قال مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الرئيس لن يأخذ جانبًا في النزاع العميق القائم بين شركائه الرئيسيين في مكافحة الإرهاب في الخليج العربي، حيث هنأ السعودية على موقع تويتر بقطعها العلاقات مع دولة قطر بوصفها ممولًا للإرهاب. وقال ترامب على تويتر: خلال رحلتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط، ذكرت أنه لم يعد هناك مكان لتمويل الأيديولوجية الراديكالية، وقد أشار القادة إلى قطر، وأكد القادة أنهم سيتخذون خطوات حازمة تجاه ممولي التطرف. كانت مصر والإمارات من بين الدول التي انضمت إلى السعودية والبحرين، لقطع علاقتها الدبلوماسية مع قطر، حيث طلبوا من دبلوماسي ومواطني قطر مغادرة بلادهم، وهددوا بقطع العلاقات التجارية الإقليمية. تصريحات ترامب تعد متناقضة للغاية، فلا أحد يعرف سبب التشجيع الحماسي لترامب لمقاطعة السعودية لقطر، مع الدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدةلقطر، حيث يوجد بالدوحة أكبر قاعدة عسكرية أمريكية تضم نحو 10 آلاف جندي أمريكي، كما أنه وصف قطر بأنها شريك حاسم في المنطقة، وقد أشاد البنتاجون باستضافة قطر للقوات الأمريكية والتزامها الدائم بالأمن الإقليمي. وقال المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال جيف ديفيس، إن وزارة الدفاع تتابع الوضع عن كثب في قطر، وتشجع جميع الأطراف المعنية على العمل معًا. وبعبارة أخرى تصريح ديفيس يوضح أن تصريحات ترامب تزيد الأمر سوءًا، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه الولاياتالمتحدة وسيطًا بين الطرفين. وفيما أصيب السيناتور، بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بالذهول حين علم بتغريدة ترامب، تحاول الأطراف الأمريكية إصلاح ما يفعله ترامب، حيث قال السيناتور الجمهوري، توم كوتون، في بيان: لقد حان الوقت للوحدة بين شركائنا الخليجيين لمكافحة التطرف والنشاط الإيراني في المنطقة، ولكن هذه الوحدة يجب أن تكون حقيقية تقوم على الأفعال وليس الكلمات فقط، وقد التزم قادة قطر ببذل جهود مشتركة لهزيمة الإرهاب، ولكن هذا الجهد يعوقه إلى حد كبير دعم قطر لحماس والجماعات المتطرفة الأخرى، وبالتالي أحث القطريين على اتخاذ خطوات ملموسة وإيجابية نحو التوصل إلى حل مستدام. يمكن أن نرى أسباب امتلاك القطريين سمعة جيدة في الكونجرس وأماكن أخرى، حيث قال السفير الأمريكي السابق لتركيا، إيرك إيدلمان: لقد كان القطريون أذكياء جدًّا، حيث علاقتهم المالية القوية برؤساء وزارة الدفاع والكونجرس، وبالتالي يعرف القطريون أنهم سيحظون بدعم هؤلاء، بجانب وجود أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط عندهم، فمهما كانوا سيئين وكانت قناة الجزيرة الإخبارية سيئة، ومهما بلغ مقدار الدعم الذي تقدمه قطر لجماعة الإخوان، فليس من السهل على الأمريكيين نقل قاعدتهم من قطر. ليس لدى ترامب الحكمة المطلوبة في مثل هذه الحالات، خاصة كونه يشغل منصب الرئيس، فما يشعر به ترامب هو الرغبة في الحصول على الأموال وإن لم تكن مفيدة، باختصار فهو " ثور جاهل في متجر صيني". ويوضح إيدلمان أن الإدارة العادية ستكون على اتصال وثيق بالسعوديين والإماراتيين، مع الضغط على القطريين بسحب القواعد الأمريكية من هناك، ولكن يجب أن تكون الحكومة مؤهلة لذلك وقادرة على تنفيذ سياسة فعلية، ولكننا لا نملك ذلك، لأن الرئيس لم يضع الأشخاص المناسبين لهذه الوظائف، فقد عين تيلرسون لمنصب وزير الخارجية وهو لا يمتلك أي مؤهلات لشغل هذا المنصب. نتمنى أن يتخلى الخليج عن خلافه، ولكن كيف سيتصرف ترامب وهو ليس لديه فكرة عما يفعله، وليس لديه إدارة فعالة لمساعدته، حال وقوع أزمة أكبر من الأزمة الخليجية. المصدر