«زراعة القمح مرتين في العام».. تصريح أطلقه وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي، حيث قال: إن هناك تجارب لزراعة القمح مرتين في العام من أجل زيادة الإنتاج» ويأتي ضمن مجموعة مشروعات لتوفير المياه وإعادة استخدامها والمحافظة عليها من التلوث لتحسين إدارة الموارد المائية، وأضاف الوزير في ورشة عمل لمشروع تحسين إدارة الموارد المائية، بفضائية «إكسترا نيوز»: من الضروري تطبيق التجربة على كل المحافظات، مضيفًا: «الفلاحين ناصحين لما بيلاقوا تجربة ناجحة بينفذوها» . وبعد تصريح الوزير بيوم، خرج المتحدث باسم وزار ة الري وليد حقيقي ليقول: إن تجربة زراعة القمح مرتين سنويًّا تحدث لأول مرة في مصر على مستوى تجريبي ببعض المراكز البحثية التابعة للوزارة مثل مركز بحوث المياه، وتم زراعة المحصول وسيظل 3 أشهر في الأرض، وكمية المياه التي يستهلكها أقل من المعتاد، على أن يكون حصاد أول دفعة من القمح في شهر يناير، والبدء في زراعة المحصول الثاني في فبراير، وحصده في أبريل وأوائل مايو. وأكد حقيقي في مداخلة هاتفية ببرنامج صباح أون على فضائية أون تي في، أن إنتاجية الفدان ستزيد لنحو الضعف، في نفس الفترة والمدة الزمنية، مما يساعد على تعظيم المنتج الخارج من وحدة الأرض والمياه التي تستخدم في تلك التجربة، والوزارة تحاول أن تعزز الاستفادة من وحدة الأراضي والمياه، وأن مواردنا المائية محدودة واحتياجاتنا متنامية، خاصة في مجال النمو السكاني، من خلال تعظيم الإنتاجية في وحدة المياه. ورفض نواب بلجنة الزراعة بمجلس النواب، أبرزهم النائب عامر الحناوي وسيد أحمد عيسى، عضوا لجنة الزراعة بمجلس النواب، تصريحات الوزير عن زراعة القمح مرتين في العام، معتبرين أن ذلك غير قابل تتنفيذ؛ بسبب عدة عوامل بينها عدم تناسب درجات الحرارة لزراعته بما يمنع حصاده بالزراعة في فترة أخرى من العام، ومن الأفضل زراعة المساحات الفارغة بمصر، بدلًا من الحديث عن زراعته مرتين في العام. وعلق الدكتور سرحان سليمان، خبير الاقتصاد الزراعي، بأن ما ذكرته وزارة الري عن زراعة القمح مرتين في العام يعد «فلتة» من المسؤولين غير مالتخصصين في مجال الزرعة؛ لأنه لا يوجد في مصر أو العالم أصناف من القمح من الممكن أن يتم زراعتها وحصادها ما بين شهرين إلى شهرين ونصف. وأضاف سليمان أنه بافتراض زراعة القمح مرتين سيكون على حساب محاصيل أخرى مهمة كالبرسيم، مما يخفض نسبة زراعته، ويتسبب في ارتفاع أسعار اللحوم، باعتبار أن البرسيم يتدخل بشكل كبير في أسعار اللحوم، لأهمينه في تربية المواشي، فضلًا عن أن عائد البرسيم المادي بالنسبة للمزراع الفلاح أكبر من عائد القمح، مما يجعل الفلاح يرغب في زراعته، موضحًا أن زراعة القمح تعتمد على أيضًا على سعر توريده وارتباطه بالتجارة الخارجية. وقال المهندس حمدي عاصم، رئيس قطاع الخدمات الأسبق بوزارة الزراعة: أفضل ظروف لزراعة القمح في 15 نوفمبر حتى لا يكون نضوج السنبلة في الشتاء؛ للحصول على انتاجية عالية، أما في حال زراعته في يناير فإن تلك الفترة تقضي على حبوب لقاحه، وبالتالي لن يطرح محصولًا جيدًا. وأضاف عاصم أنه كان من الأفضل التوسع في زراعة القمح بدلًا من زراعته مرتين في العام، موضحًا أن التوسع في زراعته من الممكن أن يضع سعرًا جيدًا لشرائه من المزراعين يجعلنا نحقق اكتفاءً ذاتيًّا خلال 3 أعوام.