وصل الجيش العربي السوري إلى الحدود الإدارية لمدينة الرقة من الجهة الجنوبيةالغربية، تقدم الجيش السوري المدعوم روسيًا، جاء بعد سيطرته على قريتي خربة محسن والسبع جنوب مدينة مسكنة في ريف حلب الشرقي في أعقاب اشتباكات مع تنظيم داعش، وكان تقدم الجيش قد سبقه إعلان لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" بدء عملية تحرير الرقة بدعم أمريكي. التطورات في الرقة بدأت المرحلة الخامسة والأخيرة من حملة غضب الفرات، وهي المعركة الكبرى لتحرير الرقة من قبضة داعش والتي يتخذها التنظيم الإرهابي معقلًا له في سوريا، وصدر بيان عسكري من قبل قوات قسد وفيه إشارة للقوات المشاركة وهي، وحدات حماية الشعب الكردية، وحدات حماية المرأة، جيش الثوار، جبهة الأكراد، لواء الشمال الديمقراطي، قوات العشائر، لواء مغاوير حمص، صقور الرقة، لواء التحرير، لواء السلاجقة، قوات الصناديد، المجلس العسكري السرياني، مجلس منبج العسكري، مجلس دير الزور العسكري وغيرهم. ضمن مراحل متعددة بدأ الهجوم، وخلال الأسبوع الماضي تقدمت قوات سوريا الديمقراطية حتى أصبحت على بعد بضعة كيلومترات من طرف مدينة الرقة، بعد تطويقها تدريجيًا منذ نوفمبر الماضي. التحركات الكردية الأخيرة ودخول قوات سوريا الديمقراطية أمس إلى مدينة الرقة بدأت من الجهة الشرقية في حي المشلب، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن قوات قسد هاجمت الطرف الشمالي لمدينة الرقة، وقاعدة عسكرية على المشارف الشمالية للمدينة أمس الثلاثاء. وتنذر تحركات قسد بمجموعة من المخاوف، فهي تتزامن مع تحركات الجيش السوري في الجهة الجنوبيةالغربية للرقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى نقاط تماس بينهما، قد تؤدي إلى تطورات عنيفة في المشهد السوري، وقال أحد كبار الضباط إن للتحالف دورًا هامًا لنجاح العمليات، فإضافة للطيران، تعمل قوات تابعة للتحالف جنبًا إلى جنب مع قوات قسد، وهو الأمر الذي يجعل احتمالات التصعيد مع الجيش السوري مفتوحة، خاصة أن قوات التحالف الأمريكي اعتدت بالأمس على أحد المواقع العسكرية التابعة للجيش السوري على طريق التنف القريبة من الحدود العراقية الأردنية، هجوم التحالف أدى إلى سقوط عددٍ من الضحايا وبعض الخسائر المادية، وقابله عزم سوري على مواصلة الحرب ضد الإرهاب. نقاط الاشتباك لا تقتصر على مخاوف التصادم بين الجيش السوري المدعوم من موسكو، وقوات قسد المدعومة من واشنطن وما يشكله من تصادم بين قوتين عالميتين، فتركيا طرف فعال في أي تطورات للأزمة في الرقة خاصة إذا ما تم أخذ الحساسية التركية للمشاركة الكردية في معركة الرقة، فالولايات المتحدة أعلنت أمس أنها تقوم بتوزيع السلاح على وحدات حماية الشعب الكردية للمساعدة في هجوم الرقة في إطار خطة أثارت غضب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، والتي تشعر بالقلق من تنامي النفوذ الكردي في شمال سوريا، لدرجة أن تركيا أبدت استعدادها للتدخل، فقد توعد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، بأن بلاده ستنتقم على الفور إذا شكلت العملية في الرقة تهديدًا على تركيا، وستتخذ ما وصفها بالتدابير اللازمة على حد قوله دون تحديد هذه التدابير. وحول التهديد التركي قال الخبير العسكري، فايز الدوير، "إن دائرة الخيار التركية محدودة جدًا، فعندما نتحدث عن الرقة نتحدث عن مسافة 90 كم عن الحدود التركية، والمعارك تجري في هذه المنطقة ولا تستطيع القوات التركية الوصول إليها، ليس لأنها غير قادرة لكنها غير معنية بفتح صراع جديد مع أمريكا، فبالعودة إلى منبج عندما تواجدت القوات الأمريكية والروسية في منبج، توقفت القوات التركية، وبالتالي لا نتوقع اصطدام أنقرةبواشنطن، خاصة أن قوات المارينز تقاتل إلى جانب الأكراد على أراضي الرقة". ويبدو أن الكيان الصهيوني سيكون له اهتماماته بالرقة في القريب العاجل، فالمحلل البريطاني ميسر جيفورد، كتب في جيروزاليم بوستالعبرية، "إن قوات سوريا الديمقراطية ستكون أقوى قوات عسكرية في سوريا مع استئناف التسليح الأمريكي، وإنها الوحيدة التي ستضمن حدود إسرائيل، وعلى الأخيرة دعمها" وأضاف "أن الرقة مطوقة وأن عشرات الآلاف من الكرد والعرب والأشوريين يتأهبون للتقدم نحو المدينة"، وأكد جيفورد أنه مع سقوط داعش في الرقة لا يمكن تجاهل الكرد السوريين بعد الآن" وتابع المحلل البريطاني" لقد حان الوقت لترسل إسرائيل الدعم الذي تحتاجه قوات سوريا الديمقراطية لإنجاز عملها". ولا يبدو أن المعركة في الرقة ستكون سهلة، فالموصل التي تحتوي على ألفي مقاتل من داعش مازالت المعركة فيها مستمرة منذ شهور وإن كانت ضمن مراحلها النهائية في الوقت الراهن، فيما قالت مصادر عسكرية أمريكية إنها لن تضع جدولًا زمنيًا لمعركة الرقة وإنها ستحتاج إلى وقت طويل، وتشير تقديرات إلى أن 4 آلاف من مقاتلي التنظيم المتطرف متحصنون بالرقة، حيث أقاموا دفاعات لمواجهة الهجوم المتوقع.