مظاهرات ووقفات؛ للمطالبة بعدم التفريط في الأرض.. هذا ما حدث في القاهرةوأسوان، والمصير كان واحدًا، الاعتقال، وهو شعار ترفعه قوات الأمن ضد أي مظاهرة تطالب بالحق في الأرض وعدم التنازل عنها. في وسط القاهرة وأمام سلم نقابة الصحفيين أمس نظم بعض المواطنين وقفة احتجاجية؛ لرفض اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية والتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، بعد موافقة الحكومة عليها وإحالتها إلى مجلس النواب. أغلقت قوات الأمن محيط النقابة، وقامت بضرب بعض الشباب الذي شارك في وقفة والقبض عليهم، في رسالة واضحة من الأمن إلى من يتظاهرون بأنه ليس من حقكم الدفاع عن أرضكم. وفي ذات اليوم 2 يناير حدث نفس الاعتداء والقبض على بعض شباب النوبة في غرب أسوان، أثناء تحركهم للمشاركة في وقفة قافلة العودة للنوبة، ورفض بيع أرضهم ونزع ملكيتها وبيعها ضمن أراضي توشكي. ويُعرض اليوم الثلاثاء 12 شابًّا من المقبوض عليهم أمام نقابة الصحفيين على نيابة قصر النيل، وهم محمد وجدي محمد حسن، ورأفت محمد، وياسين جمال محمود، ومحمد سيد إسماعيل، وحازم أحمد ضياء، وأحمد محمد مصطفى، ومحمود أحمد سيد، وإسلام بيومي، ومحمد عزت محمود، ومحمد توفيق سيد، ومحمد سيد إسماعيل، وشريف محمد هلال. كما يُعرض اليوم 8 شباب على النيابة بأسوان؛ بتهمة قطع طريق وحيازة لافتات مكتوب عليها "لا لبيع أراضي النوبة، الأرض نوبية"، بعد القبض عليهم فوق كوبري أسوان المعلق. وقال مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن التعامل الأمني مع أصحاب قضايا الرأي بالعنف والاعتقال في قضايا الدفاع عن الأرض لا يضمن للمجتمع أو الدولة الاستقلالية، مشيرًا إلى أن من حق الشعب التعبير عن رفضه لاتفاقية تيران وصنافير بكافة الطرق السلمية والديمقراطية والدستورية. وعن قضية النوبة أكد الزاهد ل«البديل» أن الأولوية لأصحاب الأرض وليس المستثمرين ورجال الأعمال، مشددًا على احترام القانون والدستور في جميع القضايا، وخاصة قضايا الأرض. وأوضح عبد العزيز الحسيني، أمين تنظيم حزب الكرامة، أن القبض على المدافعين عن الأرض، سواء تيران وصنافير أو العودة للنوبة، لم يحدث منذ استقلال مصر عن الاحتلال. وأكد الحسيني ل«البديل» أنه لا يمكن مقارنة النظام الحالي بأي نظام آخر جاء بعد ثورة 23 يوليو رغم مساوئ هذه الأنظمة، سواء السادات أو مبارك، فهذه السلطة فاقت كل الحدود في السوء والتعامل مع قضايا الأرض.