«الزيارة السرية المعلنة».. شعار زيارة الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، إلى محافظة السويس غدا الأربعاء؛ لتفقد الأوضاع داخل المستشفيات وبعض المراكز الطبية والوقوف على جاهزيتها ورعايتها للمرضى. المفترض أن الزيادة لا يعلم ميعادها أي مسؤول ب"صحة السويس"، لكن تفاصيلها وصلت إلى "الصغير والكبير"، بحسب تأكيدات عدد من المصادر هناك، حتى وصلت إلى معرفتهم ألوان ملابس الوزير مع التنبيه على المسؤولين بارتداء ملابس مشابهة، كما تم تجهيز عدد من "الكومبارسات" داخل مستشفى السويس العام؛ لتأدية دور المرضى والتحدث مع الوزير خلال جولته والإشادة بخدمات المستشفى. وفي مستشفى التأمين الصحي بالسويس، ترك الأطباء مهامهم رغم العجز الشديد الذي تعانيه، واهتموا بتجميل المستشفى وطلائها باستخدام ملابس ومهمات غرف العمليات في الدهان، ما أدى إلى تلفها، فضلا عن مشاكل الدهان التي انتشرت على الأرضيات والحوائط وبداخل مواسير الأكسجين والوصلات الكهربائية، التي تكلفت اتفاقهم بمبالغ طائلة، مع شركة ديكورات لإعادة ضبطها والتخلص من بقايا البويا وتنظيفها؛ لإتمام عملهم بسرعة حتى تصبح المستشفى جاهزة لاستقبال الوزير. كما توقفت إجازات العمال بجميع فئاتهم، وتجييشهم لتنظيف المستشفى من الدهانات وتنفيذ تعليمات شركة الديكورات، حتى تكدس المرضى في الطرقات وافترشوا الأرض لانشغال الأطباء بتجهيز المستشفى لاستقبال الوزير، الأمر الذي تسب في وفاة إحدى السيدات نتيجة عدم وجود طبيب، بحسب نجلتها التي أكدت أن والدتها ظلت تعاني لمدة يومين في طرقة المستشفى، ولم تجد طبيبا ينقذها، فلجأت لطبيب خاص، لكنها فارقت الحياة. وقال مصدر بمديرية الصحة ل"البديل" إنهم على علم بالزيارة منذ أسبوع، ويجهزون المستشفيات والمراكز الصحية؛ استعدادا لزيارة الوزير «السرية»، بحسب تعبيره، مضيفا أن البرنامج يبدأ منذ التاسعة صباحا بزيارة مفاجأة لوزير الصحة إلى مستشفى السويس العام، يأتي فيها بصحبة عدد من المصورين والإعلاميين والمسؤولين بالوزارة، ويستقبله الدكتور محمد قريبة، مدير مستشفى السويس العام، وسيرتدي الوزير بدلة كحلي غامق وقميص أبيض على كرفات كحلي منقط بأبيض، وتم التأكيد على المسؤولين بالمستشفيات والصحة في السويس بارتداء ملابس مشابهة. وتابع المصدر – الذي فضل عدم ذكر اسمه: "أثناء جولة الوزير بمستشفى السويس العام، سيقابل 5 من المرضى، ستبدأ باثنين من قسم الباطنة، ثم واحدة من قسم النساء، وواحد من قسم المناظير، والخامس من الاستقبال، وجميعهم سيشيدون بالمستشفى وبدورها في رعاية المرضي"، ووصفهم جميعا ب"كومبارس"، وتم تحفيظهم الكلمات التي سيقولوها أمام الوزير، مستطردا: "باقي برنامج الزيارة، سيلتقي اللواء أحمد حامد، محافظ السويس، وسيتوجهون بعدها إلى مستشفى التأمين الصحي بمنطقة حوض الدرس، وتفقد مركزين آخرين في محيط المحافظة، ثم الغداء في أحد مطاعم المحافظة". وأكد محمود غانم، أستاذ الباطنة، أن جميع الأطباء على علم بالزيارة، المفترض أنها سرية، وبرنامج الزيارة تم تسريبه للوقوف على جاهزية الأماكن والمعدات والمرضى، مضيفا أن هناك عدد من الأسرة والمهمات والمعدات خرجت من المخازن استعدادا لزيارة الوزير، وستعود مرة أخرى بعد انتهاء الزيارة، كما أن أغلب المرضى غادروا المستشفى، وكتب لهم خروج رغم أن حالاتهم لم تستقر بعد، فضلا عن نقل عدد منهم إلى مراكز في أماكن متفرقة بالمحافظة، أغلبها بالقطاع الريفي في الجناين، على أن يعودوا مرة أخرى مغادرة الوزير. وأوضحت سلوى أحمد، ممرضة، أن طاقم التمريض بمستشفى التأمين عانى خلال اليومين الماضيين من ترك الأطباء للمرضى نظرا لانشغالهم بتجديد المستشفى بأنفسهم والتقاط الصور واللعب بالطلاء، لافتة إلى منع إجازات عمال النظافة وتكليفهم بتنظيف المعدات من ضمنها أجهزة رسم قياس القلب وسماعات وأجهزة قياس ضغط وأمبولات تحاليل وعدد من الفوط الطبية، لكن تم إلقاء معظمها مع المهمات والملابس المعقمة لتلوثها بالدهانات، بينما ظل عمال النظافة مع أفراد شركة الديكورات يقومون بتنظيف الأرضيات والمواسير الخاصة بالأكسجين وبعض المعدات من الأسرة والكراسي والأغطية والبطاطين التي تم التخلص من معظمها.