شهد الأسبوع الماضي العديد من التحركات الدبلوماسية المرتبطة بعلاقات مصر الخارجية، بداية من التعرف على المواقف الأمريكية الجديدة، بعد تغيير مقاليد الحكم وزيارة شكري إلى الأردن، مرورًا بزيارة للإمارات وإلقاء الضوء على العلاقات المصرية الخليجية قبل زيارة الرئيس التركي إلى الخليج، وصولًا إلى رفض أنقرة مشاركة القاهرة في مؤتمر آستانة. زيارة شكري للأردن توجه وزير الخارجية سامح شكري إلى الأردن في زيارة التقى خلالها نظيره الأردني الجديد ورئيس الوزراء والملك الأردني، وتم خلال اللقاءات التباحث حول تعزيز العلاقات الثنائية وتصويب أوضاع العمالة المصرية في الأردن. ويحمل توقيت الزيارة دلالات عدة، أبرزها إعداد الأردن للقمة العربية في 29 مارس المقبل، وهي قمة فارقة في ظل التحديات التي تواجه المنطقة العربية والمحيط الإقليمي بها، حيث اتفق الجانبان الأردني والمصري على أنه من المهم أن تكون قمة غير اعتيادية، وأن تتاح الفرصة للقادة العرب لإجراء حوار معمق وشفاف حول مختلف القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة العربية، بما في ذلك أهمية التركيز على إصلاح آليات العمل العربي المشترك. كما تأتي الزيارة في ظل ما تردد من معلومات عن وساطة عربية تقودها الأردن لإزالة التوتر الذي يحيط بالعلاقات المصرية السعودية، بالإضافة إلى ذلك فإن مشاركة الأردن بصفته مراقبًا في مباحثات آستانة تمثل بعدًا آخر للزيارة؛ للتنسيق بين مصر والأردن حول الملف السوري، باعتبار عمان الطرف العربي الوحيد الذي يشارك في تلك المفاوضات، وتباحث الجانبان القضايا الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأزمتان السورية والليبية، بالإضافة إلى الأوضاع في كل من اليمن والعراق. وفي ضوء زيارة الملك عبد الله الثاني لأمريكا قبل أيام، للتعرف على الموقف الأمريكي من الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية، ناقش الجانبان ما يتعلق بمستجدات القضية الفلسطينية، حيث اتفق شكري مع نظيره الأردني على أهمية التنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة والأطراف الدولية والإقليمية؛ من أجل استئناف عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وفقًا للمرجعيات الدولية، وصولًا لتنفيذ حل الدولتين. زيارة شكري للإمارات انقسمت زيارة سامح شكري للإمارات إلى شقين:الأول متعلق بالمشاركة في الخلوة التي دأبت الإمارات أن تدعو وزراء الخارجية العرب على المشاركة بها، وهي اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية العرب، تتم خلاله مناقشة عدد من الملفات المرتبطة بالتحديات التي يواجهها العالم العربي، وكيفية مواجهتها. والشق الثاني للزيارة يتمثل في لقاءات عقدها شكري مع عدد من المسؤولين هناك على مختلف المستويات؛ لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتشاور حول عدد من القضايا الإقليمية والدولي، وقد شهد اللقاء توافقًا في رؤى الجانبين بشأن أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وفي مقدمتها اليمن وسوريا وليبيا، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول، ويحمي وحدتها الإقليمية. وبالنسبة للأزمة السورية، ذكر المتحدث الرسمي باسم الخارجية أن الوزيرين أكدا أهمية وجود محادثات جادة بشأن مستقبل سوريا، بما يضمن وحدتها وسيادتها الكاملة على أراضيها، كما عرض شكري الجهود التي تقوم بها مصر لمساعدة الأشقاء الليبيين على حل خلافاتهم وتنفيذ اتفاق الصخيرات، معربًا عن أمله في أن تفضي هذه الجهود إلى التعجيل بالتوصل إلى حل للخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها ليبيا. واتفق شكري مع نظيره الإماراتي على تشكيل آلية تشاور سياسي ثنائية تجتمع كل ستة أشهر، مرة على مستوى وزراء الخارجية، والأخرى على مستوى كبار المسؤولين. رفض تركيا مشاركة مصر في آستانة رفضت تركيا اقتراح روسيا بشأن ضم مصر إلى «ترويكا الوسطاء» المعنية بتسوية الأزمة السورية، ومن شأن هذا الرفض أن يزيد من حالة الاحتقان بين مصر وتركيا، وقالت صحيفة إزفيستيا الروسية: إن روسيا ترى أنه أصبح من الضروري ضم مصر إلى مجموعة الوسطاء الثلاثة، التي تتألف من روسيا وإيران وتركيا؛ للمشاركة في التسوية السورية»، في حين أن هذه الفكرة تعرضت للانتقاد من الجانب التركي، رغم أن الجانبين السوري والمصري أكدا أنه ستكون لهذه المبادرة الروسية نتائج إيجابية على صعيد الحل السياسي للأزمة السورية في حال تحقيقها، حسب الصحيفة.