يتعرض سبيل علي بك الكبير، أحد أهم معالم مدينة طنطا الأثرية للإهمال منذ سنوات، لاسيما بعد ثورة 25 يناير؛ حيث أحرق خلال أحداثها وسرقت مقتنياته، كما تم تدمير الحديقة المتحفية الملحقة به، وتحطمت الشبابيك والنوافذ النحاسية الأثرية التي تميز المكان، ولم يتم العثور على الآثار المسروقة حتى الآن. ورغم الاستغاثات التي أطلقت من أجل الاهتمام بالأثر الإسلامي المهم، إلا أنه مازال يتعرض لإهمال جسيم من جانب المسؤولين عن الآثار، ما أدى لامتلائه بالقمامة والمخلفات التي حاصرته من كل جانب، كما أن الكتابات والزخارف الموجودة على جدرانه كادت تمحى نتيجة لتراكم الأتربة عليها، بجانب عوامل التعرية. قال الدكتور عادل أحمد زين العابدين، رئيس قسم الآثار بكلية الآداب جامعة طنطا، إنسبيل علي بك الكبير يعتبر من أشهر الآثار الإسلامية في محافظة الغربية، وينتمي إلى العصر المملوكي, لكنه للأسف، يعاني أشد المعاناة, متابعا أن خطط المجلس الأعلي للآثار والقاهرة التاريخية، لم تصل إلى هذه المنطقة برغم أهميتها، كونها تعد إضافة للمعمار المملوكي. وأضاف زين العابدين ل«البديل» أن السبيل تأثر بالمياه الجوفية، ولم يعد هناك جزء أثري، سوى المدخل، كما فقد وظيفته الأساسية بمد المارة بالمياه الباردة، وهجر الأطفال الكُتاب الملحق به، مؤكدا سرقة بعض المقتنيات ورخام السبيل، وأحرق من قبل البلطجية أثناء ثورة 25 يناير، وبعدها دخل «على بك الكبير» خطة ترميم، وله مشروع خاص لاستعادة كيانه، لكنه يسير ببطء شديد. وطالب أحمد البري، أستاذ الآثار الإسلامية، بضرورة النهوض بالعمل الأثري، وما تتطلبه الفترة الحالية والمقبلة من إجراءات ومجهودات للحفاظ على الآثار الإسلامية وتطويرها وسبل الاستفادة من الإمكانيات المتاحة لأقصى درجة، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة حتى يستفيد المتخصصون وغيرهم من المكتبة الملحقة بالسبيل، والاستماع لمشاكل العاملين ومشروعهم المقترح لتطوير الموقع الذي يخدم المجتمع والثقافة والآثار الإسلامية. وعلى الجانب الآخر، قال اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، إنه قرر تشكيل لجنة من الأثريين والمتخصصين لرفع كفاءة وتجيد السبيل ومخاطبة وزارة الآثار للعمل باتخاذ اللازم تجاه «علي بك الكبير» الذي يعد من أهم آثار المحافظة، بالإضافة إلى تطوير المنطقة المحيطة به. السبيل أنشأه علي بك الكبير، أحد ملوك مصر في عصر المماليك في الفترة من 1183 – 1185 ه، ليكون وقفا إسلاميا في مقابلة القبة الأحمدية لخدمة زوار مسجد السيد أحمد البدوي، خصوصا في موسم المولد الأحمدي الذي تشتهر به طنطا، وتم نقل السبيل إلى المدخل الجنوبي للمدينة ملحقا به حديقة متحفية لتوفير المياه للوافدين إلى المدينة من القاهرة والوجه القبلي، ويتكون من ثلاثة أجزاء، هي الصهريج، وحجرة السبيل، والكتاب.