"منتج عالمي من الأسماك والجمبري بأرخص الأسعار".. ترددت هذه الكلمات كثيرًا مع بدء إعلان مشروع الاستزراع السمكى بمحور قناة السويس، وانتظر الجميع الحصاد، خاصة "الغلابة"، ومع افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشروع بمدينة الإسماعيلية وظهور أول إنتاج لأسماك المزارع، انتظر الفقراء نزولها للأسواق لشرائها والتي بدأت بأسواق مدن القناة؛ ليفاجأ الجميع بأسعار الأسماك التي تبدأ من 50 جنيهًا، والتي سبقها إنتاج الجمبري من المزارع، والذي يبدأ من 160 جنيهًا، وهو ما سبب حالة من الغضب لارتفاع أسعارها عن المنتجات الحالية، بل وتسبب فى رفع باقي الأسعار في أسواق السمك. يخضع مشروع الاستزراع السمكي بمحور قناة السويس شرق القناة لإدارة شركة قناة السويس للاستزراع السمكي. وفي تصريحات سابقة للواء محمد مجدي عبد السميع، رئيس مجلس إدارة الشركة، فإن حجم الإنتاج الحالي من الأسماك وصل إلى 1.4 مليون طن، ويشرف على تنفيذ جميع المراحل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فيما وصل حجم الإنتاج الحالي من مزارع الجمبري إلى 3 أطنان في أول أيام الحصاد. حيث تزاحم المواطنون على منافذ الجمعية التعاونية للعاملين بالهيئة "الكمبراطيف" لمدن القناة؛ لشراء منتجات المزارع السمكية التي افتتحها رئيس الجمهورية، وأكد تقديم منتج عالمي بأرخص الأسعار للمواطن البسيط، إلا أن الواقع جاء مخيبًا للآمال، وتحول الزحام إلى حالة من الجدل والإحباط مع ضعف حركة الشراء، عكس ما كان متوقعًا، وأعلنت الجمعية التعاونية للعاملين بهيئة قناة السويس على صفحتها الرسمية أنه يتم بيع الجمبري الجامبو ب 160 جنيه، وعدد 40 إلى 50 حباية سعر الكيلو 145 جنيهًا، وعدد 60 إلى 70 حباية سعر الكيلو 135، وأن الكمية محدودة، ويتم البيع عن طريق الحجز؛ نظرًا لنفاد الكميات فور ورودها. وقال محمد كمال، أحد أبناء مدينة الإسماعيلية، إنه فوجئ بالأسعار مرددًا "كيف تكون هذه أسعار جمعية تابعة للدولة، خاصة أنها المصدر الأساسي؟! وما هو السعر الذي ستصل به للمستهلك في باقي محافظات الجمهورية بعد تحميل فاتورة النقل والعمولات؟"، مؤكدًا أن حلمه تبدد هو وجميع المواطنين الذين تزاحموا على المجمعات منذ الصباح الباكر، بعد انتهاء زيارة السيسي وافتتاح المشروع. وتابع أن كيلو الجمبري ب 160 جنيهًا بالجمعية و 200 جنيه في حالة الحجز، ودائمًا يرددون "احجز علشان خلص"، وهو ما يؤكد أن البسطاء لا نصيب لهم في تناول وجبة الجمبري. أما السمك فكانت المفاجأة بارتفاع أسعاره عن السوق، حيث تبدأ من 50 جنيهًا حتى 150 للكيلو حسب النوع والحجم؛ لينضم هو الآخر إلى قائمة المحرمات على البسطاء؛ لعدم مقدرتهم على شرائه. وأكد أن الجميع أصيب بالحسرة والغضب؛ حيث إن هذه الأسعار مرتفعة عن السوق، بل إنها تسببت في رفع أسعار ما يباع بالأسواق من الأسماك والجمبري، وطالب بوضع آليات محددة للبيع، حتى يصل المشروع إلى الهدف الذي أعلنوا عنه، وهو تقديم منتج عالمي للمواطن البسيط بأرخص الأسعار. وقال سمير محمود، من أبناء مدينة الإسماعيلية، إنه فوجئ بالأسعار، وظل متوقفًا أمام لوحة الأسعار هو وزوجته والتي لم يصدقها في بادئ الأمر إلا بعد تأكيد الموظف لهم، وتابع أنه توجه إلى "حلقة السمك" للشراء، مؤكدًا أن أسعار بيع المزارع بمحور قناة السويس هو حديث الجميع. وأضاف أن الغالبية قاموا بشراء أسماك مستوردة ومجمدة أو مزارع؛ لانخفاض أسعارها عن المعروض من أسماك البحر ومزارع محور قناة السويس التي تعد الأغلى، وتسببت في رفع باقي أسعار الأسماك. من جانبه قال اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، إن غلاء الأسعار يأتي في إطار أنها "البشاير" والإنتاج الأول، متوقعًا نزولها، لافتًا إلى أن المزارع وتسعيرها وبيعها خارج نطاق إشراف المحافظة، وتخضع لإشراف الجيش وهيئة قناة السويس. فيما قال اللواء العربي السروي، مستشار الفريق مهاب مميش ومحافظ السويس السابق، إن هناك مبالغة كبيرة في التحدث عن غلاء الأسعار، مؤكدًا أن منتجات المزارع تنافس المنتجات العالمية، بل أفضل وأكبر نموذج للاستزراع السمكي في العالم، ومنفذ على مساحة 5000 فدان، يضم 3828 حوضًا سمكيًّا، ومن المنتظر أن ينتج مليون طن من الأسماك البحرية سنويًّا، وتبلغ تكلفة البنية الأساسية 650 مليون جنيه، وتم حصاد 3 أطنان جمبرى من 140 حوضًا سمكيًّا في أول أيام حصاد الجمبرى، وتم نقل الكمية المحصودة إلى مصنع الرضوان ببورسعيد؛ لتجميده وحفظه فى أول تجربة لاستزراع الجمبرى الأبيض من نوع "بنمي" بمزارع شركة قناة السويس للاستزراع المائي، والمستهدف منه إنتاج 300 طن جمبرى سنويًّا. وأضاف أن هذا أول مشروع تنموي بمحور قناة السويس، وأن هيئة قناة السويس قامت بالإشراف عليه، وأن الشركة رفضت تصدير الجمبري، ووجهت الإنتاج لسد احتياجات السوق المحلي من الجمبري.