دعا السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، القادة اللبنانيين إلي إعلاء المصلحة العليا للبلاد علي المصالح الحزبية والاعتبارات الطائفية الضيقة، وإنهاء حالة الفراغ عبر تشكيل حكومة اختصاصيين (خبراء) تتفق ومبادرة الإنقاذ التي سبق وطرحتها فرنسا حتي يُمكن مساعدة الشعب اللبناني والخروج من نفق الأزمات. وقال السفير حسام زكي - في حديث لموقع شبكة (إم تي في) الإخبارية اللبنانية - "إن وفدا من الجامعة العربية سيقوم بزيارة إلي لبنان قريبا يلتقي خلالها عددا من المسئولين اللبنانيين والبطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي، وذلك في إطار حرص جامعة الدول العربية علي مساعدة ودعم لبنان والاضطلاع بدورها عبر أسلوب الإقناع مع القوي السياسية اللبنانية". وأضاف، تعليقا علي الأزمة الحكومية في لبنان، "هناك مشكلة حقيقية في التواصل بين فريقين لديهما أهدافا غير متجانسة، بينما الهدف هو إنتاج مخرج حكومي يساعد الشعب اللبناني، وليس لمجرد الخروج من الورطة القائمة، وذلك عبر تأليف حكومة اختصاصيين تترجم المبادرة الفرنسية. وتطرق السفير حسام زكي إلي طرح البطريرك الماروني بحياد لبنان عن صراعات منطقة الشرق الأوسط والعالم، مشيرا إلي أن جامعة الدول العربية مؤيدة وداعمة لحياد لبنان عن الصدام الدولي والإقليمي.. متابعا "لبنان لا يتحمل تحويله إلي مسرح للصراعات، وسبق أن أيدنا مبدأ النأي بالنفس". وفيما يتعلق بالتدخلات الإيرانية المتزايدة في أوضاع الدول العربية، أكد أن هذا الأمر استدعي من مجلس الجامعة العربية تشكيل لجنة خاصة تتولي التوقف عند هذه التدخلات، مشيرا -في نفس الوقت- إلي أن الأزمة اللبنانية ليست مرتبطة بإيران فقط، وإنما هناك مسئولية داخلية واضحة علي الساسة اللبنانيين تحملها والاضطلاع بها وليس تحميل الأمر برمته للتدخلات الخارجية. وشدد السفير حسام زكي علي أنه لا يُمكن سلوك طريق التغيير في لبنان إلا من خلال الآليات الدستورية التي تشكل الطريق لحل الأزمات، محذرا من أن أي تغيير بعيد عن مسار الدستور اللبناني سيجر البلاد إلي الفوضي وسيكون خطر ذلك أكبر من القدرة علي التصور. واختتم الأمين العام المساعد للجامعة العربية حديثه قائلا: "لدينا القدرة علي حشد الموقف العربي المطلوب لمساعدة اللبنانيين، لكننا بحاجة إلي رصد إدارة لبنانية رسمية مستعدة لإعلاء المصلحة العليا علي المصالح الحزبية والاعتبارات الطائفية الضيقة".