أكد وزير الدولة السعودي لشئون الدول الأفريقية أحمد بن عبد العزيز قطان، أن المملكة العربية السعودية تقف بقوة مع الأمن المائي للدول العربية، مشددا علي سعي المملكة إلي إنهاء ملف "سد النهضة" بالشكل الذي يضمن حقوق الدول الثلاث، وعلي مواصلة المساعي الحميدة لإنهاء هذا الملف الهام والشائك. واستقبل رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك، في الخرطوم اليوم الأربعاء، الوزير أحمد قطان، بحضور وزير شئون مجلس الوزراء المهندس خالد عمر يوسف، ووزيرة الخارجية الدكتورة مريم الصادق المهدي، وسفير المملكة العربية السعودية لدي السودان علي بن حسن جعفر. وذكر مجلس الوزراء السوداني، في بيان صحفي، أن حمدوك أعرب عن تقدير السودان لدور المملكة في دعم استقرار السودان، كما بعث بأطيب التحيات لخادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. وأكد حمدوك أهمية العلاقات الثنائية الراسخة بين حكومتي وشعبي البلدين، بما يُحتم علي قيادة البلدين الُمضي بها قُدُماً وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة. وتم خلال اللقاء، الاتفاق علي مشاريع استثمارية في خمس قطاعات أهمها الزراعة والبنية التحتية والتصنيع، وعلي أن تتم زيارات متبادلة رفيعة المستوي لاستكمال خطط استكمال هذه المشاريع في أقرب وقت. وتلقي رئيس الوزراء السوداني، خلال اللقاء، تحيات قيادة المملكة العربية السعودية مُمثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وتمنياتهما للسودان وشعبه بالازدهار، كما قدم قطان لرئيس الوزراء الدعوة لحضور قمتين قادمتين ستستضيفهما المملكة العربية السعودية، وهما القمة السعودية الافريقية، والقمة العربية الافريقية. من جانبها، رحبت وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة مريم الصادق المهدي، في تصريحات صحفية عقب اللقاء، بزيارة وزير الدولة السعودي لشئون الدول الأفريقية، إلي السودان باعتبارها أول زيارة بعد تشكيل الحكومة الجديدة، ما يعد إشارة واضحة من السعودية للدعم الممتد والمستمر للفترة الانتقالية والتحول في السودان، بجانب الدعم الكبير الذي ظلت تقوم به المملكة للسودان في إطار السلام وبناء السلام والمجهود المهم الذي قامت في عقد مؤتمر لأصدقاء السودان في ظروف بالغة الصعوبة. وأوضحت أنه تم خلال الزيارة فتح عدد من الملفات المهمة مع وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني الدكتور جبريل ابراهيم، بحثت الشراكة الاستراتيجية في عدد من المشاريع الكبري، مشيرةً إلي المنحة السعودية التي وعدت بها الفترة الانتقالية، فضلا عن بحث العديد من القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك. وأضافت، أن المباحثات تطرقت إلي الكثير من الرؤي المهمة التي قدمها الوزير أحمد قطان، وكانت محل إجماع فيما بيننا، مؤكدة أن المناقشات أكدت علي تعزيز العلاقات بين البلدين وتفعيل العديد من مذكرات التفاهم بينهما، في مجالات مختلفة خلال الفترة القادمة، وضرورة تبادل الزيارات بجانب تفعيل اللجنة الوزارية بين البلدين. ولفتت إلي أنه سيتم خلال الفترة المقبلة زيارات لعدد من الوزراء خلال الفترة القادمة لاستكمال هذا التوجه الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين علي مستوي تطبيقي وعملي لتقوم علي المصلحة المشتركة للبلدين الجارين والشعبين الشقيقين. من جانبه، أكد وزير الدولة السعودي لشئون الدول الأفريقية أحمد بن عبد العزيز قطان، في تصريحات صحفية، وقوف المملكة العربية السعودية مع الحكومة الانتقالية حتي يعود السودان إلي وضعه الطبيعي كقوة فاعلة في العالم العربي والإسلامي والدولي. وقال الوزير السعودي، إن ملف السلام يأتي علي رأس اهتمامات المملكة العربية السعودية، وسوف نسعي مع كل الأصدقاء في دول العالم لإنجاح هذا الملف الهام، موضحا أن اللقاء بحث ملف الاستثمارات في السودان. وأضاف: "نستطيع من خلال الشراكة بين البلدين الدخول في مفاوضات ونقاشات جادة لكيفية الانتهاء من هذا الملف في أسرع وقت ممكن"، مؤكدا أن وجود قانون لحماية الاستثمار والمستثمرين سيشجع رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية الذين لديهم خبرة كافية للاستثمار في السودان بما يذخر به هذا البلد من إمكانيات كبيرة. وأعرب عن تقديره لسعي الحكومة السودانية إلي خلق بيئة جادة وإزالة كل المعوقات التي قد تعيق رجال الأعمال والمستثمرين من الدخول في هذه الشراكات، مشددا علي أهمية تبادل الزيارات من القطاعين الحكومي والخاص لمعرفة ما لدي الجانبين من فرص استثمارية كبيرة. وقال قطان، أن اللقاء تطرق إلي موضوع منظومة البحر الأحمر التي تضم ثماني دول، وأعلن في هذا الصدد عن نفاذ ميثاق منظومة البحر الأحمر وخليج عدن منذ 29 أكتوبر الماضي. وأشار إلي أن خادم الحرمين الشريفين، سيدعو في الوقت المناسب لعقد قمة لمباركة هذا الميثاق، مؤكداً أن منظومة البحر الأحمر سيكون لها أدوار في غاية الأهمية أهمها خلق فرص استثمارية، البيئة، المحافظة علي أمن البحر الأحمر بجانب أشياء عديدة ستعود بالنفع علي الدول بأكملها. وأشار قطان إلي أن اللقاء مع رئيس الوزراء السوداني، بحث ضرورة التوقيع علي الاتفاقيات ومذكرات التفاهم العديدة بين البلدين بما يساعد في تحقيق ما نصبو إليه جميعا، موضحا أن اللقاء أكد علي عقد اجتماع اللجنة السعودية السودانية في دورتها السابعة بالخرطوم. وقال وزير الدولة السعودي إن زيارته للسودان تمثل أول زيارة بعد تشكيل الحكومة الثانية، موضحاً أن هذا الأمر يعطي دلالة واضحة بأن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، حريصان علي أن تكون المملكة من أوائل الدول كما كانت دائما تقف وقفة جادة مع السودان وتطوير علاقاته معه علي كافة الأصعدة.