لقد عملت الجريدة على ترويج بعض الاتهامات لبعض دول الجوار خاصة ليبيا والمغرب دون مراعاة لعلاقات الجوار، وأن هذه الدول تسير في منظومة واحدة هي اتحاد المغرب العربي المجمّد منذ فترة بسبب الخلافات بين دوله لا سيما فيما يتعلق بحق جبهة البوليساريو في الاستقلال عن المغرب.. (1) اتهام ليبيا بزعزعة استقرار الجزائر لقد اتهمت الصحيفة الزعيم الليبي معمر القذافي بتشجيعه لقبائل الطوارق الموجودة في جنوبالجزائر على الاستقلال وتشكيل دولة للطوارق تضم طوارق مالي والنيجر أيضا بما يهدد الوحدة الجزائرية.. جاء ذلك في تحقيقين تم نشرهما في الجريدة بتاريخ 3، 12 أغسطس 2006 تحت عنوان "طرابلس تسعى إلى زعزعة استقرار الجزائر باستخدام الطوارق" من خلال إحدى الصحفيات العاملات بها، والتي أشارت إلى أن مجموعة من زعماء الطوارق الذين التقت بهم هم الذين صرحوا لها بذلك.. وهو ما دفع القذافي إلى رفع قضية أمام القضاء الجزائري لمحاكمة الصحفية ورئيس مجلس الإدارة، مع الاحتفاظ بالحق في التعويض على اعتبار أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة وتسيء للعلاقات بين البلدين.. كما طلب الزعيم الليبي من المحكمة الجزائرية أن تقوم الصحيفة بنشر "اعتذارات رسمية في عشر صحف وطنية". وتعد هذه المرة الأولى التي يرفع فيها رئيس دولة "أجنبي" شكوى في الجزائر ضد صحيفة جزائرية. وكانت النتيجة حكم القضاء الجزائري في نوفمبر 2006 بمعاقبة رئيس التحرير والصحفية بالسجن لمدة ستة أشهر مع النفاد. وتغريم الجريدة مبلغ 20 ألف دينار جزائري ووقف الصحيفة عن الصدور لمدة شهرين. وفي جلسة الاستئناف قرر القاضي الأحكام مع وقف التنفيذ.. (2) اتهام المغاربة الموجودين بالجزائر بالعمالة لقد وقفت الشعوب والنظم العربية جنبا إلى جنب مع الثورة الجزائرية، سواء أكان ذلك من دول الجوار مثل المغرب وغيرها أو من الدول غير المجاورة التي احتضنت الثورة الجزائرية وأعلن من القاهرة ميلاد أول حكومة جزائرية وليس هذا مجاله الآن.. لكن الصحيفة استنكرت جهود هؤلاء المغاربة الذين ضحوا من أجل المغرب، وقام النظام الجزائري في الستينيات والسبعينيات بقتل المئات منهم، وبتهجيرهم من البلاد.. مما دفع هؤلاء عام 2005 إلى تشكيل جبهة للدفاع عما تركه هؤلاء في الجزائر هي جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر. ولقد نظّمت الجمعية المغربية وقفة احتجاجية أمام سفارة الجزائر بالمغرب في 18 ديسمبر الماضي للمطالبة بحقوق هؤلاء.. فكانت النتيجة قيام الشروق بالرد نيابة عن النظام بمقال تتهم فيه المغرب بسيطرته على أملاك الجزائريين الذين لم يطالبوا باستردادها، كما اتهموا هذه الجمعية المغربية بأنها عميلة للمخابرات المغربية وأن هدفهم ضرب استقرار الجزائر. فقد أوردت الصحيفة في عددها 2531 الصادر بتاريخ 12/ 2/ 2009 مقالا تحت عنوان "المخزن يجنّد آلاف المغاربة لضرب استقرار الجزائر" التفاصيل تقول إنه "في 23 (يوليو) 2005، منحت السلطات المغربية الاعتماد لتنظيم جديد أطلق عليه تسمية: "جمعية المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر عام 1975"، وكان تسليم شهادة الميلاد لهذا "الجهاز"، مؤشرا جديدا على "البحث عن القمل في رأس الفرطاس" -مثلما يقول المثل الشعبي- من طرف المخزن، الذي يحاول في الفترة الأخيرة، تحريك هذه الجمعية المشبوهة للتشويش على الجزائر في المحافل الدولية، والمطالبة بحقوق وهمية وافتراضية، والادّعاء بمزاعم كاذبة"، قبل أن تستدرك: "وتؤكد معلومات أخرى، مستنبطة من شهادات تاريخية، أن جزائريين لهم "أملاك" بالمغرب، لكنهم إلى اليوم لم يطالبوا باسترجاعها، ولم يهددوا بمقاضاة النظام المغربي ولا بمتابعته أمام المحاكم الدولية، في وقت تدّعي الجمعية المغربية أنها خلفت "أملاكا" بالجزائر وعليها استرجاعها، وتتعامل وفق منطق الابتزاز والمساومة والتخويف ب"الغولة" التي لا وجود لها!"، وتضيف الصحيفة: "ومن آخر تلفيقات واختراعات المخزن، خروج الجمعية المغربية في ديسمبر الماضي، وادّعاؤها عبر الإعلام المغربي بوجود ما أسمته "مقبرة في وهرانالجزائرية تأوي جثثا تزيد عن ألف مغربي"، وقال رئيس جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر المدعوّ محمد الهرواشي -الذي خلف ميلود الشاوش- لاعتبارات مخابراتية وحسابات سياسية، في تصريح له أن "هذه جريمة ارتكبت في حق المغاربة وآخرين من جنسيات مختلفة، خصوصا أوروبية، غير أن الصمت ما زال مطبقا حول هذا الحادث"، وأضاف رئيس الجمعية التي مقرها الناظور شرق المغرب: "إن الأمر يتعلق بمغاربة "قُتلوا ودُفنوا في المنطقة عام 62 ثم في 63 و68"(..)!، وهو ما يثبت أن تغيير الشاوش بالهرواشي هدفه "تصعيد" الاتهامات والتلفيقات بمخطط عدائي جديد خاطه المخزن لاستهداف الجزائر". انتهى الخبر عند هذا الحد.. لكن موقع وجيدة سيتي المغربي رد على هذا الخبر في نفس اليوم بالحديث إلى رئيس هذه الجمعية المغربية فجاء الرد كالتالي:"إن مقال جريدة شروق الجزائرية هو مقال رائع بالنسبة لنا في جمعية ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر؛ إذ نعتبر أن المقال يسلط الأضواء على جريمة استنكرها الشعب الجزائري منذ اليوم الأول من وقوعه، والدليل أن الجزائريين كانوا يبكون جيرانهم المرحلين الذين نكّل بهم نظام بومدين في يوم العيد الأضحى المبارك. كانوا يبكونهم بكاء مرا إلا أنهم لم يكونوا يستطيعون أن يرفعوا رأسهم ويتحدوا النظام؛ لأن كل رأس يرفع آنذاك كان يطير بسيف النظام القمعي، أما ما ورد في المقال من مغالطات بكون المغرب قد طرد جزائريين وسلبهم ممتلكاتهم، فإن هذه الكذبة الرخيصة قد سبق أن أطلقها (الصادق) بوقطاية على قناة الجزيرة يوم 19 ديسمبر 2008 معلقا على الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها جمعيتنا أمام السفارة الجزائرية في اليوم السابق أي 18 ديسمبر 2008، ونحن في جمعية ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر نعلن للجزائريين أولا وأخيرا أننا نحن أول من يتضامن مع الإخوان الجزائريين لكي يسترجعوا ممتلكاتهم المزعومة التي سلبها منهم المغرب "المزعوم" أيضا. أجواو محمد "من المغرب" وما على الجزائريين إلا أن يدلونا على تلك الممتلكات، أما عملية الترحيل أو الطرد التي يبررها كاتب المقال السيد ج/ لعلامي بكونهم لا يملكون أوراقا تثبت وجودهم القانوني بالجزائر فإن كلاما مثل هذا يستحق قدرا مهما من السخرية؛ لأن ما يملكه المغاربة من الحجج لا يملكها لا كاتب المقال ولا (الصادق) بوقطاية، فما على الرأي العام الجزائري إلا أن ينظر لهاتين الصورتين المرفقتين حتى يتساءل في نفسه: ما مدى صحة هذه الصور؟؟ وما مدى صحة ما ورد في مقال جريدة الشروق؟؟ هذه الصورة لأجواو محمد "من المغرب" شارك في الصفوف الجزائرية إلى أن توجت تلك الثورة بالاستقلال فهو يحمل في يديه العالمين المغربي والجزائري دليلا على الدم الممزوج بين الشعبين. وسام الثورة الجزائرية والصورة الثانية هي لوسام الثورة الجزائرية، سلم لمجاهد في صفوف الثورة الجزائرية اسمه مصطفى الداودي حكم عليه بالإعدام من طرف المحكمة الفرنسية ولم ينقذه من الشنق إلا حصول الجزائر على الاستقلال، وكلا المجاهدين تم طردهما سنة 1975 دون أي مراعاة لماضيهما المجيد ولخدمتهما للجزائر ولدمهما الذي وهبوه للأرض التي ولدوا عليها، هذان مثالان فقط، أما الباقي، فإن الجمعية سوف تعمل على نشره في كتاب. أما فيما يخص المقابر الجماعية التي تحدث عنها المقال فإنها مقابر جماعية فعلا والمنتظم الدولي هو الذي سوف يفتح تحقيقا في جرائم السبخة الواقعة قرب مدينة وهران.
اقرأ أيضاً * صحيفة الشروق الجزائرية.. محاولة للتقييم * جريدة الشروق والقضايا الداخلية * الشروق الجزائرية ..صحيفة حكومية في صورة مستقلة