تعيش زيمبابوي أخطر الفترات التي تنبئ بصراعات داخلية قد تؤدي إلى تفاقم المشكلات بالبلاد، خاصة بعد رفض موغابي التنحي عن رئاسة البلاد أو حتى تعيين نائب له، ففي حالة وفاته دون نائب ستنزلق البلاد إلى حرب أهلية. قال موقع ذا زيمبابويان: قرار الرئيس موغابي، البالغ من العمر 92 عامًا، بعدم التنحي عن رئاسة البلاد أشعل الاحتجاجات، خاصة أنه قرر أن يترشح في الانتخابات المقررة في عام 2018 وقال: سأتنحى عن رئاسة البلاد في حالة واحدة حين وفاتي! وتابع الموقع أن القتال بين الفصائل داخل حزب زانوا المنقسم بين G40 من حزب زانو، والذي يحظى بدعم من زوجة موجابي، وفصيل لاكوست، المنحاز لإيمرسون منانجاجوا، قد يدخل البلاد في صراع لا تحمد عواقبه، حيث يتنافس المسؤولون لتولي الرئاسة في حال وفاة موغابي أو عجزه عن تولي مهام البلاد. هذا الاقتتال الداخلي يمكن أن يتحول إلى أعمال عنف مفتوحة، أو حتى إبادة جماعية، خاصة أن حكومة موغابي غالت في أعمال القمع التي تمارسها على المعارضين وضد المحتجين والمناهضين للحكومة، بدءًا من إبريل الماضي، عندما تولدت احتجاجات شعبية بشكل غير مسبوق، بعد إعلان موغابي خرقه لمواد الدستور والترشح لولاية أخرى، مما أجبر العديد من الزيمبابويين على الفرار من البلاد. الانخراط الدبلوماسي وقال موقع أوول أفريكا: في الوقت الذي يقترب فيه الرئيس موغابي من الموت، تنزلق البلاد في خطر الإبادة الجماعية، لذا فليس هناك من حل سوى التعامل الدبلوماسي مع القادة الإقليميين؛ للسيطرة على الوضع، ووقف استخدام العنف ضد المحتجين. كما أن الخلفية التاريخية لزيمبابوي تجعل هناك مخاوف فعلية من الإبادة الجماعية، ففي فترة الثمانينيات قتل حوالي 20 ألفًا معظمهم من القرويين في أعمال عنف بعد خسارة موغابي في الجولة الأولى من الانتخابات، وفي عام 2008 قتل أكثر من 200 شخص على يد مليشيات موالية لموغابي في اندلاع موجة عنف بالمناطق الريفية، مما يؤكد أن العنف استراتيجية مركزية لموغابي للسيطرة على الحكم منذ الاستقلال في عام 1980، وأن سيناريو الاقتتال بين الفصائل داخل حزب زانوا طور مفهوم العنف، خاصة في المناطق الريفية. إلى أي مدى وصل العنف؟ لم ينقطع العنف منذ اندلاعه في إبريل الماضي حتى وصل إلى درجة عدم تمكن المسلمين من الوصول إلى المسجد الكبير وسط المدينة لأداء صلاة الجمعة عدة مرات؛ بسبب الاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد. والجدير بالذكر أن مسجد تاون هو المسجد الوحيد الموجود بالمدينة، وأغلق بالإضافة إلى إغلاق المحال التجارية؛ مما جعل البلدة مدينة للأشباح المهجورة. ويقتنع الشعب الزيمبابوي بأن تحرك الشارع ضد النظام أصبح مسألة وقت ليس إلَّا، حتى لو كلفهم ذلك المزيد من القتلى، مما دعا الاتحاد الإفريقي للإعراب عن قلقه أمام تلك التطورات، ودعا الاتحاد السلطات لاحترام حقوق الإنسان، لكن موغابي رد على ذلك بالتهديد وطرد الدبلوماسيين الغربيين وعدم التدخل في شؤون البلاد.