أدان كثير من مشايخ الطرق الصوفية بمحافظة الغربية الطمس المستمر للمعالم الدينية والأثرية بمسجد السيد البدوي بطنطا، كانت آخرها عملية إتلاف مقام سيدي عبد المتعال، وآثاره التاريخية داخل حرم المسجد الأحمدي، وسادت حالة من الاستياء بين أتباعه ومريديه؛ اعتراضًا على طمس الشيخ أبو بكر سليمان، إمام المسجد الأحمدي، معالم مقام ولي الله الصالح، بطلاء الجدران والأبواب، فتغيرت ملامح المقام تمامًا، بالإضافة إلى إتلاف المعالم الأثرية الإسلامية الموجودة بالمقام من كتب وخرائط ومخطوطات. وأمام تلك الشكوى وطمس معالم المقام، لم يجد المسؤولون بمنطقة آثار الغربية غير التوجه إلى قسم أول طنطا لإثبات الواقعة وتحرير محضر رسمي ضد إمام المسجد، واتهامه بالسعي إلى تدمير موقع مرتبط بحقبة دينية والتلاعب بالأثر الإسلامى وإتلاف بعض الأثريات والإهمال فيها، خاصة في مقام العارف بالله «سيدي عبد المتعال» وقبله بمقامات «سيدى أحمد حجاب» و«سيدي نور الدين»، لما تحتويه تلك المقامات من أخشاب نادرة الوجود، بداخلها صدف أثري تم إتلافه، وتم اصطحاب إمام المسجد إلى القسم، وبرر فعلته بأن ما قام به عملية تجميل للمقام فحسب، وأن ما أثاره مشايخ الطرق الصوفية بشأن التعدي على الضريح والمقام غير صحيح، وتم أخذ تعهد عليه برد الشيء لأصله، وإعادة معالم المقام كما كانت، وعدم العودة مرة أخرى إلى ما اعتبرته الجهة المعنية محاولات طمس الهوية الإسلامية، من خلال التعدي على أضرحة أولياء الله. من جانبه قال الشيخ أحمد عوض، مستشار الطريقة البيومية: تلك التعديات تخالف الفتوى الشرعية الصادرة من دار الإفتاء برقم 230 في 21 يونيو، حيث أفتت بتحريم أو إزالة أو نقل الأضرحة من مكانها، وما حدث تجاه آثار مقام سيدي عبد المتعال وأولياء الله الصالحين الآخرين أمر مرفوض تمامًا؛ لأن تلك الأثريات فريدة من نوعها ومصممة على الطراز الإسلامي، كما أنها بالشكل القديم الذي اعتدنا عليه تبعث الروحانيات في نفوس العاشقين والتابعين، لما فيها من أنفاس الصالحين وآثار ذكرهم، وهو ما ينعكس على المريدين والمحبين. وأشار إلى أن جمال تلك الأماكن في أثريتها وتاريخها القديم، ثم أن تلك الأماكن تعد أثرًا إسلاميًّا طبقًا للقرار الوزاري رقم 533 لعام 2000، وليس من حق إمام المسجد الأحمدي التدخل في ترميمها أو تغيير ملامحها بتلك الصورة المهينة؛ لأنهم ليسوا من المتخصصين في ذلك الأمر، وكان من الأولى الرجوع إلى أصحاب الشأن. يذكر أن سيدي عبد المتعال هو ابن الفقيه شمس الدين محمد الأنصاري الجمجموني، نسبة لجمجمون بلدة بقرب دسوق، كما ذكر الإمام الحلبي في النصيحة العلوية، أنه ولد في عام 625، ولازم القطب البدوي أربعين سنة من 635 675ه، لذلك لقب بخليفة البدوي، وعاش بعده ثمانية وخمسين سنة، وتوفى السبت عشرة من ذي الحجة سنة 733ه، وقد أدرك تسعة من السلاطين المماليك البحرية، أولهم الظاهر بيبرس وآخرهم الناصر محمد بن قلاوون. في الوقت نفس، كشف فيه مشايخ الطرق الصوفية التعدي على أربعة أضرحة أخرى في المحافظة مؤخرًا، وإزالة واختفاء بعض مقتنياتهم، ومنها مقام سيدي عبد المتعال وسيدي أحمد حجاب وسيدي نور الدين وشقيقه سيدي عبد الرحمن.