويل المشاريع التي تركز على الطفل لمساعدة الذين اضطروا إلى الفرار من قراهم، ويتعين على المنظمات الدولية الأخرى أن تأتي إلى كاساي أيضا، والتي بحاجة ماسة إلى تحسن الحالة الأمنية، ودراسة الخطوات المتفق عليها التي اتخذتها الحكومة في العام الماضي في المفاوضات مع الكنيسة، وتحقيق الانتخابات الرئاسية لخلق حالة سياسية مستقرة حتى لا ينتشر الصراع المحلي وترسي سيادة القانون مرة أخرى".