في إعلان إسرائيلي يهنئ فيه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الأمة الإسلامية بمناسبة شهر رمضان، يجلس أدرعي وأمامه أكلات عربية بامتياز، يصفها بالإسرائيلية، كالحمص والتبولة والمقلوبة والملوخية وورق الدوالي، وفي نهاية الفيديو، يمسك قرص الفلافل الفلسطيني، قائلاً: وطبعاً الفلافل، الأكلة الإسرائيلية المفضلة، والفلافل أكلة عرفها الشرق الأوسط بعد انتشارها في الشام، خصوصا فلسطين، ثم انتشرت في سوريا ومصر ومناطق أخرى من الدول العربية، وتأتي إسرائيل في محاولات لسرقة التراث العربي، خصوصا الفلسطيني، لتنسب لنفسها ليس فقط الأرض التي سرقتها من فلسطين، بل التراث الفلسطيني أيضا، والأكلات الشعبية، والثوب الفلسطيني، لتكون سرقة كاملة للمكان وما نشأ عليه قبل ظهور ما يسمى بإسرائيل. ويقول الباحث الفلسطيني موسى عابد، ل "البديل" إن إسرائيل تحاول أن تخلق تاريخا لم يكن مكتوبا على هذه الأرض، إلا للفلسطينيين، مشيرا إلى أن الاحتلال منذ 69 عاما، يحاول خلق هوية مفبركة، في محاولات لمحو الهوية الأصلية للشعب الفلسطيني. ويجدر الإشارة، إلى أنه في قواميس العالم كله، لا يوجد ما يسمى المطبخ الإسرائيلي، لعدم وجود تراث وهوية واضحة لإسرائيل. واتهم الدكتور محمد البوجي، أستاذ الأدب والفكر بجامعة الأزهر، إسرائيل بسرقة التراث الفلسطيني وتسجيله باسمها في اليونيسكو، بدءا من الثوب الفلسطيني، وعملة الشيقل، العملة الرسمية لإسرائيل، وحتى الأكلات الشعبية كالحمص والفلافل، حيث تحاول إسرائيل اليوم بأن تعرّف العالم على هذه الأكلات كأنها أكلات إسرائيلية. ولا شك أن الدعاية الإسرائيلية لها مكانة في الولاياتالمتحدة وأوروبا، ففي عام 2009، فازت شركة إسرائيلية بجائزة في معرض بالولاياتالمتحدة عن إنتاج أقراص فلافل معلبة في علب كرتونية وجاهزة للتصدير، لكن رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين، فادي عبود، قد ثار غضبا جينها، وأبلغ بأنه سيقوم بالإبلاغ عن انتحال إسرائيل لشخصية بائع فلافل دولي، كون الفلافل أكلة عربية خاصة، تشتهر بها مناطق عديدة من الدول العربية. ويؤكد الدكتور البوجي، أنه يقوم بكتابة كتب خاصة تشمل جميع أشكال التراث الفلسطيني لتخليدها، ويساعده في ذلك طلابه الجامعيين الذين يوكلهم بأن يجوبوا شوارع غزة كلها للبحث عن أشكال التراث الفلسطيني من أجدادهم ومن كبار السن الذين عايشوا فلسطين قبل احتلالها. وقامت إسرائيل بسرقات عديدة في التراث الفلسطيني، أهمها الكوفية الفلسطينية التي حولتها لملابس جنسية في بعض المرات، ومرات أخرى للباس مضيفات الطائرات، إضافة لسرقة العملة الحالية واللباس والأثواب الفلسطينية الجميلة لترتديها النساء الإسرائيليات في المحافل الدولية.