تباين رد فعل الأفارقة في جميع أنحاء القارة السمراء بين المفاجأة والخوف، خلال الشهر الماضي، بعد فوز رجل الأعمال الأمريكي، دونالد ترامب، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقال موقع فويس أوف أمريكا، إن الأحزاب الشعبية والديقراطية في إفريقيا لم تخف صدمتها، وكان هناك شعور عام لا يخرج بين أمرين، المفاجأة والخوف. وأضاف الموقع أن المحللين داخل وخارج واشنطن اجتهدوا في تحليل شخصية ترامب الذي تعهد بتحويل أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة وإعادة تشكيل تحالفات أمريكا بعد توليه مهام منصبه في يناير المقبل، متابعا: «رغم تصريحات الحملة الانتخابية لترامب أن إفريقيا على قائمة أولوياته الرئاسية، إلا أن ترامب شخص غافل تماما، بل وجاهل بالقضايا الإفريقية، وكانت حملتة الانتخابية خالية إلى حد كبير من ذكر إفريقيا». الدعاية الإرهابية وأوضح «فويس أوف أمريكا» أن خطابات ترامب وهجومه ومعاداته للإسلام، كان رد فعلها سلبيا جدا في إفريقيا، التي حاول تبريرها فيما بعد أنه كان يقصد بها الجماعات الإرهابية في القارة. وتابع الموقع: «الاتجاه المتنامي للمجموعات المتطرفة مثل بوكو حرام في نيجيريا، وتنظيم القاعدة في مالي وحركة الشباب في الصومال، جعل الحكومات الإفريقية الحالية تواجه كل أنواع التحديات، خاصة الاقتصاد الذي تباطأ في بعض الأماكن وأصبح مصدرا كبيرا للقلق». واستطرد الموقع: «إذا وضعت أفكار حملة ترامب في الممارسة العملية، فإن الوضع سوف يزداد سوءا، خاصة ونحن نسمع الكثير من الأخبار التي تفيد امتناع الرئيس المنتخب عن إتمام الصفقات التجارية والمساعدات الخارجية بشكل عام، بالإضافة إلى سطحية علاقة ترامب بإفريقيا». وقال موقع أوول أفريكا: «على سبيل المثال، مبادرات إدارة أوباما في مجالات مثل الطاقة، جعلت المجتمع الأمريكي يرى أن إدارته أدركت أهمية فرص الأعمال في القارة السمراء، وأنها تخلفت كثيرا بعد تفوق الصين عليها داخل إفريقيا، من حيث حجم التجارة، ويتساءل مجتمع الأعمال الأمريكي عما إذا كان ترامب أدرك أهمية إفريقيا حقا أم سوف يتخلى عن مبادرة أوباما، التي مثلت أملا جديدا لأمريكا من أجل عودة علاقاتها وسيطرتها داخل القارة، خاصة أن الولاياتالمتحدة دعمت القارة ب300 ميجاوات إضافية من الكهرباء، بجانب عدد من المشاريع الأخرى التي تدعمها الوكالة الأمريكية للتنمية ومؤسسة التنمية الإفريقية، لكن حتى الآن مجهول مصيرها، هل ستستمر مع ترامب». وأكد الموقع: «في مجال الأعمال التجارية، هناك بعض الأشياء التي يجب أن يهتم بها ترامب في إفريقيا، أولها النظام البيئي، والمفترض أن تبدأ حركة الاقتصاد عليه؛ عن طريق المستثمرين والعاملين وتطوير الأعمال والتعليم المستمر، ثانيا جلب الشباب المتحمس من إفريقيا لتوطيد العلاقات بينهما». ولفت «أوول أفريكا» إلى تأكيدات مساعدي ترامب أنه سوف يحافظ على هذه السياسات؛ لأنه لن يستطيع قطعها مرة واحدة، بل يجب أن يدعم خطط الأمن والصحة وتغير المناخ ضمن أجندته.