معارك كلامية طاحنة بين العناصر الإخوانية المصرية الهاربة بالخارج في جولة جديدة من جولات وصولات صراع المغانم والمكاسب، وكانت البداية من الإخواني "محمد أسامة العقيد" الهارب في اسطنبول الذي أطلق رصاصة فاضحة موجهة إلى نواصي القيادات الهاربة في الدوحةواسطنبول، فجاءه الرد بطلقات سريعة من رفاق الطريق الدامي، ورحلة الهروب، وبين الدفاع والهجوم ظهرت رسائل الاعترافات الكاشفة التي تؤكد تدخل "خيرت الشاطر" نائب المرشد العام للجماعة الإرهابية في قرارات الفريق الرئاسي خلال عام حكم "الإخوان" اليتيم لمصر، كما كشفت الرسائل عن اعتراف صريح باشتراك صاحب الطلقة الطائشة في تنفيذ جرائم إرهابية، واستهداف رجال الشرطة في مصر. مساء الحادي والثلاثين من مايو للعام 2020، كتب الإخواني الهارب "محمد أسامة العقيد" في صفحته على "الفيس بوك"، رسالة يتغنى فيها بما يزعم أنها بطولات شعبية بدأت منذ أحداث يناير للعام 2011، وقال الإخواني الهارب في رسالته: "النخبة التي غدرت بالشعب المصري هي نخبته المتنطعة بغير علم ولا عمل، وبعض قيادات الحركات الإسلامية المنتفخة بالتاريخ والأدبيات، أو العمل دون العلم، أو الجري في المكان وهي الأخرى سارعت للدوحة واسطنبول حيث الفنادق والقنوات والجمعيات والمدارس والشركات والاستثمارات". من هي قيادات ما يسمى ب"الحركات الإسلامية" المنتفخة بالتاريخ والأدبيات والعمل بغير علم والجري في المكان؟! .. كان الهمز واللمز في رسالة "محمد أسامة العقيد"، يضرب نواصي قيادات "الإخوان" ومعهم قيادات تنظيمات الحلفاء الهاربين في الدوحةواسطنبول الذين أسسوا الشركات الاستثمارية والقنوات التلفزيونية، والمدارس والجامعات بأموال التبرعات المتدفقة من خزائن رعاة الإرهاب.. الهمز واللمز أصاب رموز وقيادات بارزة في مركز صناعة القرار في التنظيم الإخواني وآخرين خارج دائرة صناعة القرار، ويأتي في صدارة المقصودين بالهمز واللمز "محمد البحيري ومحمود حسين ومدحت الحداد، وهمام علي يوسف".. والحبل على الجرار. لم يذكر الإرهابي "محمد العقيد" أسماء قيادات إخوانية ولم ترد في رسالته إشارات إلى أشخاص بعينهم ولكن عمًلا بالمثل القائل "اللي على رأسه بطحة.."، صدرت توجيهات من المبطوحين، بأهمية وضرورة الإسراع بالرد العاجل بما يوجع "العقيد"، ويردع غيره من المتطاولين، ومن يفكرون في التطاول. كان جنون العظمة، وإدمان حب الظهور وادعاء البطولات الزائفة سببًا رئيسًا للأزمة الجديدة بين "محمد العقيد" وعدد من القيادات الإخوانية، وكانت المفاجأة الصادمة بخروج صاحب الطلقة الطائشة في فيديو بث مباشر عبر "الفيس بوك" يستعرض فيه جانبًا من رحلة هروبه من دولة عربية إلى دول أخرى ثم الانتقال إلى اسطنبول وكشف "العقيد" في الفيديو دون مبرر أن سفيرًا لتركيا في إحدى الدول كان يؤويه في مسكنه الخاص خلال رحلة الهروب إلى أن تم نقله إلى اسطنبول، وكانت كلمات "العقيد" سببًا في أزمة بين نظام أردوغان وقيادات "الإخوان"، وكان على القيادات أن تبدأ في معاقبة "العقيد" المجنون وإقصائه تدريجيًّا قبل أن يرتكب حماقة جديدة تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. تناسى أعضاء التنظيم الإخواني أن "محمد العقيد" أكد أنه ترك صفوف ما يسمى ب"التأسيس الإخواني الثالث"، ولم يعد له صلة بما يسمى ب"المكتب العام"، وتجاهلوا إعلانه العودة إلى ما يسمى بجبهة "محمود عزت"، وأطلق "الإخوان" وابلاً من طلقات الهجوم على "العقيد" واعترفوا أنه كان يعقد اجتماعات بالعناصر الإرهابية في إحدى قرى بلطيم بمحافظة كفر الشيخ في بداية العام 2015 ويلقي محاضرات على عناصر ما يسمى بحركة "حسم" استعدادًا لتنفيذ العديد من جرائم الإرهاب في مصر تحت غطاء ما يسمى ب"الحراك الثوري.. والقصاص.. والردع"، وذكرت العناصر الإخوانية أن "محمد العقيد" كان يتعامل باستعلاء مع "إخوانه" وكان هذا سببًا في ابتعاد الكثيرين عنه، وقال أحد الهاربين إن عشق "العقيد" لحب الظهور كان سببًا في القبض على أفراد من عائلته والعشرات من أعضاء الجماعة، ومحاكمتهم في قضايا إرهابية، حيث كان يخرج على "الفيس بوك" ويكتب منشورات التفاخر والتباهي بما يزعم أنها بطولاته الشخصية في مصر وكان يعترف بأنه اشترك في استهداف رجال الشرطة بدعاوى القصاص المزعوم والحراك الثوري الوهمي. وقال إخواني هارب في اسطنبول إن "محمد العقيد" ينتحل صفة أستاذ أكاديمي في علم مقارنة الأديان، كما يزعم على غير الحقيقة أنه حاصل على الدكتوراه في العلوم الإسلامية، وأوضح أنه فشل في مشوار الدراسات العليا في جامعة مصرية معترف بها، فلجأ إلى إحدى الجامعات غير المعترف بشهاداتها وحصل على ما يزعم أنها شهادة "ماجستير"، وهو يعلم أنه لا توجد جامعة في مصر، أو في أي دولة تعترف بمثل هذه الشهادة الوهمية. لم يجد "محمد العقيد" مفرًّا من حذف المنشور الطائش، والخروج من المعركة خاسرًا، وترك نيران المعركة مشتعلة بين الدفاع والهجوم والاتهامات والاعترافات الساخنة، وكان من أخطر الاعترافات في المعركة الكلامية ما جاء على لسان أحدهم من إقرار بتدخل نائب المرشد العام خيرت الشاطر في قرارات الفريق الرئاسي في عام حكم "الإخوان" اليتيم، وذكر الإخواني الهارب بأنه كان محبوسًا في سجن "جمصة" وكان معه أحد مستشاري المعزول "محمد مرسي" وقال له بالحرف الواحد: "منه لله خيرت الشاطر كان كل شوية ناطط لنا في القصر وبيتدخل في قرارات الرئيس"، وذكر الإخواني الهارب أن ياسر علي المتحدث الرئاسي في عام حكم "الإخوان"، أكد ذات المعلومة، وقال بالحرف الواحد: "ربنا يسامح المهندس خيرت الشاطر كان كل شوية ناطط لنا في القصر وبيتدخل في قرارات الرئيس"، وأضاف الإخواني الهارب قائلاً: "من المعروف لأي حد من الإخوان إن مجموعة خيرت الشاطر كانت مسيطرة على قرارات الجماعة وعندي شهود مننا كإخوان ومن خارج الإخوان"، وتابع: "ولنا في محمود غزلان خير دليل.. زوج أخت خيرت الشاطر.. دا كل تاريخه وبقي عضو مكتب إرشاد". تلقى صاحب الاعترافات الفاضحة لهيمنة "خيرت الشاطر" ومجموعته في مكتب الإرشاد، على قرارات "مرسي" وابلاً من اتهامات التخوين والعمالة، لكنه لم يتوقف عن الإدلاء بالمزيد من الاعترافات، وقال: "دي شلة كانت خاطفة الجماعة وكان مختلفًا معاهم (المرشد مهدي عاكف) ودا سبب عدم ترشحه لمنصب المرشد مرة أخرى". ولا زالت المعارك الكلامية مستمرة ومتجددة بين أعضاء جماعة "الإخوان" الهاربين في الدوحةواسطنبول ودول الملاذ الآمن.. ونشكرهم على حسن تعاونهم معنا.