شهدت شركات المصرية للأسمدة وإيبك بالسويس، مساء أمس حالة من الشغب والكر والفر، إثر اقتحام قوات الأمن وأفراد شركة فالكون للأمن، المصانع ومطاردة العمال في محاولة لفض اعتصامهم بالقوة، وسط استغاثات من العمال بأهاليهم على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الهاتف، مما دفع البعض إلى تنظيم دعوات لتوجه المواطنين إلى الشركة لدعم أبنائهم وأصدقائهم من العمال. وأمنت قوات الأمن البوابات والأسوار وفرضت كردونًا أمنيًّا لحصار الشركات، ومنعت أتوبيسات وسيارات الشركة من التحرك أو التواجد بالمصنع، كما ألقت القبض على زملائهم وهم قادمون اليهم بالطعام، ومنعت تواجد أي سيارات بالمكان، وهددت باستخدام القوة المفرطة بعد فشلهم في مطاردة العمال داخل المصنع، لعلمهم بخطورة الخزانات والماكينات وخطوط الضغط التي ستسبب حرائق وانفجارات وخسائر فادحة حال التعامل معها بطريقة خاطئة أو بشكل عنيف. وقال أحمد أبو العلا، أحد العمال المحتجين: قوات الأمن توجهت إلى المنزل، وألقت القبض على شقيقي وهو متواجد بالمصنع ضمن المحتجين، مؤكدًا أنه سيتم توجيه عدة تهم إليه لا علاقة له بأرض الواقع، منها التظاهر والإضراب بدون تصريح، وتهديد السلم العام، ومنع العمال من العمل وتحريضهم على الإضراب، وغيرها. وتابع أن إدارة الشركة تضحي بعدد من العمال ليصبحوا عبرة للبقية، مؤكدًا أن مطالبهم مستمرة منذ 15 يومًا، ولم يتدخل أي أحد لحلها، بحصولهم على مستحقاتهم المالية، بل تكاتفت جميع الجهات ضدهم، مجاملة لرجل الأعمال ناصف ساويرس، مالك المصنع. وقال علي إسماعيل، أحد العمال المحتجين: فوجئنا باقتحام قوات الشرطة للمصانع ليلًا، ومن قبلها كانت هناك زيارات لأعضاء مجلس شعب وقيادات أمنية ورسمية، لتوصيل رسالة واحدة وهي فض الاعتصام طوعًا بدلًا من فضة بالقوة، متجاهلين حتى التحدث عن أي مطالب لهم أو حتى الوعود بحلها مستقبلًا، وقد تم تنفيذ تهديداتهم. وأكد أن قوات الأمن وقوات شركة فالكون للحراسات الخاصة طاردوهم داخل المصنع عقب الاقتحام، وألقوا القبض على أحد زملائه، لولا تكاتف العمال وتدخلهم جميعا لتخليصه من أيديهم، واختبئنا داخل المصنع، وحاول أحد قادة الأمن فتح محبس أحد خزانات الأمونيا لعمله بوجود ضغط عال بالخزان وتقليل الضغط خوفًا من الانفجار، ولكنا جميعنا صرخنا له وحذرناه مما يفعل، وما يمكن أن يسببه من كارثة، واتصلنا بجهات عدة لإبلاغهم بالتصرف «الأحمق» بحد قوله؛ لخطورته وتصرفه دون الرجوع للمختصين، خاصة أن فتحه للخزان كان سيتسبب فى كارثة لفروق الضغط، فضلًا عن الأمونيا التي إذا تسربت ستسبب حالات وفيات وإغماءات كثيرة، وتابع أن الخزان الواحد إذا حدث له أي مكروه ممكن أن يتسبب في انفجار يدمر كل من حوله لمسافة 40 كيلو مترًا، وهو ما تجهله القيادة الأمنية، وقال أشرف مؤمن: قوات الأمن تراجعت من داخل الشركة بعد حالة من الكر والفر بداخل المصنع ومطاردتنا التى لم تفلح لعلمنا بكل مكان وركن بالمصنع وتحذيراتنا لهم من خطورة المكان، واكتفو بالحصار متوعدين معاودة الاقتحام مرة أخرى في الصباح والاستمرار حتى القضاء على الاعتصام، والتهديد بطرد غالبيتنا وجلب عمالة أخرى من خارج المحافظة. ووأضاف أنه استنكر ردود أفعال المحافظ والمسؤولين ومدير الأمن ونواب مجلس الشعب، تجاه اعتصامهم، حيث إنهم انحازوا جميعًا إلى صف ساويرس ضدهم، دون حتى الاستماع إلى مطالبهم المتمثلة في حقوقهم المالية، حتى إن مديرية القوى العاملة حققت في الواقعة وكتبت تقريرًا ضد العمال مخالفًا للواقع، وقال لهم أحد النواب: شغلوا أحد المصانع كبادرة صلح وحسن نية، وعندما شغلوا مصنعًا بالفعل أغلق هاتفه وأرسل إليهم برسالة تهديد، تطالبهم بتشغيل المصانع كافة وإلَّا سيتم اعتقالهم جميعًا وجلب عمالة جديدة، وتابع: حتى وسائل الإعلام لا تقف بجانبنا، باستثناء قلة منها، وهو ما يوضح قوة وسيطرة ناصف ساويرس، ويؤكد بطش رجال الأعمال. ونفى اللواء مصطفى شحاتة، مدير الأمن بمحافظة السويس، اقتحام قوات الأمن بالمحافظة الشركة، مؤكدًا أن دور القوات قائم على التأمين، بينما فالكون للأمن هي التي اقتحمت الشركة. وقال اللواء أحمد حامد، محافظ السويس، إنه يتواصل مع الجهات والاطراف كافة؛ للوصول إلى حل مطالب العمال بالعدول عن فكرة الإضراب والاعتصام، لما تسببه من خسارة للبلد وللاقتصاد القومي. وكان عمال المصرية للأسمدة وإيبك للكيماويات، التي يمتلكها أنسي وناصيف ساويرس، تحت مظلة شركة أوراسكوم للبناء وتعمل على تصدير كامل منتجاتها إلى الخارج، قد أوقفوا العمل بالمصانع بالعين السخنة، كوسيلة للضغط على الشركة؛ للمطالبة بمستحقاتهم المالية المتمثلة في صرف الحوافز والأرباح المتأخرة، والمطالبة بزيادة المرتبات لمواجهة غلاء وأعباء المعيشة، وإقرار مكافأة نهاية الخدمة للعاملين كافة في حالة بلوغهم سن المعاش، وألقت قوات الشرطة القبض على 2 من العمال واستخراج قرار من النيابة بضبط وإحضار 7 آخرين بتهم التظاهر بدون تصريح والتحريض على الإضراب، واستخدام القوة والعنف ضد الإدارة ومنع الموظفين من أداء عملهم، ومنع المنتج من الخروج من الشركة واحتجازه، والإضرار بالامن القومي.