في معركة جديدة من معارك تكسير العظام بين الإرهابيين المصريين الهاربين في دول الملاذ الآمن، أرسل قيادي في التنظيم الإخواني المصري بالخارج تحذيرات مشددة تطالب جميع أعضاء الجماعة بعدم التعامل مع الإرهابي الهارب محمد أسامة العقيد، بعد تكرار الشكاوى والاتهامات والادعاءات التي تطعن في ذمته المالية، وقال صاحب التحذير: إن أحدث وقائع الاتهامات الموجهة إلى "العقيد" أُحيلت إلى السلطات المختصة في دولة الملاذ الآمن، بعد أن قدم صاحب الشكوى مستندات ورسائل وتسجيلات صوتية تدعم شكواه واستعان بعدد من شهود الوقائع وبينهم شاهد إخواني من أهل الثقة!! قبل أن ينتهي يوم الجمعة الحادي عشر من يونيو من العام 2021، كانت خطة ترويج رسائل التحذير من التعامل مع الإخواني محمد أسامة العقيد، الهارب من حكم بالإعدام في قضية من قضايا الإرهاب داخل مصر، قد حققت أهدافها بإعدامه معنويًا وتحطيم صورته أمام الإرهابيين الهاربين، وأصبح أعضاء مكتب "الإخوان" الإداري خصمًا وحكمًا، وأعلنوا أن الأدلة المتوافرة تحت أيديهم تكفي لإثبات صحة شكوى اليوتيوبر المعروف الذي زعم أن "العقيد" ارتكب جريمة احتيال مكتملة الأركان وأنه لن يتراجع عن ملاحقته قضائًيا في دولة الملاذ الآمن. وقائع الاتهام الواردة في شكوى اليوتيوبر المصري تكشف أن العلاقة بينه وبين الإرهابي محمد العقيد، بدأت منذ سنتين، كما تكشف أن اليوتيوبر يتربح من فيديوهات الشائعات والأكاذيب والمعلومات المغلوطة التي تضر بالأمن القومي المصري، وبالتالي فهو يقدم دعمه لجماعة "الإخوان" الإرهابية وحلفائها من الكيانات المعادية. بدأت وقائع الاحتيال الواردة في الشكوى قبل تسعة أشهر، عندما كان اليوتيوبر يسأل المقربين منه عن مكتب محاماة بالخارج ينهي له بعض المعاملات القانونية.. فأخبره الإخواني محمد العقيد بأن لديه المحامي الذي يتعامل معه بالفعل ويمكنه أن يخدمه في إنهاء تلك المعاملات، وأبلغه بالمقابل الذي يتقاضاه المحامي، وقال له إنه لا داعي لأن يتعب نفسه بالتوجه مباشرة إلى مكتب المحامي لأنه سيقوم بكل شيء نيابة عنه ويتسلم منه الأوراق ثم يسلمها إلى المكتب، والمطلوب منه فقط أن يرسل له المبالغ المطلوبة على حساب صديق إخواني لديه حساب مصرفي يستقبل عليه كل تعاملاته المالية. وقال اليوتيوبر في شكواه: إن المشكو في حقه "محمد العقيد" كان يبذل كل جهده للحيلولة دون حدوث لقاء مباشر بينه وبين المحامي، وأنه بدأ يطلب طلبات عجيبة يزعم أنها مطلوبة للمحامي، ومنها على سبيل المثال أن يحتفظ بجواز سفره معه، وعندما طلب وبكل إصرار أن يتوجه بنفسه لمقابلة المحامي، أبلغه "العقيد" بأن يذهب معه وينتظر خارج المبني، فرفض وأصر على الدخول والتقى المحامي لأول مرة، و بدأ يتعامل معه بشكل مباشر بلا وسيط، وبعد فترة لاحظ اختلاف كلام المحامي عن أقاويل "العقيد"، و بعد عرض القصة بتفاصيلها عليه، تبين له أن كل أحاديث "محمد العقيد" غير صحيحة، ولا أصل لها و أن المحامي لم يتقاض أي مبلغ من الأموال المرسلة لحساب صديق "العقيد" فاضطر لدفعها مرة أخرى، ثم بدأ في جولة شاقة للحصول على مستحقاته من "العقيد". بدأ اليوتيوبر رحلة شاقة لملاحقة "العقيد" ومطالبته بالمبالغ المالية التي استولى عليها استغرقت عدة أشهر، وقال اليوتيوبر في شكواه: إن محمد العقيد كان يعطي مواعيد و يتهرب منها في كل مرة بحجة مختلفة.. فعرض عليه تقسيط المبلغ وأن يحدد هو بنفسه المدة وعدد الأقساط بما يناسبه.. فرحب بذلك، لكنه بدأ في المماطلة عند موعد أول قسط و يتهرب من تحديد موعد للمقابلة، فبدأ في مواجهته باتهامات صريحة. وحول جهود الوساطة الإخوانية لإنهاء الأزمة، قال اليوتيوبر: إن أحد الأصدقاء توسط بينه وبين محمد العقيد، وتعهد بمتابعة دفع الأقساط المتفق عليها، و بالفعل دفع "العقيد" أول قسط، و عند ثاني قسط بدأ المماطلة و لكنه دفعه، ومع ثالث قسط، عاد للتهرب و لم يدفعه.. وانتقلت المعركة إلى السلطات المختصة وبدأ اليوتيوبر في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد "العقيد"، وقدم بلاغًا أرفق به صورة من الحوالة المصرفية وصورًا من المراسلات الإلكترونية بينه وبين المشكو في حقه بالإضافة إلى الرسائل الصوتية، كما استعان بالمحامي، الطرف الأساسي في الأزمة، كشاهد إثبات في بلاغ الاحتيال والنصب، وطلب شهادة الوسيط الإخواني. وبالتزامن مع شكوى اليوتيوبر المعروف، تناقل عدد من الهاربين رسائل أخرى يزعم أصحابها أنهم من ذوي القربى في عائلة "محمد العقيد" ويزعمون أنه استولى على أموال اليتامى وميراث أفراد من عائلته، والميراث المستحق لهم من جدهم الأكبر وكذلك ميراث ثلاثة من أعمامه منذ 15 عامًا، وأحدهم متوفي. وتلقى عدد من حلفاء "الإخوان" الهاربين، رسائل تحذير من الاشتراك في الندوات التي ينظمها الإرهابي محمد العقيد، عبر الإنترنت، وأشارت إحدى الرسائل إلى أن "العقيد" يتعمد الترويج لادعاءات بوجود علاقات قوية بينه وبين مسئولين في الدول العربية على غير الحقيقة، ومن ذلك ما نشره في إعلان لإحدى الندوات حيث كتب في صفة الضيف أنه "وزير الدولة للشئون البرلمانية والقانونية" في دولة عربية شقيقة، والحقيقة أن الضيف وزير سابق خرج من منصبه منذ سنوات وتم تشكيل عدة حكومات بعد إقالته، ولا صلة له بأي منصب في الحكومة الحالية من قريب أو بعيد!! لم ينشر الإخواني الهارب محمد العقيد في صفحته على "الفيس بوك" أي رد على الاتهامات الواردة في شكوى اليوتيوبر ولم يتحدث عنها في أي فيديو من فيديوهات البث المباشر التي يقدمها عدة مرات أسبوعيًا، واكتفى بالإشارة إلى أن أحد أعضاء جماعة "الإخوان" شهد زورًا ضده في قضية من القضايا، ثم أطلق أعنف هجوم على التنظيم الإخواني المصري، واتهم قيادات إخوانية في إحدى دول الملاذ الآمن بالفساد والفشل وممارسة أساليب الغش والتدليس على تابعيهم، وكشف "العقيد" أنه تواصل مع قيادات "الإخوان" في لندن وقدم شكاوى ضد قيادات إخوانية بارزة. وفي منشور عبر "الفيس بوك" بتاريخ 8 يوليو 2021، استخدم الإرهابي محمد العقيد وصف "المنحلين" في حديثه عن قيادات المكتب الإداري الإخواني في إحدى الدول، وقال: "المنحلين من مكتب "الإخوان" المصريين المُنحل صدعونا بالثقة والسمع والطاعة واحترام القيادة ولما القيادة الشرعية الوحيدة بالخارج الدكتور إبراهيم منير نائب المرشد العام أصدر قرارًا بحلهم، بعد ما وصلته شكوانا وكل الصف من الأوضاع السيئة في الخارج والداخل.. بيتشبثوا بالمناصب وشغالين على عمل جيوب وانشقاقات جديدة ليستمروا في أماكنهم مهما كانت الظروف وما تعانيه الجماعة في الداخل والخارج". وأكد الإخواني محمد العقيد أن أعضاء في الجماعة يتهمونه بأنه يعمل لحساب جهاز أمني، ولا همّ لهم إلا الهجوم على شخصه.. وفي الجانب الآخر، قال أحد الإرهابيين الهاربين: إن اتهام "العقيد" بأنه "مخابرات" لم يقصدوا به أنه يعمل مع جهة أمنية مصرية، وإنما المقصود منه أن جهاز استخبارات أجنبيا تمكن من تجنيده، وأوضح أن بعض "الإخوان" استدلوا على صحة هذا الاتهام بأقوال "العقيد" التي تحدث فيها عن العلاقة القوية بينه وبين أعضاء في بعثة دبلوماسية تابعة لإحدى الدول، وقال إنهم ساعدوه في الهروب من دولة إلى أخرى بالإضافة إلى مساعدات قدمها له القيادي الإخواني المتوفي أيمن عبد الغني والقيادي مدحت الحداد وشخصيات فلسطينية، وقال: إن هذه العلاقة بدأت عندما كان هاربًا في إحدى الدول وقبل أن يصل للدولة التي يُحتمل أن جهاز استخباراتها نجح في تجنيده، كما أنه أشار عدة مرات إلى أن الدبلوماسيين كانوا يسألونه عدة أسئلة خلال رحلة الهروب، وهذا الأسئلة ذات نوعية خاصة ولا يتم سؤالها في لقاء عابر بين دبلوماسيين وإخواني هارب، ويبدو أن "العقيد" كان متعاونًا في تقديم الإجابات والمعلومات المطلوبة. لقد تكررت أزمات ومعارك الإرهابي الهارب محمد أسامة العقيد منذ هروبه من مصر، وتكررت تناقضاته وتضاربت أقواله وذكرياته، فهو يعلن أنه من عائلة إخوانية لها تاريخها المعروف في الجماعة، ويؤكد أنه سوف يكون وزير خارجية الخلافة الإخوانية في المستقبل القريب، ثم يتهم "الإخوان" بالفشل والتدليس وخداع الأعضاء والتابعين.. ثم يعلن أنه أحد أعمدة التأسيس الإخواني الثالث التابعين لما يسمى بجبهة محمد كمال.. ثم يرتمي في أحضان جبهة محمود عزت.. ثم يهاجم قيادات جبهة المكتب الإداري الإخواني الذي يضم قيادات الصف الأول في الجماعة.. وأخيرًا وليس آخرا، أعلن محمد العقيد دعمه للمجموعة القيادية الإخوانية في مكتب "لندن" بعد اندلاع معارك بينها وبين أعضاء المكتب الإداري المُنحل.. وللحديث بقية.