من المقرر أن يجتمع القادة الأفارقة والأوروبيون في أبيدجان خلال قمة إفريقيا والاتحاد الأوروبي في نوفمبر 2017، ولكن هناك حقيقة تؤكد أن القضايا ذات الاهتمام المشترك بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي تحتاج إلى معالجة وشراكة حقيقة وليس اتفاقيات شكلية واجتماعات ليس لها قيمة. قال موقع نيو إيريا النامبيبي إن القضايا المشتركة بين الجانبين تتمثل في قضايا السلام والأمن والهجرة والعلاقات الاقتصادية والشباب وبالنظر إلى تلك القضايا وطريقة تعامل أوروبا معها تجاه إفريقيا يتضح أن الجانب الأوروبي يحتاج إلى التواضع عند التعامل مع إفريقيا. وتابع الموقع أن الاتحاد الأوروبي تنصل مرات عديدة من مهامة في إفريقيا بحجة أنه لا يحصل على عائد الاستثمار في حين حاول الاتحاد الإفريقي التمسك بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي وإرسال مندوبين عن الاتحاد الأوروبي للعمل مكانهم في محاولة للحفاظ على العلاقة بين الطرفين، وعلى سبيل المثال ساعد الدكتور أدمور كامبودزي، القائم بأعمال مدير إدارة السلام والأمن في الاتحاد الإفريقي الاتحاد الأوروبي في تحقيق نقطة التماسك الوظيفي في هيكل السلام والأمن الإفريقي، ولا سيما العمل في بورونديوجنوب السودان والصومال. وأضاف الموقع أنه في بداية عام 2016، خفض الاتحاد الأوروبي تمويله لبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال بنسبة 20 في المائة. وهناك حاجة إلى إجراء حوار أعمق يتجاوز التفسير الرأسمالي القائم على القيمة مقابل المال التي تتبعها أوروبا تجاه إفريقيا، مما يوضح أن أوروبا خائنة وبالتالي تحتاج إلى التذكير بأن مشاكل إفريقيا، ومشاكل الحكم نتيجة مباشرة لعدم توافق نظام الدولة الأوروبية الذي فرضته على إفريقيا في ثمانينيات القرن التاسع عشر. وأشار الموقع إلى أن المشكلة تكمن في أن أوروبا هي التي حددت الاستراتيجية الإفريقية التي تعمل بها ووضعت لها حدودها، في فترة الاستعمار ثم لم تترك الأفارقة يقررون مصيرهم حتى بعد الانفصال بل ظل الماضي الأوروبي يلقي بظلاله على إفريقيا وبالتالي لا يمكن لأوروبا أن تتخلى عن مسؤولياتها الناجمة عن تنميتها وإعادة تشكيلها في إفريقيا. وذكر الموقع أن الأمر لا يتعلق بفترة الاستعمار فقط، بل في الآونة الآخيرة انتقلت أوروبا وحليفتها (الولاياتالمتحدة) إلى ليبيا، متجاهلة الاتحاد الإفريقي، لقتل الرئيس القذافي وتركيب الدمى مكانه وبعد الحرب المزعومة في ليبيا ضد الديكتاتورية ليبيا لم تنته بعد، بل ظلت في حالة من الفوضى وانعدام الثقة بالنفس والصراعات الدائمة وتواصل فرنسا التلاعب بالعملات ودعم الدكتاتوريين وإزالة القادة الوطنيين إن لم يكن بالقتل فبالسجن مثل لوران غباغبو. ومعظم الصراعات الكبرى في إفريقيا كانت ولا تزال حتى الآن تنشب بيد أوروبية مباشرة أو غير مباشرة، وكانت أوروبا تستخدم في الماضي سلاح الاستعمار فهي تتخذ حالياً موقف الغطرسة غير العادية. وأكد الموقع أن أوروبا مازالت تستخدم أسلوب الضغط على إفريقيا والاستعمار بأساليب أخرى، وفي أعقاب أزمة اللاجئين، أدخلت أوروبا الهجرة كشرط جديد للتعاون الإنمائي وستضطر بعض البلدان الإفريقية الآن إلى الموافقة على شروط الهجرة ومن الغريب أن جميع المهاجرين الذين يأتون إلى أوروبا لا يمثلون سوى أقل من 20 في المائة، وقد فشلت أوروبا، وهي مروج رئيسي لحقوق الإنسان، في استيعاب البعد المتعلق بحقوق الإنسان في الهجرة. ولكن أوروبا بحاجة إلى التذكير بأن إفريقيا شهدت تدفقا خطيرا من المهاجرين الأوروبيين الوحشيين والعنفيين منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر ولا يزال هؤلاء المهاجرون في إفريقيا يعيشون بها حتى اليوم بل أصبحوا اليوم بعد 100 عام يسيطرون على الاقتصادات الإفريقية ويحتلون ملايين الهكتارات من الأراضي الإفريقية، لا سيما في بلدان جنوب إفريقيا.