في الوقت الذي تشهد فيه مدينة شرم الشيخ مؤتمرا عن السياحة العلاجية، لم يتوقف سفر مسؤولين مصريين وشخصيات بارزة إلى الخارج لتلقي العلاج وإجراء فحوصات أو عمليات جراحية، ما يلفت النظر إلى ضرورة مراجعة الملف الصحي في مصر. برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالتعاون بين وزارتي الصحة والسياحة؛ نظم عدد من الشركات السياحية حملة للجذب السياحي تحت عنوان "مصر.. السياحة العلاجية"، تستهدف الترويج للسياحة في مصر عن طريق علاج مرض التهاب الكبد الوبائي "فيروس سي"، إذ حققت فيه مصر تقدما ملحوظا. وقال وزير الصحة والسكان الدكتور أحمد عماد الدين راضي، إن مصر لديها 444 مستشفى علاجيًّا و23 مستشفى تعليميًّا و11 مستشفى أورام و5 مستشفيات مؤسسة علاجية، لافتًا إلى وجود 670 مستشفى تابعًا للدولة، سواء لوزارة الصحة أو وزارة التعليم العالي، وجميعها تقدم الخدمة الثلاثية، فضلًا عن وجود 5024 وحدة رعاية صحية. وأوضح الدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، أن الإعداد المسبق لمؤتمر السياحة العلاجية يؤهل مصر لوضعها على خريطة السياحة العلاجية العالمية، مشيرًا إلى وجود عدة معايير تتمثل في الجودة والترحيب وحسن المعاملة وسهولة التعامل باللغات الأكثر تداولًا في العالم وأمان السائح وسهولة المعيشة والطيران والاستقرار السياسي والقدرة على التدخل الجراحي لإجراء عمليات كبرى، كالقلب المفتوح والمفاصل الصناعية، مشيرًا إلى أن السائح يفضل الأسعار المناسبة وسهولة البرنامج السياحي المقدم له. السفر للعلاج في المقابل، سافر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، صباح الخميس الماضي، متوجهًا إلى النمسا لتلقي العلاج، حيث عانى خلال الشهور الأخيرة من آلام بالظهر والساق لم تصلح معها الأدوية والمسكنات وذلك وفقا لبيان رسمي صادر عن الكنيسة. وأشار البيان إلى أنه كان من المقرر أن يخضع تواضروس، للعلاج منذ فترة، وذلك في المستشفى الذي يوجد به الملف الصحي له بالنمسا، عقب الزيارة التي قام بها لليونان فى ديسمبر من العام الماضي، والتي قطعها عائدًا للقاهرة بسبب حادث الكنيسة البطرسية. فيما سافر محافظ البنك المركزي طارق عامر، للعلاج بمدينة هايدلبرج الألمانية، وأعلنت السفارة المصرية في برلين، التي تابعت الحالة الصحية لعامر منذ البداية، أن هذه ليست أول مرة يسافر فيها للعلاج في هذا المستشفى، كما سافر وزير قطاع الأعمال أشرف الشرقاوي، الأسبوع الماضي إلى ألمانيا في رحلة علاج لإجراء بعض الفحوصات الخاصة بالجهاز الهضمي. منظومة الصحة الدكتور مجدي مرشد، عضو اللجنة الصحية بمجلس النواب، قال إن منظومة الصحة في مصر تمر بمرحلة هي الأصعب ولابد من التدخل سريعا لإنقاذها بداية من إصدار تشريعات كمشروع قانون التأمين الصحي أو إعادة النظر في تدريب وتأهيل جميع العاملين في المنظومة الطبية من عاملين وممرضين وأطباء وكل من يقدم خدمة طبية للمواطن انتهاء بأن يدرك المسؤولون في الدولة خطورة الوضع. وأضاف مرشد ل"البديل" أن ترتيب مصر عالميا في مجال الصحة متأخر وينذر بضرورة العمل على تطوير هذا الملف، خاصة أن الدستور نص على تخصيص نسبة من الموازنة العامة، ومن ثم فهناك فرصة جيدة للبدء في تطوير المستشفيات وتحديث الأجهزة بالإضافة إلى تنفيذ أحد برامج التطوير لإعادة هيكلة المنظومة حيث توجد عشرات البرامج ولكن تحتاج فقط إلى إرادة سياسية للبدء فيها.