تشهد مقاطعة كيب الغربية في جنوب إفريقيا كارثة جفاف حيث تواجه أسوأ ظاهرة نقص في المياه منذ 13 عاما، ويحاول المسؤولون توفير المياه من خلال حفر الآبار لخدمة النقاط الرئيسية مثل المستشفيات فى كيب تاون، ومن المتوقع أن تظل الأزمة لمدة 3 أشهر لكن في حال استمرار الأزمة فسوف يصبح الوضع كارثيا. قال موقع بي بي سي نيوز إن الدول الإفريقية الجنوبية تعاني من الجفاف منذ عامين وهو المعروف بظاهرة النينو المناخية. تابع الموقع إن إعلان الكارثة سيجعل الدولة تتخذ استراتيجية المحافظة لضمان عدم جفاف منابع المياه بشكل تام، كما أعلنت جنوب إفريقيا عن خطط لاستخدام محطة تحلية متنقلة والاستفادة من المياه الجوفية الطبيعية في جبل تابل في كيب تاون. وأشار الموقع إلى أن الحكومة حثت السكان على استخدام ما لا يزيد عن 100 لتر من المياه يوميا، كما أن إعلان الكوارث سيعني أن السلطات فى المقاطعة يمكن أن تعطي الأولوية للأموال العامة لعمليات الإغاثة من الجفاف. وذكر الموقع أن هناك خزانين في منطقة الكاب الغربية جافين تماما وفقا للإحصاءات الرسمية، وقد أعلنت مناطق كارو والساحل الغربي في الكاب الغربية في وقت سابق عن وقوع كوارث للجفاف في عام 2016، إلا أن إعلان الجفاف سوف يوسع نطاق إجراءات الطوارئ إلى المقاطعة بكاملها. ويرجع اشتداد موجة الجفاف إلى ظاهرة النينيو المناخية التي تهدد تنوع منتجات القطاع الزراعي في جنوب إفريقيا بما في ذلك محصول الذرة وهي الظروف التي قد تسهم في زيادة أسعار السلع الغذائية وارتفاع معدل التضخم في وقت يعاني فيه البنك المركزي من ضائقة مالية. وتؤكد البيانات أن الأمطار الشحيحة وموجات الحر اللافحة التي تشهدها جنوب إفريقيا ككل والتي كانت واضحة في مستهل فصل الصيف تأتي في أعقاب ظروف جوية سادت في عامي 2014 – 2015 كانت الأكثر جفافا منذ عام 1900، فضلا عن أنها شهدت أكثر المواسم جفافا منذ عام 1991-1992 ويعد إقليم كوازولو ناتال المنطقة الرئيسية المنتجة لمحصول السكر والمعقل السياسي لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا. وقالت هيئة الأرصاد بجنوب إفريقيا لا نعرف على وجه الدقة ما ستؤول إليه الأوضاع في الموسم الحالي، لكن الظروف لا تبدو مواتية إذ كان موسم 2014-2015 على سبيل المثال ثالث أشد المواسم جفافا بالبلاد ككل منذ أوائل ثلاثينات القرن الماضي، وعندما ابتليت جنوب إفريقيا بموجة جفاف تاريخية خلال حقبة الكساد العظيم، وشهد الموسم الحالي بداية غير مبشرة، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تمتد موجة الحر اللافحة التي شملت 4 أقاليم غطت حزام زراعة الذرة. أما جوهانسبرج المركز المالي للبلاد فقد فرضت هذا الأسبوع على السكان قيودا بشأن استهلاك المياه تضمنت عدم ملء حمامات السباحة بالمياه، وقد تمتد ظروف الجفاف حتى الخريف بسبب ظاهرة النينيو التي تتسبب في انتشار ظروف الجفاف في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، حتى فصل الخريف من العام القادم. يذكر أن النينيو ظاهرة مناخية تتسم بدفء سطح المياه في المحيط الهادي وتحدث كل ما يتراوح بين (4: 12) عاما ما قد يتمخض عنه موجات جفاف وحر لافح في آسيا وشرق إفريقيا وهطول أمطار غزيرة وفيضانات في أمريكاالجنوبية.