يعتبر الأديب الراحل عبد الحميد جودة السحار، واحدًا من الكتاب الذين أثروا المكتبة الدينية بالعديد من الروايات الاجتماعية والسيناريوهات السينمائية والقصص الإسلامية، كان أبرزها سلسلة "محمد رسول الله والذين معه" التي تحولت إلى مسلسل تليفزيوني، شارك فيه العديد من الفنانين، وحقق نجاحًا كبيرًا وقت عرضه. في الصورة، يظهر الكاتب جودة السحار مع جميع أبنائه، وكانت نشرت في العدد الثاني من مجلة "السينما" في فبراير 1974، التي كان يرأس السحار، حيث لم يمهله القدر سوى أن رأى العدد الأول منها فقط؛ حيث رحل في شهر يناير من نفس العام. ولد السحار في 23 فبراير 1913، وبدأ مشواره الأدبي بكتابة القصة القصيرة عبر نافذتين، مجلة "الرسالة" التي كان يصدرها المفكر أحمد حسين الزيات، ومجلة الثقافة التي كان يصدرها أحمد أمين، ليتجه بعدها إلى كتابة القصص التاريخية التي بدأها بقصة "أحمس بطل الاستقلال"، ثم تبعها بكتابة روايته التاريخية الثانية "أميرة قرطبة". وفي الكتابة الدينية، قدم السحار عدة روايات إسلامية، منها "أبو ذر الغفاري"، و"بلال مؤذن الرسول"، و"سعد بن أبي وقاص"، و"أبناء أبوبكر"، و"المسيح عيسى بن مريم"، وتوج إنتاجه الديني ب"محمد رسول الله والذين معه"، الذي صدر في 20 جزءا، تناول فيها السيرة النبوية، مستمدًا أصول الرسالة السماوية منذ "إبراهيم أبو الأنبياء" وهو اسم الكتاب الأول في السلسلة حتى "وفاة الرسول" وهو اسم الكتاب الأخير فيها، وتحول إلى مسلسل تليفزيوني أخرجه الراحل أحمد طنطاوي. وعبر شاشة السينما، قدم الكاتب الراحل أعمالًا لاتنسى منها "أم العروسة، والحفيد، ومراتي مدير عام، وألمظ وعبده الحامولى، وفجر الإسلام، والرسالة"، كما قدم روايات إسلامية للسينما، منها نور الإسلام، الذي كتب له السيناريو والحوار، بالاشتراك مع صلاح أبوسيف مخرج الفيلم. ولعب السحار دورًا غير مباشر في إظهار موهبة الأديب نجيب محفوظ؛ فكان من الأعضاء الذين ساهموا في إنشاء لجنة النشر للجامعيين، التي لعبت دورًا بارزًا بعد ذلك في نشر بواكير أعمال الأديب نجيب محفوظ. وفي 24 يناير 1974، رحل السحار عن دنيانا بعدما أثرى المكتبة العربية والإسلامية بإنتاجه الأدبى المتنوع، الذي مازال حتى يومنا هذا شاهدًا على عبقريته الأدبية.