اجتمع زعماء إفريقيا، مؤخرا، في الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا؛ للاحتفال بمرور 50 عاما من الاستقلال، وفي ذات الوقت، احتفل الرئيس باراك أوباما في واشنطن، بمناسبة استضافته قادة أفارقة شباب من حوالي 50 بلدا إفريقيا، في محاولة من الولاياتالمتحدة لاستقطاب شباب القارة السمراء؛ لتنفيذ وحماية مصالحها. وفي هذا السياق، قال موقع أوول أفريكا: «ربما يكون احتفال أوباما في هذا التوقيت بالتحديد غريبا، حيث تحتفل القارة بذكرى استقلالها الذي لم تدعمه الولاياتالمتحدة، بل كانت دوما في صف الدول الاستعمارية، ورغم ذلك اعتبرت الولاياتالمتحدة مبادرة أوباما الأكثر ابتكارا في إفريقيا». وأضاف الموقع: «رغم مبادرة أوباما، إلا أن الشباب الإفريقي يدرك الأهداف والمساعي الأمريكية، ما وضح جليا عندما سألت شابة من مالي خلال الدورة: لماذا عقد مثل هذا الاجتماع؟ قائلة إن أوباما يريد التواصل مباشرة مع الأفارقة بعيدا عن طرق التعارف القديمة من خلال التجارة، ويريد أن يلتقي قادة الشباب بعضهم بعضا؛ لتطوير شبكة تفكير الناس الذين يعملون من أجل مستقبل أفضل، وتعزيز أهداف وتطلعات كل منهما». وتابع أوول أفريكا: «تحاول الولاياتالمتحدة مؤخرا بدلا من التأثير على الشباب الإفريقي عن بعد من خلال الإعلام والمنظمات الثقافية وتصدير الأفكار الأمريكية، جلب الشباب أنفسهم إلى الولاياتالمتحدة وتدريبهم على القيادة التنفيذية في جامعات الولاياتالمتحدة المختلفة، ثم إعادتهم إلى أوطانهم لتنفيذ ما تم تدريبهم عليه هناك». وأوضح أوول أفريكا أن الواقع المرير في القارة السمراء جعل الشباب الإفريقي يهرع إلى المبادرة الأمريكية عندما وضعتها الوكالة الأمريكية للتنمية عبر الإنترنت لأول دفعة في ديسمبر عام 2013، وكانت وقتها استجابة الشباب الإفريقي غير عادية؛ حيث قدم ما يقرب من 50 ألف طلبا، رغم أن المطلوب كان 500 شخص فقط. وأستطرد الموقع: «ركزت الحكومة الأمريكية على البلدان التي تجمعها بها علاقات صداقة أو البلدان التي ترى أنها ستحمي مصالحها في إفريقيا مثل السودان وإريتريا وزيمبابوي، وركزت بالفعل على الشباب من سن 25 حتى 35 سنة، البارعين في اللغة الإنجليزية، الذين يمتلكون سجلا حافلا من القيادة، والغريب أنهم لابد أن يلتزموا بالعودة إلى القارة وتطبيق ما تعلموه، في ثلاث مسارات رئيسية:الأعمال التجارية وريادة الأعمال، والقيادة المدنية، أو الإدارة العامة». الجدير بالذكر أن البرامج الأمريكية مثلMWF غير فعال من حيث التكلفة، إلا إذا تم دفع مبلغ 24 ألف دولار، وتتكفل مجموعة شركات بباقي المصاريف، ككوكا كولا، وآي بي إم، ومؤسسة ماستركارد، وAECOM، ومايكروسوفت، وإنتل، وماكينزي آند كومباني، وجنرال إلكتريك، وبروكتر أند غامبل. ورغم أن هذه البرامج الأمريكية وسيلة فعالة للاستثمار في مستقبل إفريقيا، إلا أن أهدافها الحقيقية غير واضحة، فالولاياتالمتحدة تعلن أن هدفها تعزيز المؤسسات الديمقراطية وتمكين المجتمع المدني في إفريقيا، وهذا التصريح وحده كفيل لزرع الخوف؛ فكم من الصراعات والاضطرابات التي حدثت بالقارة السمراء كان وراؤها تلك المؤسسات التي تدعي الدفاع عن حقوق المجتمع المدني، كما أن الولاياتالمتحدة لا تكتفي بذلك فحسب، بل تركز على الجوانب المشتركة بين الولاياتالمتحدة والدول الإفريقية، كالعلاقات التجارية والاستثمار في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والقضايا المتعلقة بالنمو الاقتصادي والازدهار في القارة.