استمرارًا لمسلسل الفصل التعسفي التي تتبعه المؤسسات الصحفية والإعلامية حيال العاملين بها، استغنت جريدة صوت الأمة، المملوكة لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، عن بعض الصحفيين دون إبداء أسباب، كما استغنت قنواتON TV عن الإعلامي خالد تليمة بالطريقة ذاتها. وتكررت ظاهرة الفصل التعسفي ضد الزملاء الصحفيين والإعلاميين دون تدخل من نقابة الصحفيين لحماية حقوق أبنائها، الذين يجدون أنفسهم مفصولين بعدما أضاعوا عمرهم بإحدى المؤسسات الصحفية، دون وجود سند، حالات الفصل التعسفي تكررت في عدد من المؤسسات مثل «المصري اليوم، والشروق، والتحرير، والدستور، والأخبار» وغيرها باستخدام حيل الشؤون القانونية للمؤسسات أو دون إبداء أسباب. يرى بشير العدل، مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، أن ما يحدث مع الزملاء الصحفيين والإعلاميين من فصل تعسفي يؤكد استمرار مسلسل انتهاك حقوق أبناء المهنة، ويقدم نموذجًا صارخًا لتدخل رأس المال الخاص في الإعلام وفرض أجندة خاصة به للسيطرة على الإعلام، والتقرب من النظام عن طريق سياسة ممنهجة لإخضاع الصحافة والإعلام لخدمة الحاكم. وأضاف العدل ل«البديل» أن النظام لا يريد الإعلام الذي يعرض الرأي الآخر الذي يتبنى ممارسة المعارضة البناءة لصالح الوطن، بل يريد إعلامًا مواكبًا للسلطة يصطف من أجل خدمة النظام، لذلك يسعون لإسكات الأصوات التي تتحدث بشيء من المعارضة، بالاستغناء عن صحفيين وإعلاميين يتبنون فكرة عرض الرأي الآخر، مؤكدًا أن آخر الانتهاكات تسريح عدد من الصحفيين والمتدربين بجريدة «صوت الأمة» بعد قضاء سنوات طويلة في خدمتها، ودون بيان أسباب واضحة، فضلًا عن الاستغناء عن الإعلامي خالد تليمة أيضًا من قنوات أون تي في. وأوضح أن ما يحدث هو استغلال للظروف التي تمر بها النقابة، التي تشهد إجراء انتخابات جديدة، بتمرير بعض الإجراءات التي تنتقص من حقوق الصحفيين أو حتى المتدربين الصحفيين، ولذلك على مرشحي انتخابات النقابة على منصب النقيب وعضوية المجلس، التدخل لحل أزمة صحفيي جريدة «صوت الأمة» وكل الصحف التي يتعرض فيها الصحفيون لانتهاكات بالغة، وفقًا لقانوني العمل والنقابة على حد سواء، وهذا يعد الاختبار الأول للمرشحين في العمل النقابي الحقيقي، بعيدًا عن الشعارات الجوفاء.