نيويورك تايمز: هل تنجح أمريكا فى تنمية أفريقيا؟

رغم الإمكانيات الضخمة غير المستغلة فى القارة الأفريقية، والآمال التى ستطلع لها قادتها فى تحقيق إنجازات كبيرة ، إلا أن التحديات ربما تكون أكبر من تلك الآمال . وقالت صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية فى افتتاحيتها، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما ، عندما استضاف 40 رئيسا الأسبوع الماضى فى القمة الأمريكية الأفريقية، كان يدرك حجم هذه التحديات .
ولكنه عبر عن أمله وآمال الرؤساء الأفارقة فى استغلال الإمكانيات الضخمة اقتصاديا فى القارة السمراء .
وأثناء القمة حاول أوباما تأكيد أولوية دور الولايات المتحدة عن الدول الأخرى فى تولى مبادرات تنمية القارة السمراء, خاصة دولة الصين.
وكانت القمة فرصة جيدة للرئيس الأمريكى ليواجه أقاويل أنه ليس بالقدر الكافى من الانتماء لمسقط رأس والده الكينى الأصل.
ودلل على ذلك بأن مليارات الدولارات قد تم تخصيصها من التوسع فى إمداد الكهرباء لستين مليون منزل ومصنع فى قارة أفريقيا , كجزء من مبادرة أوباما لتوليد الكهرباء فى أفريقيا بتكلفة سبعة مليارات دولار.
ولفت أوباما النظر إلى أن نظام الولايات المتحدة الديموقراطى لديه إمكانيات أكثر من نظام الصين الاستبدادى, منها خلق فرص عمل وحل النزاعات وبناء الإنسان بشكل سليم.
وليؤكد الرئيس الأمريكى على ذلك المفهوم، استضاف بعد القمة خمسمائة من المشاركين فى مبادرة أوباما للمنح الجامعية للقادة الأفارقة الشباب.
وقالت الصحيفة إن القارة السمراء ( أفريقيا) تتمتع بالعديد من الموارد و لكن دائما ما يقف فى وجهها معوقات الحروب و الجوع والفقر و الديكتاتورية.
باختصار, أفريقيا من الممكن أن تكون مصنع لثروات تستفيد منها أمريكا و أفريقيا فى حال إذا تمت السيطرة على هذا المشاكل.
ورغم كل هذه المعوقات الضخمة التى يمكن تفاديها لا يزال هناك قضايا كبرى تمس أمن و إستقرار القارة منها الميليشيات المسلحة والسياسيين غير الشرفاء وإهمال حقوق الإنسان.
و تقول الصحيفة أن أفريقيا مكانا ليس بالسهل السيطرة عليه وهناك دائما محاولات للحفاظ على المظهر الدبلوماسى اللائق و لكن كان من غير المريح أن يدعو أوباما إلى مائدته واحد من أكثر القادة المكروهين مثل سلفا كير رئيس دولة جنوب السودان الذى كان سببا لإشعال حرب أهلية فى بداية عهد دولته الصغيرة أدت إلى سقوط ما يقرب من 10آلاف شخص بل علاوة على ذلك أنه يهدد بمجاعات إذا لم ينجح فى خططه.
واعربت الصحيفة عن أملها أن تكون تلك الدعوة كانت فرصة أراد المسئولون الأمريكيون إستغلالها للضغط على سلفا كير بعقد صلح مع غريمه ريك ماشار.
وقالت :" بقول الرئيس "أوباما " أن نهضة أفريقيا تمثل فرصة لنهضتنا جميعا" ، فأنه من المؤكد ستكون هناك المزيد من القمم الأمريكية الأفريقية ، ومن المؤكد أن القادة الأفارقة و الأمريكيين قد و جدوا أنه من المهم أن تكون هناك المزيد من صفقات الأعمال بين الطرفين مما سيعود بالنفع عليهما ولكن سيظل التحدى هو أن زيادة الإستثمارات الأمريكية و الإستثمارات المشتركة يجب ألا تؤدى إلى تحقيق النفع للأقلية والإضرار بالأغلبية.