تواجه المعارضة في الكونغو أزمة حقيقية بعد وفاة زعيم المعارضة السياسي المخضرم البارز اتيان تشيسكيدي، إذ من المرجح أن يؤدي غيابة إلى مزيد من عدم الاستقرار وتنامى الغضب الشعبي. قال موقع إنترناشونال، كرايسيس جروب، إن وفاة زعيم المعارضة حرم جمهورية الكونغو الديمقراطية، من شخصية سياسية فريدة من نوعها، إذ كان في طليعة النضال من أجل الديمقراطية لأكثر من 3 عقود. وأضاف أن فقدانه يعتبر أيضا ضربة كبيرة لتحالف المعارضة الرئيسي الذي قاد ثورة للمطالبة بالتجديد والتغيير. وتابع الموقع أن الأزمة الحقيقية التي قد تقابلها المعارضة جراء وفاة تشيسكيدي هي نقد توقيع الاتفاق السياسي المبرم بين المعارضة والدولة منذ شهر واحد فقط، حيث إن النظام الحاكم كان يولي تشيسكيدي أهمية كبيرة، وجاء رحيله ليفقد المعارضة زعيما قادرا على الجمع بين الإرادة الشعبية والمعارضة لإعادة بناء قيادة ذات مصداقية، قادرة على إبرام صفقة مع الأغلبية، خاصة وأن تشيسكيدي البالغ من العمر 84 عاما، الذي أسس حزب المعارضة القوي الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي، في عام 1982 كان قد جمع تأييدا قويا في منطقته الأم كاساي وفي العاصمة كينشاسا، وكان يرمز له بالنضال من أجل الديمقراطية وفي الأيام الأخيرة كان يقارن بالرئيس موبوتو سيسي سيكو، خاصة أنه عارض الرئيس لوران كابيلا، الذي أطاح موبوتو في عام 1997، وابنه جوزيف كابيلا، الرئيس الحالي. وفي السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من أن تشيسكيدي كان يعيش خارج الكونغو، فإنه عاد مرة أخرى رمزا للنضال من أجل الديمقراطية، وهذه المرة لأنه دافع باستماته عن تطبيق الدستور، وضرورة تنظيم الانتخابات في موعدها في ديسمبر 2016، والتي يتم تأجيلها باستمرار. وسمح هذا الموقف لجمع كلمة المعارضة والتعاون فيما بينهم، وفي يونيو 2016، كان تشيسكيدي القوة الدافعة وراء إنشاء التجمع، والجمع بين قوى عدة أحزاب وشخصيات رفيعة المستوى مما أعطى المعارضة تماسكا وقوة. وتابع الموقع: عندما عاد تشيسيكيدي إلى كينشاسا في 27 يوليو 2016 بعد سنوات في المنفى الذي فرضه على نفسه، كان الحشود الضخمة في استقباله مما يدل على مصداقيته الفريدة وقدرته على جمع الناس حوله للخروج إلى الشوارع والمطالبة بالتغيير، واستطاع بالفعل أن يجبر كابيلا على النزول على رغبة المعارضة وصوت الشارع، وبناء استراتيجية لتفاوض أكثر واقعية بعد تصاعد التوتر والضغط الشعبي من قبل المجتمع الدولي لتوقيع اتفاق عالمي وشامل بوساطة الكنيسة الكاثوليكية الكونغولية في 31 ديسمبر 2016، ودعا إلى تشكيل حكومة انتقالية، كما وعد الرئيس كابيلا بعدم الترشح لفترة ولاية ثانية، ووعد بإجراء الانتخابات في عام 2017، وبعدها مرض تشيسكيدي ولم تعد لديه القدرة على المشاركة في المحادثات. وقال موقع أوول أفريكا، إن حزب تشيسكيدي كان يحاول الدفع بابنه فيلكس لتولي منصب أبيه، ولكن البعض رفض تلك التحركات التي ستجعل الحزب يبدو وكأنه ملكي وراثي، مما يوضح الاضطراب الذي حدث في صفوف المعارضة بعد وفاة تشيسكيدي، مما يجعل كابيلا في وضع أفضل حاليا، ومن المرجح أن تتوقف المحادثات لفترة من الوقت خلال فترة الجنازة والعزاء، وأصبح الخوف من انتهاز الحزب الحاكم للفرصة وعدم تنفيذ الاتفاق.