بحفاوة بالغة، استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في قصر السلام بجدة أمس، الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، وأبدى تميم سعادته بزيارة المملكة ولقاء الملك، وأقام سلمان مأدبة غداء تكريمًا لأمير قطر والوفد المرافق له، فيما شهد اللقاء استعراض العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" أنه جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الأخوية الوطيدة والسبل الكفيلة بتنميتها وتعزيزها لما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. وكان أمير دولة قطر، قد وصل في وقت سابق الإثنين، إلى مدينة جدة، في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها سابقا واستمرت لساعات، وحضرها من الجانب السعودي كل من الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة. تأتي الزيارة بعد نحو 5 أشهر من زيارة الملك سلمان لقطر، في 5 ديسمبر الماضي، ضمن جولة خليجية شملت الإمارات والبحرين والكويت أيضا. الزيارة الأخوية.. والفصائل السورية حرصت كل من الرياضوالدوحة في هذه الزيارة على التأكيد على أخوية العلاقة بين البلدين، وهي العلاقة التي يرى مراقبون أنها مقامرة على دماء المعارضة السورية، نظرًا لأن الزيارة تتزامن مع اشتباكات دامية بين أطراف المعارضة السورية المدعومة سعوديًا وقطريا في الغوطة الشرقية. أخوية العلاقة بين الرياضوالدوحة، كما أُعلن، تعني أن كلا البلدين يستغلان المعارضة السورية ككروت يتم إحراقها دون أدنى اكتراث، من أجل تحقيق أهدافهما. على الأرض السورية، أكد ناشطون استمرار الاشتباكات بين مقاتلي ما يسمى بجيش الإسلام المدعوم من السعودية من جهة، وما يعرف بفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام المرتبطتين بقطر من جهة أخرى، وذلك لليوم الخامس على التوالي في غوطة دمشقالشرقية، وتركزت المواجهات بين الجانبين عند أطراف مدن ونواحي الغوطة. العلاقة بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام تحولت من وضعية التحالف إلى الاقتتال، حيث تحولت بيانات جيش الإسلام ووجهة رشاشات مسلحيه صوب فيلق الرحمن، وبالأمس القريب، أحيا الطرفان الذكرى السنوية الأولى لأعنف اقتتال بينهما بجولة لا تقل دموية على محاور انتشارهما في بلدات الغوطة شملت مدينة سقبا وبلدات حزة وجسرين وعربين ومحاور أخرى في مزارع الأشعري، حيث تمكن مسلحو جيش الإسلام فيها من السيطرة على المقرات التابعة لفيلق الرحمن في تلك المناطق، في حين مازالت معارك الكر والفر على أوجها بين الطرفين. المعارك التي أطلقها فصيل جيش الإسلام ضد عناصر هيئة تحرير الشام في بلدة عربين سرعان ما انتشرت على كامل بلدات الغوطة، ولم تُقابَل المطالبة برأب الصدع بين الطرفين المتناحرين سوى بالمزيد من التصعيد، فمعارك الأيام الأخيرة بينهما ليست وفق مراقبين سوى فصول جديدة في سياق حرب هيمنة ووجود مستمرة منذ سنوات تزيدها شرخًا الارتباطات الإقليمية لتلك الفصائل، بحيث يكون جيش الإسلام هو المسيطر على الغوطة الشرقية ثم ليوسع مراحل نفوذه في فترات مقبلة من أجل تحسين وضعه التفاوضي في محطات سياسية كالأستانة وجنيف. وكان ما يسمى ب"جيش الإسلام" قد اتهم في بيانه المنشور على حسابه الرسمي على تويتر، "فيلق الرحمن" بالاصطفاف إلى جانب "جبهة النصرة" و"مؤازرة شديدة لها ودعم بالسلاح والعتاد لفلولهم المهزومة"، وارتفعت حصيلة الاشتباكات بين الأطراف السورية المتصارعة في الغوطة خلال الأيام الماضية إلى 150 بين قتيل وجريح. ويرى مراقبون أن المعارك التي اندلعت في الغوطة ذات بعد إقليمي أكثر مما هي ذات بعد داخلي، بمعنى أن هناك خلافات أيديولوجية وخلافات حول الهيمنة بين هذه الفصائل تمتد إلى 4 سنوات، لكن ما جرى مؤخرًا يؤشر إلى أن وراء هذا التصعيد أطراف إقليمية. فليس صدفة أن تندلع هذه الاشتباكات بعد 3 أيام من لقاء وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، مع وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف، وهنا نجد الرياض تحاول أن تحجز موقعًا متميزًا لها في محادثات الأستانة، خاصة أن الجولة المقبلة ستكون برعاية روسية ودعوات من موسكو لمشاركة الإدارة الأمريكية الجديدة في جولة المفاوضات، والتي ستجرى في 3 و4 مايو الجاري، ويبدو أن قطر لا تمانع بتوسع النفوذ السعودي في الملف السوري، وهي السياسة التي اتبعتها الدوحة خلال السنوات القليلة الماضية. وهنا نجد أن العلاقات الخليجية الخليجية لا تتأثر بالخلافات في الميادين العربية، فعلاقة الرياضوالدوحة مميزة على الرغم من خلافاتهما في الملف السوري، كما أن علاقة الرياض بأبو ظبي تتسم بالاستقرار على الرغم من خلافات البلدين في اليمن.