توالت ردود الأفعال الغاضبة من مسلسل «الجماعة 2» الذي يعرض حاليًا علي عدد من القنوات الفضائية، والذي يتناول الحقبة التاريخية خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، والأحداث السياسية التي سبقت ثورة 1952، حتى وصلت إلى البرلمان وأثارت غضب عدد من القوى السياسية التي كانت موجودة في الفترة التي تناولها المسلسل، وعلى رأسها حزب الوفد، الذي أصدر سلسلة من البيانات الصحفية علي مدى الأيام الماضية طالب فيها بوقف عرض المسلسل لما يتناوله من أخطاء ومغالطات تاريخية وسياسية. النحاس يقبل يد الملك اعترضت قيادات حزب الوفد على أحد مشاهد المسلسل والتي يظهر فيها مصطفى النحاس، القيادي الوفدي، وهو يقبل يد الملك، وأكدوا في بيان لهم أن تاريخ النحاس باشا أكبر من ذكر وقائع وحكايات هنا وهناك عن كيفية تصديه لطغيان القصر والوقوف بحدة وصلابة أمام الملك فؤاد ومن بعده الملك فاروق. فيما علق الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، على المسلسل قائلًا: «كنت على يقين بأن الوفد بشبابه ونسائه ورجاله سينتفضون في غضبة وفدية انتصارًا لزعيم الوفد وزعيم الأمة مصطفى النحاس باشا، ليعلنوا للجميع أن الوفد الذي عاش مائة عام ليس حزبًا فقط وإنما هو عقيدة وتراث وطني صنعه زعماء لهم في قلوب وعقول الوفديين كل العرفان والإجلال والإكبار، وأن المساس بأي منهم هو مساس برجال صنعوا تاريخ أمة لا يمكن أن يقبله أي وطني شريف». وطالب نائب حزب الوفد فؤاد بداروي وقف عرض المسلسل لما يتضمنه من أخطاء وتزيف للتاريخ، حيث أكد أنه سيرفع دعوى قضائية ضد مسلسل «الجماعة» والذي حمل بين أحداثه تطاولًا وتقليلًا من شأن رمز من رموز الوفد الراسخين وهو النحاس باشا، على حد تعبيره. انضمام عبد الناصر لجماعة الاخوان لم يكن حزب الوفد وحده المعترض على هذا المسلسل، فقد انضم عدد من الفنانين وأعضاء مجلس النواب إلى قائمة المعترضين، من بينهم المخرج خالد يوسف، الذي أكد أن هناك كمًّا كبيرًا من التزييف والتشويه للتاريخ بشكل غير مسبوق، وأن المسلسل أدى خدمة جليلة لحركة الإخوان عندما نسب تنظيم الضباط الأحرار لذلك التنظيم الإرهابي، وخلق شبهة الارتباط بينهما. وتابع يوسف أن كاتب المسلسل وحيد حامد وقع في فخ عدم التوثيق والتضخيم في دور جماعة الإخوان، سواء في ثورة 1952 وأنهم كانوا جزءًا أساسيًّا في قيام الثورة، وكانوا يتحكمون في مواقف الوزراء وقيادات الجيش في تلك الفترة، أو حتي خلال ثورة 25 يناير، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي مرجع تاريخي موثوق به يؤكد زعم المسلسل بانتساب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى جماعة الإخوان.