دمياط – بريهان محمد تواجه صناعة الحلويات في دمياط أزمة حادة بسبب نقص السكر، وتفاقمت الأوضاع مع قدوم المولد النبوي، الذي يستقبله المصريون بشراء الحلوى وتبادلها بين الأهل والأقارب. محافظة دمياط التي تشتهر بصناعة الحلوى بمختلف ألوانها «المشبك والبسبوسة والهريسة»، بالإضافة إلى حلوى المولد النبوي، تواجه أزمة كبيرة في الصناعة المشهورة داخليا وخارجيا، ويمكن وصفها ب«المهنة تحتضر»، خاصة بعد ارتفاع أسعار الخامات ونقص السكر، حتى اضطر بعض أصحاب الشركات والمحال إلى تسريح العمالة، بعدما تقلصت نسبة البيع إلى نحو70 %. وقال محمد خالد، عامل بمصنع حلويات، إن أسعار الحلوى شهدت زيادة بنحو 40% بسبب ارتفاع أسعار السكر، مضيفا: «إحنا مش دايخين بسبب سعر السكر الجنوني فقط، بل لصعوبة الحصول عليه أيضا، وبنقفل زي ما بنفتح، بعد تراجع حركة البيع إلى حوالي 90%، وعدد كبير ممن يأتون لشراء الحلوى يرحلون على الفور بمجرد معرفة الأسعار». وتابع متهكما: «الناس معذورة، مش لاقية تأكل ولاعارفة تدبر لقمة العيش والفول، هتيجى تشترى حلويات! طبعا صعب» مستطردا: «رغم أننا في موسم المولد النبوي، لكن مفيش بيع ولاشراء»، مؤكدا أنه مع تفاقم الأزمة، اضطر أصحاب المصانع والمعارض لتسريح نصف العمالة تقريبا، والباقي أيضا في طريقه للتسريح حال استمرار الأزمة. وأوضح أحمد عادل، عامل بمعرض حلويات: «حركة البيع شبه متوقفة، وما نشهده حاليا، أزمة لم نواجهها من قبل، فكل أنواع الحلويات زاد أسعارها بنحو 50 %، وعلبة حلوى المولد الشعبية اللي كانت ب25 جنيه، بات ثمنها يتجاوز ال40 جنيه؛ بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار السكر، المادة الخام الأساسية في صناعة الحلويات»، مؤكدا تراجع نسبة شراء الحلوى المولد «الترفيهية»، بحسب وصفه، في ظل عجز المواطن عن تدبير احتياجات معيشته الأساسية! وأكد عادل ل«البديل» أن نسبة البيع تراجعت70 % عن ذي قبل، ما دفعهم لخفض الإنتاج، مرجعا سبب ارتفاع أسعار الحلويات إلى التجار الذين احتكروا السكر وحجبوه عن السوق، علاوة على عدم صرف حصة السكر للمصانع منذ أشهر بدعوى عدم وجوده، مضيفا: «بالتزامن مع أزمة السكر خلال الشهرين الماضيين، ارتفعت أسعار الحلوى، حتى وصل سعر كيلو المشبك من 9 ل15جنيها، والبسبوسة والهريسة من 27 ل40 جنيها. ومن جانبه، قال محمد الزيني رئيس الغرفة التجارية فى دمياط ل«البديل»: «نسعى جديا لتكوين شعبة للحلويات بالمحافظة، لتضم جميع العاملين بالمهنة»، موضحا أن ارتفاع سعر السكر يأتي بالتزامن مع زيادة أسعار جميع السلع، مختتما: «خاطبنا الجهات المختصة لصرف شحنة سكر لكل مصنع، كل حسب استهلاكه لحل الأزمة».