غيب الموت اليوم الدبلوماسي الجزائري السابق محمد صباغ و الذي يُعد واحداً ممن أشرفوا على هندسة عملية إبحار الباخرة آتوس 2 من ميناء الإسكندرية و المُحملة بالأسلحة و العتاد الحربي الموجه لدعم الثورة الجزائرية للتخلص من الاحتلال الفرنسي، و بعلم القيادة المصرية أنذاك و بإشرافها في رحلة محفوفة بالمخاطر المتنوعة وهي الرحلة التي دامت 13 يوماً، وذلك من ميناء الإسكندرية بمصر بتاريخ 10 أكتوبر 1956 باتجاه مكان موجود بالساحل المغربي بالقرب من الحدود الجزائرية لأجل تفريغ حمولتها التي كان ينتظرها مجاهدو الثورة التحريرية الجزائرية، لكنها تعرضت للقرصنة من قبل أسطول الاحتلال الفرنسي في المياه الإقليمية الدولية بين أسبانيا والمغرب ليلقي عليه القبض هو وجماعته ويزج به في السجن لأزيد من 5 سنوات توزعت بين سجون سانتاكروز إلى سجن وهران فسجن الحراش وأخيراً سجن البرواقية المعروف بقساوة جلاديه. الديبلوماسي الفقيد وبعد الاستقلال اشتغل سكرتيراً بوزارة الخارجية ثم قائماً بالأعمال بسفارة الجزائر في لبنان قبل أن يعين سفيراً باليمن ثم في المنصب ذاته بليبيا إلى غاية إحالته على التقاعد في 1993. للعودة إلى تفاصيل الباخرة آتوس 2 وبدعم من الرئيس المصري أنذاك كان على متنها 6 طلبة من الطلاب الجزائريين في مصر و هم محمد الهادي حمدادو و محمّد صبّاغ و ندرومة محمد وعلي أقروفة إلى جانب شرفي محمد الطاهر و زروقي محمد الصالح و أشرف على أنطلاقها من مصر مدير مكتب الرئيس الجزائري في أول حكومة جزائرية مستقلة التيجاني هدّام و أنطلقت بتاريخ 03-10-1956 ووصلت إلى النّاظور المغربية بتاريخ 16-10-1956 بعد 12 يوما في أعالي البحار لكن لم تكلل مهمتها بالنجاح و تمّ أكتشافها بعد عملية تنصت لقوات الاحتلال الفرنسي للجزائر التي سخرت طائرات أستطلاع وقوارب ملاحقة وتمّ حجزها ما أدخل مصر في عداء مع دول فرنسا و بريطانيا و أسرائيل خاصة و أن ابحار الباخرة جاء بعد تاميمها لقناة السويس في 26-07-1956.وخنق تجارتهم ومستورداتهم ليُترجم هذا العداء إلى عدوان ثّلاثي بتاريخ 29-10-1956 و أستمر حتى تاريخ 07-11-1956 بعد مسارعة الإتحاد السوفياتي إلى تهديد دول الحلف الثلاثي بالتدخل النّووي. جدير بالذكر أن الباخرة بعد أن استولت عليها فرنسا تمّ جرّها إلى مرسى الكبير بوهران و على متنها أطنان من الأسلحة و طاقم أجنبي مكوّن من 4 سودانيين على رأسهم محمد ابراهيم الطّاهر النيال و اليوناني المكلّف بالراديو Nicolas Cocavessis بالإضافة إلى 2 ألمان و 2 يونان و مغربي و ليبي و قبطان الباخرة اليوناني BAZIL MARCOS. أما حمولة الأسلحة فكان في أنتظارها بالنّاظور المغربية الرئيس الجزائري الأسبق بن بلّة رفقة أعضاء الحكومة الجزائرية المؤقتة آيت أحمد وبوضياف و خيذر و الأشرف و دبّاغين أما حمولتها من الأسلحة المحجوزة كما جاء في بيان القوات الفرنسية أنذاك فهي . 1997 بندقية و12 مدفع رشّاش هاون من عيار 3 بوسات و 63 مدفع رشّاش هاون من عيار 2 بوسات و 500 قطعة سلاح رشّاش100 بندقية رشّاشة و300صندوق في كلّ صندوق 30 قنبلة و 330 صندوق قذائف و 500 صندوق ذخائر للأسلحة اليدوية و 06 أجهزة راديو للإتّصال.