قال موقع ذي هيرالد، إنه في الوقت الذي تتسابق فيه بلدان أسيوية مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية نحو التقدم، تظل إفريقيا القارة الأكثر فقرا في العالم. وعن تحديات وآفاق التنمية في إفريقيا، قال أستاذ الاقتصاد والأمين التنفيذي لمؤسسة تعزيز القدرات في إفريقيا، البروفيسور إيمانويل نادوزي، لموقع ذي هيرالد الإثيوبي: "نعم أشعر بأننا في وضع جيد جدا لسد فجوة مشكلة الاقتصاد، وبقدر مساعدة المؤسسة في القارة لتعزيز قدرتها على التعامل مع بقية العالم، لكن هناك واحدة من المشاكل التي تواجه البلدان الإفريقية، التي اعتبرها خطيرة جدا وهي عدم القدرة على المشاركة بفعالية مع باقي دول العالم، سواء من حيث التجارة أو من حيث المفاوضات الدولية أو غيرها". وأضاف نادوزي: "من الواضح للجميع أن إفريقيا لديها الكثير من الشراكات مع مختلف البلدان، مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان، لكن كثيرا ما نجد أن التحدي الذي تواجهه القارة السمراء هو كيفية الاستفادة إلى أقصى حد من الشراكات؛ لأن البلدان الإفريقية لا تملك القدرة على التفاوض على نحو فعال وتطويعه في مصلحتهم الخاصة"، بحسب "ذي هيرالد". وتابع: "شيء واحد قلناه في محاولة لتعزيز قدرة البلدان الإفريقية على تحقيق أقصى قدر من هذه التعاقدات، وهو التحليل الشامل لتاريخ العلاقة والشراكة بين القارة والولاياتالمتحدة لمعرفة كيف تطورت وتحولت على مر الزمن والخروج بموقف موحد؟ ونحن نعتقد أن هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تكون فعالة لإشراك إفريقيا مع أهداف التنمية المستدامة العالمية واتفاقات المناخ". في رده على تساؤل لماذا ظلت إفريقيا إلى حد كبير بعيدة عن تصدير المنتجات الأولية الرخيصة وتستورد المنتجات باهظة الثمن حتى البلدان التي استقلت منذ 50 عاما لم تغير هذا الواقع، أكد نادوزي أن هناك تحديات أكثر إزعاجا للسياسة الاقتصادية الإفريقية في السنوات الماضية، أهمها الافتقار إلى التحول ونقص القيمة المضافة، وعدم الاستفادة القصوى من السلع الأساسية في إفريقيا. وأوضح الأمين التنفيذي لمؤسسة تعزيز القدرات في إفريقيا، أن البلدان الإفريقية حاولت حل مشكلاتها، لكن عن طريق الخطأ بسبب السياسات التي وضعت عليهم من الخارج وفرضت عليهم من القوى الاستعمارية قبل فترة السبعينيات، حيث أنشأ العديد من البلدان الإفريقية الصناعات، وبدأوا في عملية تحويل بعض السلع الأساسية الأولية، وفجأة مع برنامج التكيف الهيكلي والمسائل المتعلقة بتوافق آراء واشنطن، اضطرت الحكومات بتشجيع التصنيع، لكن بدلا من أن تترك للقطاعات الخاصة دورا مهما، احتكرت الحكومات التصنيع، وليس هناك بلد في العالم تحتكر حكومته التصنيع سواء كان في بريطانيا أو في الولاياتالمتحدة أو الصين وكوريا الجنوبية. واختتم نادوزي أن نكسة التصنيع في القارة السمراء أصبحت صعبة للغاية، خاصة عندما بدأ العديد من البلدان الإفريقية اكتشاف النفط وأنواع أخرى من السلع المعدنية، لكن في الآونة الأخيرة، أولت بعض البلدان اهتماما جادا للتصنيع، وهناك بلدان تتقدم بسرعة وبطريقة إيجابية بعدما أدركت أنه عند الحديث عن الفقر والحد من تفشي البطالة بين الشباب، فلن توجد طريقة يمكن التعامل بها مع تلك المشاكل إلا التصنيع والتحول الاقتصادي الهائل الذي من شأنه تنمية الدول والمشكلة الأساسية في التصنيع ليست في التقنية بل في القيادة.