يعاني أكثر من 13 ألف مستفيد من وحدات إسكان الشباب المعروفة باسم مشروع "أبناء الجيزة" بمدينة السادس من أكتوبر، من وانتشار الجريمة وخاصة السرقة والبلطجة، فضلا عن غياب الخدمات العامة الضرورية للحياة، وعوامل السلامة والأمان عنالموقع بمراحله الثلاث. من ناحية أخرى، يفتقد السكان للخدمات اللازمة للحياة ووسائل النقل والمواصلات الآدمية، حيث لا توجدوسيلة للتنقل سوى سيارات ربع نقل متهالكة يقودها مجموعة من الفوضويين والبلطجية، كما تخلو المنطقة من مدرسة أو مستشفى أو وحدة صحية أو حتى صيدلية للتداوي، بالإضافة إلى النقص الشديد في مياه الشرب الذي يضطر السكان لشراء المياه المعدنية، إلى جانب تغيير نشاط غالبية شقق الدور الأرضي بالمشروع إلى مقاهٍ، كذلك لا تتوافر بالمشروع نقطة شرطة تحول دون تحكمالبلطجية وعدد منالعرب المقيمينفي غالبية شققمشروع "ابني بيتك" المجاور لهم،وهؤلاء يفرضون الإتاوات التي تبدأ من100 جنيه وتصلأحيانا إلى 400 جنيه على كل حاجز جديديبدأ في تشطيبشقته التي يستلمها على المحارة. حلم العمر الشقق التي حصل عليها الشباب بعد أن كانت حلما تحولت إلى عبء كبير بعد أن صار المشروع ساحة مستباحة ينطلق فيها كل عابر سبيل يفعل مايشاء من سطو وسرقات وإرهاب للأهالي، ويلوذ بالفرار دون خوف في ظل غياب الأمن حتى تحول المكان إلى أرض خصبة للجريمة، وذلك لتردي الحالة الأمنية وعدم تفعيل النجدة أو الدوريات والتعامل بتهاون مع المواطنين في البلاغات المقدمة وكتابة المحاضر . في الوقت الذي يجب أن تحرص فيه المدينة على أعلى مستويات النظافة للحفاظ على صحة المواطنين في بيئة نظيفة خالية من أي مسببات للعدوي افتقدت وحدات المشروع السكنية وطرقها الرئيسية لوسائل الوقاية من الأمراض، ورصد "البديل" وجود مزارع دواجن وحظائر ماعز وخراف داخل عدد من الوحدات السكنية بالمشروع. مدحت محيي الدين، أحد السكان، قال إن أهالي المنطقة يعانون أشد المعاناة من تواجد الحيوانات وتربية الطيور داخل الوحدات المخصصة للإسكان بعد أن هجرها أصحابها، وتحولت لحظيرة تفوح منها الرائحة الكريهة الناتجة عن روث الطيور المتراكم بالشهور دون تنظيف المكان، ما يسبب انتشارا للأمراض الوبائية والعدوى بين سكان المشروع، وهو الأمر الذي يهدد صحة القاطنين في تلك المنطقة بانتشار الأمراض بينهم. استغاثات عديدة وتلغرافات عاجلة بعث بها عدد من المستفيدين بالمشروع إلى رئاسة الجمهورية ومحافظة الجيزة يشكون فيها من الإهمال في حق ما يزيد على 13 ألف شاب بمشروع إسكان شباب الجيزة، يعانون من نقص الخدمات والمرافق، وتعرض عدد كبير من الشقق للسرقة ومن بين المسروقات الصاعد الكهربائي الذي يغذي العقار بالكامل، والذي بسببه يرفض مسؤولو الكهرباء تركيب عدادات للشقق مما يضطر الأهالي إلى تحمل تكلفة تركيب صاعد على نفقتهم الخاصة. يقول عبدالرحمن محمد، أحد السكان إنه لابد من تفعيل الحملات الأمنية في شوارع المشروع للحد من جرائم السرقات وحالات التحرش والبلطجة المتكررة وتفعيل دور النجدة وسرعة الاستجابة للبلاغات المقدمة. يقول الشيخ مصعب، من السكان: أنا عن نفسي لا أترك أسرتي تذهب بمفردها إلى أي مكان حتى لو كان نهارا لما أراه من اختطاف للأطفال وسرقة حقائب ومتعلقات السيدات من قبل سائقي الموتوسيكلات والتكاتك والتاكسيات وبعض السيارات ربع النقل التي تتحكم في الطرق بهمجية شديدة. يقول محمد مفتاح، أحد السكان إن سرقات أسلاك الكهرباء تحدث يوميًا من داخل الشقق، بالإضافة إلى سرقة الصاعد بخلاف سرقات أثاث الشقق، مؤكدًا أنه تم تحرير العديد من المحاضر ولم يتم القبض على أى لص سارق أو مشتبه به حتي الآن، وقال إن الإهمال بلغ مداه حين قام أحد البلطجية بعمل فتحة في جدران إحدى العمارات لسرقة أثاث شقة بها، مطالبًا بسرعة عمل نقطة شرطة، خاصةا أنه منذ تسليم الوحدات حتي الآن تعرضت أكثر من 6 آلاف شقة للسرقة، على حد قوله. كاميرات مراقبة وطالب عدد كبير من الأهالي بضرورة تركيب كاميرات مراقبة في المراحل الثلاث كما وعد رئيس جهاز تنمية المدينة منذ عام ونصف بتمويل من مجلس الأمناء وإعادة رصف الطرق وكافة المداخل والمخارج الرئيسية للمشروع، والتي أتلفتها المياة التي تلقيها المحلات المخالفة بالشوارع على مدار اليوم. خطة أمنية من جانبه، قال اللواء مصطفى عصام، نائب مدير أمن الجيزة ومدير قطاع أكتوبر، إنه تم تكثيف الحملات والكمائن بالمشروع لضبط المخالفين، وجاري وضع خطة أمنية جديدة سيبدأ تنفيذها خلال الأيام القادمة وسوف يشعر بها المواطن لاحقًا. وأضاف ل"البديل" أن قطاع أكتوبر كبير جدا وليس سهلًا وهو ما لاحظه خلال فترة عمله القصيرة في المكان، ولكن المواطن سيشهد تحركات أمنية واسعة مع الانتهاء من عدة خطط أمنية ستشعر المواطنين بالأمان، على حد قوله.