رغم أنها تبعد عن مدينة المحلة الكبرى بأربعة كيلو فقط، إلا أنها تعاني عشرات المشكلات المستعصية التي فشلت الأجهزة التنفيذية في حلها. تقع عزبة "أبو وافي" على طريق المحلة – طنطا، وتتبع الوحدة المحلية لقرية "صفط تراب". "البديل" قامت بحولة في العزبة؛ بناء على استغاثتهم؛ لعرض مشاكلهم على المسؤولين. صلاح عويس، من أبناء القرية: قال أصبحنا مواطنين درجة ثالثة، وسقطنا عن عمد من حسابات الحكومة. مضيفًا بانفعال: نعاني من آلاف الأمراض بسبب هذه الترعة، وينتج عنها تلوث كبير بالرغم من أننا بنساهم في نقل القمامة وتنظيف الترعة بالجهود الذاتية. وطالب الحاج عبد الكريم المحمدي، على المعاش، محافظ الغربية بالنظر في مشكلة هذه الترعة وما تسببه من أذى للأهالي قائلًا: أناشد اللواء أحمد ضيف محافظ الغربية أن يأمر بتصحير هذه الترعة، ويتم الاستفادة منها عن طريق بناء مركز شباب لأهالي العزبة؛ نظرًا لعدم وجود مركز شباب، فالأطفال والشباب بالقرية يعانون من افتقار القرية لنادٍ اجتماعي أو مركز شاب يرعاهم، وينمي قدراتهم، كما يمكن أن يتم بناء دار مناسبات بجانب مركز الشباب. وانتقد السيد عبد الجليل، عامل، الدور السلبي للجهات التنفيذية، حيث تبرع الحاج عبد العال شحاته بقطعة أرض تبلغ مساحتها 200م لبناء مكتب بريد بالعزبة، ولكن لم يتم الموافقة على إنشاء المكتب، رغم أنه يوجد بالعزبة 500 مواطن على المعاش، بجانب الموظفين الذين يعانون مشقة كبيرة أول كل شهر؛ لعدم وجود مكتب بريد خاص بهم، ويضطرون للذهاب للقرى المجاورة؛ ليصرفوا معاشاتهم ومرتباتهم، متسائلًا: ما العائق أمام موافقة الجهات التنفيذية على بناء مكتب البريد؟! وأشار محمد المحمدي، موظف، إلى أنه تم عمل شبكة مياه بالعزبة منذ عام 1985م، والمواسير التي استخدموها لنقل المياه تسمى مواسير "اسبيستوس"، ثبت علميًّا أنها غير صالحة للاستخدام الآدمي، حيث تسبب أمراضًا كثيرة، منها الفشل الكلوي، وهو المرض الذي يعاني منه أهالي العزبة، ومنهم الأطفال. وأكد حمودة عبد الجليل، مزارع، أن مياه الشرب غير صالحة للاستخدام نهائيًّا، كما أنها لا تصل لبيوتهم، فقام الأهالي بعمل فلترات لتحلية المياه بجهودهم الذاتية، عن طريق تبرع القادرين؛ لكي يحلوا هذه المشكلة التي تعود تدمر صحتهم. وقالت هانم الصعيدي، ربة منزل: بناتي في المرحلة الإعدادية، وبسبب عدم وجود مدرسة إعدادية بالعزبة؛ بناتي التحقت بالمدرسة الإعدادية بقرية الهياتم، وأعاني من مشاكل كثيرة؛ بسبب عدم وجود مواصلات، وممكن تضطر بناتي أن تمشي حوالي كيلو متر من العزبة حتى الهياتم، بجانب المضايقات التي يتعرضن لها أثناء سيرهن، وأضافت: ليس لدينا سوى مدرسة عسوي خضر الابتدائية، فيضطر الأهالي إلى إلحاق أبنائهم بمدارس تابعة للقرى المجاورة لهم، ويعاني التلاميذ من مشاكل كثيرة أثناء ذهابهم لهذه المدارس. وأكدت تحية قرص، معلمة بمدرسة عسوي خضر، أن كثافة التلاميذ بالفصل مرتفعة جدًّا، تصل إلي أكثر من 70 طالبًا، ولكن هذه النسبة انخفضت في الفترة الحالية إلي حوالي 50 أو 55 طالبًا، بعد عمل فترتين بالمدرسة. وقال عبد الحميد أحمد، فلاح، غاضبًا: المريض في العزبة يعاني الأمرَّيْن: مرار المرض ومرار مشقة الطريق وافتقار العزبة للخدمات الصحية، فمرضي العزبة يتولاهم الله؛ لذا نناشد الحكومة ضرورة توفير وحدة صحية بالعزبة؛ إنقاذًا لأرواح المرضى بالعزبة. وأعرب محمد محجوب، عامل، عن بالغ حزنه ومعاناته من أمر الكهرباء بالعزبة، قائلًا: أعمدة الكهرباء بالعزبة متهالكة، حيث تم إنشاؤها عام 1973م، ومنذ ذلك الحين لم يتم تجديدها، والطريق العام والطرق الفرعية بالعزبة مظلمة ليلًا إلا إذا تطوع أحد الأهالي، وقام بتركيب "لمبة" بجوار منزله تنير الطريق للمارة. وطالب السيد عبد الجليل باسم أهل العزبة بتغيير مسمى وتوصيف "أبو وافي" من عزبة تابعة لقرية "صفط تراب" إلى قرية تابعة لمركز ومدينة المحلة، مستدلًّا بأن عدد سكان العزبة 12 ألف نسمة تقريبًا، وأنهم أصبحوا مجموعة عزب متلاحمة يطلق عليها "عزبة أبو وافي". توجهنا إلى اللواء تامر أبو النجا، رئيس مركز ومدينة المحلة الكبرى؛ لعرض تلك المشاكل عليه؛ في محاولة للتخفيف عن الأهالي، وتعهد بتنظيم لقاء مع وفد من أهالي العزبة؛ لبحث ومناقشة عدد من المطالب المتعلقة بهم، والعمل على حلها حسب الإمكانيات المتاحة وميزانية الوحدة المحلية التابعة لها العزبة.