كان عام 2016 حافلا بالكثير من الاحتجاجات في جميع أنحاء القارة الإفريقية، وتباينت أسباب تلك الاحتجاجات وتراوحت بين السياسية والدبلوماسية، وأوضاع التعليم والاقتصاد وحقوق الإنسان. قال موقع نيو أفريكان: "من مصر في شمال إفريقيا، إلى بامندا بالكاميرون في وسط إفريقيا، وصولا الى زيمبابويوجنوب إفريقيا، خرج المتظاهرون إلى الشوارع والميادين الرئيسية لأسباب مختلفة، وفي كل حالة على حدة اتخذت السلطات الإجراءات المجحفة لقمع هذه المظاهرات، ولجأت قوات الأمن لإطلاق النار بل والقتل لقمع الاحتجاجات المختلفة التي اندلعت في مختلف أنحاء القارة في عام 2016. أوغندا قام رجال الشرطة باعتقال أحد أنصار زعيم المعارضة كيزا بيسيجي، بالقرب من مكتبه في كمبالا بأوغندا يوم 19 فبراير 2016. وأطلقت الشرطة الأوغندية النار في الهواء وأطلقت الغاز المسيل للدموع على محتجين معارضين في عدة أجزاء من جنوب كمبالا يوم الجمعة بعد الانتخابات الرئاسية في اليوم السابق. الكونغو قام الجنود الكونغوليون باعتقال المدنيين الذين كانوا يحتجون على فشل الحكومة في وقف أعمال القتل والتوترات العرقية في مدينة بوتمبو، بإقليم شمال كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية، في 24 أغسطس 2016 وظلت الاحتجاجات شهورا عديدة ويقابلها النظام الحاكم بالعنف والقتل دون تمييز. نيجيريا بعد مرور عام على خطف فتيات شوبك وفشل الدولة في إعادتهن أثناء حكم جوناثان، قام أهالي الفتيات والمتضررون من بطء الدولة وعدم شفافيتها في هذا الأمر بالتظاهر والاحتجاج في 25 أغسطس 2016، ولم ينفض الاحتجاج إلا بعد وصول الشرطة وعلى رأسها الرئيس محمد بخاري، للتجمع الحاشد في أبوجا. إثيوبيا في 2 أكتوبر 2016 تفاقمت أزمة الأورومو، وملأ المحتجون الشوارع وهم يهتفون بشعارات معادية للدولة، مطالبين بعدم تهجيرهم من أراضيهم واسترداد حقوقهم المسلوبة، وكان بدء الشرارة في عيد الشكر عند الشعب الأورومي في بلدة بيشوفتو، في منطقة أوروميا، ورغم أن شعب أورومو انتظر تدخل الولاياتالمتحدة حتى تدافع عن حقوق الإنسان فإن أمريكا تجاهلت الأمر في البداية ثم أنذرت الحكومة على استحياء أمام العالم لحفظ ماء الوجه، ولكنها في الحقيقة استمرت تدعم الحكومة الإثيوبية، حيث لا يهم واشنطن سوى مصلحتها. كينيا حاول رجال شرطة مكافحة الشغب إطلاق اسطوانات الغاز المسيل للدموع باتجاه الصحفيين الذين كانوا يغطون مظاهرة مناهضة للفساد وإساءة استخدام الأموال في مجال الرعاية الصحية العامة، في 3 نوفمبر 2016. غامبيا في 5 ديسمبر 2016 قام أنصار السجناء السياسيين الغامبيين باحتجاج أمام المحكمة العليا للمحاكمة في بانجول، وقام الأمن بقمع الاحتجاج. زيمبابوي كادت شرطة مكافحة الشغب في زيمبابوي أن تحمل أحد المتظاهرين على الأعناق خلال مظاهرة سلمية تحولت لاحقا إلى مظاهرة عنيفة بعد أن فرقت الشرطة نحو 100 شخص احتجاجا على خطط البنك المركزي لإعادة إدخال الأوراق النقدية المحلية في العاصمة الزيمبابوية هراري، في 17 أغسطس 2016. الكاميرون المتظاهرون المناهضون للحكومة قاموا بإغلاق طريق في بامندا، الكاميرون، في 8 ديسمبر 2016، واستطاع الأمن السيطرة على الوضع. ورغم عنف الأمن في أغلب الدول الإفريقية وقمع التظاهرات فإن تلك الاحتجاجات توضح الوجه المضطرب للقارة خلال عام 2016 والذي لا ينذر بالاستقرار أو التقدم.