العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسودان ممتدة وتاريخية، وتأتي الزيارات الرسمية المتبادلة لتعكس أهمية هذه العلاقة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في عام 2014، حيث كانت السودان ضمن جولة للرئيس شملت 3 دول. وتقوم الحكومة المصرية بجهود حثيثة لتعزيز علاقتها مع السودان الشقيق، فعلي المستوي العسكري تأتي زيارات الوفود العسكرية بين البلدين لتعزيز التعاون العسكري والأمني والعمل المشترك في مجالات التأهيل والتدريب وتبادل الخبرات، ويأتي تدريب نسور النيل علي رأس تلك التدريبات المشتركة، حيث يعتبر أول تدريب جوي مشترك بين البلدين، واقتصاديا، تعمل مصر علي استمرار التعاون والتنسيق مع السودان كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية من أجل شعبي البلدين ومن ضمن المشاريع المشتركة بين البلدين في مجالات النقل والري مشروع طريق قسطل- وداي حلفا وطريق أسوان- وادي حلفا - دنقلة ومد الشبكة الكهربائية إلي شمال السودان وتطهير الجزء الجنوبي من النيل، والعديد من المشاريع الأخري. تعتبر السودان العمق الاستراتيجي لمصر في الجنوب، كما تمثل مصر العمق الاستراتيجي للسودان في الشمال، لذا نجد أن مصر والسودان يمتلكان العديد من المقومات الاقتصادية التي تسمه لهما بزيادة معدل التجارة البينية، وزيادة الاستثمارات بين البلدين لتحقيق التنمية الاقتصادية للدولتين، وإلي جانب الافتتاح المشترك المصري السوداني لمعرض الخرطوم عقدت الوزيرة نيفين جامع سلسلة مباحثات مع عدد من وزراء الحكومة السودانية منهم وزراء التجارة والبنية التحتية والمالية والاستثمار لتعزيز أوجه التعاون بين البلدين علي كافة الأصعدة التجارية والصناعية والاستثمارية، للاستفادة من المقومات الاقتصادية بين الدولتين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتمثلت أبرز الموضوعات التي تمت مناقشتها في الزيارة الأخيرة، بحث إزالة القيود الجمركية ودعم خطط الإصلاح الاقتصادي للسودان والتعاون في مجال الطاقة والتعدين وتطورات المنطقة الصناعية المصرية بالسودان والمركز التجاري المصري بالإضافة إلي تطوير البنية التحتية ومشروع مثلث العاصمة السودانية ودعم الصناعات الدوائية.