35 دقيقة فقط كانت كفيلة بتحويل حياة الشاب الإيفواري سليمان كوليبالي من اليأس إلى النور، وتغيير رأي جمهور كرة القدم بمصر في إمكانياته الفنية، وتحويل مسار وسائل الإعلام من الحديث بالسلب عنه وانتقاد من تعاقد معه وكيفية رحيله عن الجزيرة إلى التغني به وانتقاد حسام البدري، المدير الفني لفريق الكرة الأول بالنادي الأهلي، بسبب تأجيل الدفع باللاعب كثيرًا. النجم الذي لقبته جماهير كرة القدم العاجية ب«دروجبا»؛ نظرًا لتوسمها فيه خيرًا بأن يكون خليفة الفيل الإيفواري ديديه دروجبا، ظل جليسًا لمقاعد البدلاء، بل وغاب كثيرًا عن قائمة الأهلي منذ انتقاله إلى صفوف المارد الأحمر خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية. وبدأت وسائل الإعلام والجماهير تتحدث عن موعد رحيله، بعدما صرح المدير الفني للمارد الأحمر بأن اللاعب لم يقنعه في التدريبات، وأنه كان الخيار الوحيد الذي فرضته عليه لجنة التعاقدات بالنادي الأهلي، وتم الموافقة عليه عن طريق شرائط الفيديو فقط، وهو ما يرفض اتباعه في اختياراته خلال الفترة المقبلة. وبعد شد وجذب ومهاترات كثيرة، استجاب البدري للأصوات، التي تنادي بمنح الفرصة للاعب قبل الحكم عليه بالفشل، وأخيرًا منحه الفرصة أمام الداخلية في المباراة المؤجلة من الأسبوع الحادي والعشرين. وشارك كوليبالي بديلًا لعمرو جمال، في الدقيقة العاشرة من شوط المباراة الثاني، وما إن وطئت قدماه المستطيل الأخضر حتى رأى جمهور الأهلي لاعبًا يستحق بأن يكون المهاجم الأساسي للشياطين الحمر، حيث سجل هدفين من ضربتي رأس رائعتين، وكاد يضيف المزيد لولا معاندة الحظ له في العديد من الكرات، أهمها الكرة التي ارتطمت بالعارضة. نشأته والأندية التي لعب لها كوليبالي ولد في ساحل العاج يوم 26 ديسمبر عام 1994، قرر والده الهجرة إلى إيطاليا بعدما بلغ عمره الثالثة عشرة؛ بسبب الحرب الأهلية. بدأ مسيرته باللعب لفريق سيينا بإيطاليا في موسم 2010/2011، قبل أن ينتقل إلى صفوف توتنهام هوتسبير في يوليو 2011. انتقل كوليبالي إلى صفوف جروسيتو الإيطالي على سبيل الإعارة في عام 2013، قبل أن ينتقل بشكل نهائي في موسم 2014/2015 إلى صفوف باري الإيطالي، ومنه أعير إلى صفوف بيستويسي الإيطالي في نفس الموسم، وفي موسم 2015/2016 انتقل إلى صفوف بيتربوره يونايتد الإنجليزي بشكل نهائي، وتمت إعارته في نفس الموسم إلى صفوف نيوبورت كونتي. وفي موسم 2016/2017 انضم إلى صفوف كيلمارنوك الإسكتلندي، قبل أن ينتهي به الترحال أخيرًا في الأهلي المصري نادي القرن في القارة السمراء. كوليبالي هداف كأس العالم دون 17 عامًا بدأ سليماني كوليبالي مسيرته الدولية من بوابة منتخب ساحل العاج تحت 17 عامًا، في بطولة كأس العالم للناشئين 2011، حين سجل تسعة أهداف في أربع مباريات، بواقع هدف أمام أستراليا، وأربعة أهداف سوبر هاتريك أمام الدنمارك، وثلاثة أهداف "هاتريك" في شباك السامبا البرازيلية، وهدف في شباك فرنسا في دور الستة عشر في المباراة التي خسرتها ساحل العاج، بنتيجة 3/2، لتودع البطولة. تسعة أهداف هي حصيلة كوليبالي في هذه البطولة؛ ليعادل الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف يسجلها أي لاعب في بطولة واحدة بكأس العالم للناشئين، وهو الرقم المسجيل باسم الفرنسي فلورينت سيناما في مونديال 2001، ولولا خروج الأفيال من دور الستة عشر لكان بإمكان كوليبالي أن يتخطى ذلك الرقم، ويسجل رقمًا قياسيًّا جديدًا باسمه. رغبة ريال مدريد وليفربول في ضمه كشفت بعض التقارير في وسائل الإعلام العالمية عن وجود رغبة لدى بعض الأندية الكبرى في التعاقد مع هداف كأس العالم، وعلى رأسها ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي، قبل أن ينتقل اللاعب لفريق توتنهام هوتسبير الإنجليزي. كوليبالي يفضل الأهلي بعد مفاوضات القطبين صحيفة «ديلي ريكورد» الاسكتلندية تحدثت في تقرير لها قبل انتقال اللاعب إلى الأهلي عن وجود رغبة لدى قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك في ضم اللاعب مقابل 500 ألف دولار، لكن إدارة فريق كيلمارنوك الاسكتلندي ترغب في الحصول على 750 ألف دولار، وبالفعل رفع الأهلي المقابل المالي للصفقة ل800 ألف دولار، وحصل على خدمات اللاعب. سيناريو أوباميانج كاد يتكرر مع كوليبالي بكل تأكيد ندم مسؤولو الأهلي على عدم التعاقد مع الجابوني بيير إيمريك أوباميانج، عندما عُرض اللاعب على الجهاز الفني للأهلي قبل أن ينتقل إلى صفوف بوروسيا دورتموند الألماني، حيث رفضه حسام البدري، المدير الفني في ذلك الوقت؛ بداعي أن طريقة لعبه لا تتماشى مع أداء الأهلي؛ لينتقل اللاعب إلى العملاق الألماني، ويتألق، ويرتفع سعره ليتخطى حاجز ال50 مليون يورو. كوليبالي كاد يرحل عن الأهلي دون الحصول على فرصة ليعيد سيناريو ما حدث مع بيير إيمريك أوباميانج، لولا الفرصة التي أتته، وأثبتت نجوميته.