وسط تجاهل مسئولو الرى للشكاوى المقدمة من أهالى الغربية نتيجة الأمراض والأوبئة التى يتعرضون لها باستمرار بسبب أسراب الفئران والبعوض، المصدرة لهم من مصرف قرية صناديد التابعة لمركز طنطا، ومصرف قرية القضابة التابعة لمركز بسيون، ومصرف قرية الهياتم، التابعه لمركز المحلة، رصدت «البديل» استغاثات الأهالى ومعاناتهم المستمرة، لعل الحكومة تلتفت لهم بعدما راح العشرات من ابنائهم وذويهم ضحية الأمراض المستعصية بسبب التلوث والإهمال. من قرية صناديد قال عبد الغنى سعيد، عامل، نعيش فى مأساة حقيقية يعانى منها أهالى القرية، بسبب التلوث والأوبئة الناجمة عن الترعة المتخللة للكتلة السكنية وتصدر لنا التلوث وأسراب الفئران لتهاجم المنازل، بالإضافة الي الحشرات والبعوض الناقلة للأمراض، ورغم قيام السكان بطرق كل الابواب من اجل ردمها ولكن مازالت المشكلة مستمرة. وبنبرة ساخرة، تابع عبد الغنى حديثه، "من المضحك ان الترعه لا يوجد بها قطرة ماء واحدة وليس لها أى استخدامات ولن يتم استغلالها نهائيا وأصبحت مقلبا للقمامة وتكاثرت بها الحشرات والقوارض وأصبحت تهدد سكان القرية. وطالب عبد الغنى، من محافظ الغربية، سرعة ردم الترعة نهائيًا حيث إن وجودها يتسبب فى تضييق الشارع الرئيسى للقرية، كما أنها حولت حياة الأهالي إلي جحيم كبير لا يستطيعون الفكاك منه. ولفترامى زيادة، أحد شباب قرية القضابه بمركز بسيون، إلى محاولاتهم لإنقاذ القرية من تلوث المصرف، ولكن يبدو أن أحدا من المسئولين لا يرى ما قمنا به حيث قمنا بحملة نظافة بجهود الشباب واستمر الوضع لمدة محددة ولكن عادت الأمور إلى وضعها السيئ من جديد، نظرًا لتقاعس موظفى الوحدة المحلية عن دورهم فى الإشراف والمتابعة. وطالب مصطفى ابو العطا، أحد أهالى قرية قضابة، بان تكون هناك جهة مسئولة لتطهير الترع والمصارف بالقرى بشكل دورى؛ لان هذه المجارى المائية تحولت بسبب الاهمال إلى مصيدة حقيقية للموت بعد أن كثرت حولها الملوثات، إضافة إلى سن قانون رادع ضد من ينتهك حرمة تلك الترع والمصارف خاصة ان معظم تلك الترع مصادر اساسية لرى الاراضى الزراعية ويتعامل معها الفلاح بشكل يومى. اكد المهندس هيثم حشيش، من أهالى بسيون، إن هناك مصانع وشركات تصرف مخلفاتها فى الترع مما يدمر البيئة، مشيرا إلى أن الطريق بين مركز بسيون وكفر الزيات شاهد عيان على الكميات المهولة وأطنان الملوثات التى تلقى فى الترع والمصارف من المواد الكيماوية من مخلفات تلك المصانع مما يهلك الحرث والنسل، فى حين تجد المسؤلين بالزراعة ومديرية الرى "اخر طناش". ولا يختلف الوضع كثيرا فى مصرف قرية جناج أحد المصارف التى تمر على مدينة بسيون وكفر الزيات، حيث شركة السماد الكبرى والتى قامت بتحويل مسار انابيب الصرف الصناعى بها إلى المصرف وإدخال وحدة معالجة غير كافية للعمل حيث مازالت المشاحنات والمشاجرات بين إدارة المصنع والفلاحين والقرى التابعة لهذا المصرف بالقرية قائمة باستمرار بسبب التلوث. وطالب عدد من المواطنين بقرى صالحجر وكتامه وكفر جعفر وكفر سالم وشبراطو وسلامون وجناج بسرعة تدخل المسؤلين من أجل تطهير وحماية تلك المصارف والترع التى باتت مناخا خصبا لكافة الأمراض والفيروسات القاتلة علاوة على مظهرها غير الحضارى. وفى المحلة الكبرى ناشد أهالى منطقة زاوية الجمل بقرية الهياتم محافظ الغربية، بضرورة تغطية ترعة قرية الهياتم إمام المنازل مؤكدين ان حياتهم اصبحت فى خطر بعد تراكم القمامة والحيوانات النافقة العائمة على سطح المياه مما أدى ذالك الى تكاثر الذباب والبعوض وأدى إلى زيادة انتشار الفئران التي اقتحمت منازلهم واسفر عن زيادة الإمراض والأوبئة بالإضافة إلى الرائحة المنبعثة من الحيوانات الميتة والتى ازكمت أنوفهم وأنوف كل الداخل والخارج من وإلى قرية الهياتم بحسب قولهم. وأشار الاهالى الى انهم قاموا بإرسال عدد من الشكاوى للمسئولين بالغربية ولم يتحرك أحد منهم لإنقاذنا من هذه الكارثة ومراعاة الظروف السيئة والإمراض التي تسبب خطر بنا وبأولادنا الصغار وللأسف الشديد لم نعرف حتى ألان حل هذه المشكلة فى يد مين ؟ نرجو من مسؤلى الرى مد يد العون إلينا . وحمايتنا من الامراض التى تهدد حياتنا من جانبه قال المهندس سعيد مصطفى كامل محافظ الغربية انه بصدد إعداد خطة لحل مشكلة القمامة على مستوى المحافظة بعد أن تحولت الترع والمجاري المائية والشوارع إلى مقالب للقمامة وفشل المسئولين في إيجاد حل لمشكلة النظافة وتطهير الترع والمجاري. وأضاف أن المزارعين يواجهون خطر الإصابة بالأمراض نظراا لري الأراضي بتلك المياه كما أن الترع تمر بالقرب من التجمعات السكنية والمدارس كما تسببت القمامة في تعطيل حركة المياه، مما يهدد بهلاك المحاصيل وإلحاق خسائر كبيرة للمزارعين.