تسلل في ظلام الليل إلى داخل فناء الكنيسة، وبخطوات مسرعة، كتب بطلاء أحمر "هتموتوا يا مسيحيين"، ثم سارع إلى الهرب.. هذا ما أظهره تفريغ أشرطة كاميرا المراقبة في كنيسة العذراء والبابا كيرلس عمود الدين في دمياط الجديدة، لواقعة عبارة التهديد التي كتبت في حرم الكنيسة. تلك الواقعة طرحت العديد من التساؤلات حول إذا ما كان هذا "الوعيد" محاولة لإشغال الأمن، وهو مجرد "طلقة صوت" لإحداث البلبلة والفزع، أم أن خلفه مخططًا إرهابيًّا لإفساد فرحة المصريين بالسنة الجديدة وعيد الميلاد المجيد؟ ومن المتورط في هذا الأمر؟ من جانبه قال العقيد حاتم صابر، الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي، إن الأمر لا يعدو كونه إحدى حلقات المخطط الغربي لهدم الدولة، معقبًا "بعدما بدأ الحديث عن أن مصر دولة آمنة، وأن السياحة ستعود، نفذت عملية تفجير الكنيسة البطرسية، فضربت تلك الصورة، لكن استجابة الأمن السريعة وكشف تفاصيل الحادث أظهرا يقظته، فأفسد هذا المخطط". وتابع صابر في تصريحات ل"البديل": "فما كان منهم إلا أن حاولوا مجددًا عبر أسلوب التهديدات هذا، وفي الغالب المتورط في واقعة دمياط أحد أفراد جماعة الإخوان، وليس لها أي دلالات، لأن من يرد أن يرتكب عملًا إرهابيًّا، لا يسبقه بتهديدات". ونوه صابر بأن فترة الأعياد الحالية تشهد استنفارًا واسعًا في عموم البلاد، كما تم الدفع بعناصر من القوات المسلحة، لأنه يجب فرض قبضة أمنية حديدية خلال تلك الفترة، حتى تمر بسلام، معقبًا "غالبًا هذا التهديد ليس مبنيًّا على أي أساس من الصحة". وفي سياق متصل أكد مصدر أمني أن تلك الواقعة لا تعدو كونها "تكتيك" من الجماعات الإرهابية لإشغال الأمن، ومحاولة تشتيت قدرات المتابعة، منوهًا بأنها محاولة لاستغلال الزخم الذي أحدثته العملية الإرهابية التي استهدفت الكنيسة البطرسية، خاصة وأن الأمن نجح خلال الفترة الماضية في رصد مخططات إرهابية، فضلًا عن تفكيك عدة خلايا. ونفى المصدر في تصريحاته ل"البديل" أن يكون تنظيم داعش الإرهابي متورطًا في تلك العملية، لأن التنظيم لا يتبع هذا الأسلوب، فهو ينفذ عملياته دون "التهديد" بها، مؤكدًا أن تفريغ الكاميرات بمحيط "كنيسة دمياط" سيسهم في إلقاء القبض على المتورط في تلك الواقعة خلال الساعات المقبلة، وأضاف أن هذا الأمر لا يعني أن وراءه تنظيمًا، مرجحًا أنه فعل شخص واحد، وهو ما قد يصعب في بعض الأحيان مسألة البحث. وبيَّن المصدر أن قوات الأمن اتخذت بالفعل إجراءاتها في الانتشار المكثف بدور العبادة، وفي المناطق الحيوية، كما تم استحداث أسلوب جديد في نشر الكمائن وتغيير تمركزها بشكل دائم، لتفويت الفرصة على الإرهابين الذين ينفذون أعمال الرصد والمتابعة للتحركات الأمنية، مردفًا أنه تم تعزيز الخدمات الأمنية في المناطق السياحية والأماكن الأثرية.