رئيس الوزراء يؤكد موقف مصر الراسخ لدعم القضية الفلسطينية    تراجع أسعار العملات الأجنبية في ختام تعاملات اليوم 23 يوليو 2025    ترامب: سأتخلى عن الرسوم الجمركية في هذه الحالة    إعلام إسرائيلي: حماس تطالب بإطلاق سراح أكبر عدد من الأسرى    الداخلية السورية تنفي عمليات إعدام جماعية بحق موقوفي النظام السابق    هجوم روسي أدى إلى انقطاع الكهرباء عن 220 ألف أوكراني    برلين تمهد الطريق أمام تصدير مقاتلات يوروفايتر لتركيا    رغبة جارسيا تتحدى عروض الرحيل عن الريال    ليفربول يوقع عقد احتراف مع اللاعب المصري كريم أحمد    بعد الرحيل عن الأهلي.. يحيى عطية الله يقترب من العودة لناديه الأصلي (تفاصيل)    انقلاب ميكروباص وإصابة 10 أشخاص على الطريق السياحي بالجيزة    وكيل تعليم سوهاج يناقش أهم المقترحات للانتهاء من الفترة المسائية بمدارس المحافظة    تجديد الثقة في تامر سمير رئيسا لجامعة بنها الأهلية والمغربي والدش وشكل نوابا حتى 2026    حمدى رزق يكتب: الحبُ للحبيبِ الأوَّلِ    «نوستالجيا» أيامنا الحلوة.. فن إحياء الماضي في الأوبرا    محادثات اقتصادية وتجارية بين الصين والولايات المتحدة.. على أساس مبادئ الاحترام المتبادل    113 شهيدًا في قطاع غزة خلال 24 ساعة    طرح الإعلان الرسمي لفيلم Giant بطولة أمير المصري    مؤشرات تنسيق كلية تجارة 2025 علمي وأدبي في كل المحافظات    خطة استثمارية ب100 مليون دولار.. «البترول» و«دانة غاز» تعلنان نتائج بئر «بيجونيا-2» بإنتاج 9 مليارات قدم    فسخ العقود وإنذارات للمتأخرين.. ماذا يحدث في تقنين أراضي أملاك الدولة بقنا؟    تحرير 7 محاضر لأصحاب أنشطة تجارية في حملة تموينية بالعاشر من رمضان    الأسد من المشاهير والحمل قائد المشاريع.. كيف يتعامل مواليد كل برج مع الحياة الجامعية؟    حقق إيرادات 51 مليون جنيه في 21 يوم.. أحدث أفلام أحمد السقا في السينمات (تفاصيل)    ب2.5 مليون.. افتتاح أعمال رفع كفاءة وحدة الأشعة بمستشفى فاقوس في الشرقية (تفاصيل)    لماذا لا ينخفض ضغط الدم رغم تناول العلاج؟.. 9 أسباب وراء تلك المشكلة    عرضان برتغالي ومصري.. الأهلي يستقر على إعارة لاعبه    رئيس الوزراء يتفقد موقع إنشاء المحطة النووية بالضبعة ويشيد بالتقدم المحقق    برلماني: "23 يوليو" نقطة تحول لبناء دولة العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني    اللون الأخضر يكسو مؤشرات البورصة بختام جلسة اليوم    محافظ الغربية يتابع أعمال إصلاح كورنيش طنطا: نتحرك بخطوات مدروسة    "المطورين العقاريين" تطالب بحوار عاجل بشأن قرار إلغاء تخصيص الأراضي    ماذا يحدث للجسم عند تناول الحمص يوميا؟    أفضل الوسائل الطبيعية، للتخلص من دهون البطن في أسرع وقت    وزيرا الأوقاف والتربية والتعليم يوقعان بروتوكول تعاون لإطلاق حضانات تعليمية بالمساجد    الأهلي يترقب انتعاش خزينته ب 5.5 مليون دولار خلال ساعات    الحكومة: لا تحديات تعيق افتتاح المتحف المصرى الكبير والإعلان عن الموعد قريبا    تقرير تونسي يكشف موعد انضمام علي معلول للصفاقسي    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر والأصل أن تعود للخاطب عند فسخ الخطبة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : كم نتمنى ان نكون مثلكم ?!    وفاة شخصين متأثرين بإصابتهما في حادث تصادم سيارتين بقنا    أسرة مريم الخامس أدبي تستقبل نتيجتها بالزغاريد في دمياط    فيريرا يركز على الجوانب الفنية في مران الزمالك الصباحي    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    بالفيديو.. الأرصاد: موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد حتى منتصف الأسبوع المقبل    محافظ الفيوم يهنئ وزير الدفاع ورئيس الأركان بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    "الأعلى للإعلام" يُوقف مها الصغير ويحيلها للنيابة بتهمة التعدي على الملكية الفكرية    السيسي: مصر دار الأمن والاستقرار ولدينا 10 ملايين شخص من بلاد كثيرة    رئيس هيئة الرقابة الصحية من مطروح: تحقيق جودة الخدمات يعتمد بالأساس على تأهيل الكوادر البشرية (تفاصيل)    البنك الزراعي المصري يبحث تعزيز التعاون مع اتحاد نقابات جنوب إفريقيا    مرتضى منصور لحسن شحاتة: للأسف أنا مسافر ومنعزل عن العالم    وزير الخارجية يُسلِّم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى رئيس بوركينا فاسو    وفاة 4 أشخاص بطلقات نارية إثر مشاجرة مسلحة بين عائلتين بقنا    أسعار البيض اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025    خريطة حفلات مهرجان العلمين الجديدة بعد الافتتاح بصوت أنغام (مواعيد وأسعار التذاكر)    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    خلال فترة التدريب.. مندوب نقل أموال ينهب ماكينات ATM بشبرا الخيمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



365 يومًا من التمييز والكراهية والغباء السياسى!!

ولايزال الحديث متصلًا عن «رئيس كى جى وان» ونحن فى الصفحات الأخيرة من عام مضى عاشت مصر فيه تحت حكم جماعة «الإخوان».. نقرأ حروفًا دامية عن بلد آمن يتمزق تحت رايات التكفير ودعاوى الكراهية والتمييز، والآن وقبل أيام من نهاية العام الأول لحكم الجماعة.. لا صوت يعلو داخل التنظيم الحاكم فوق صوت الحديث عن تظاهرات الثلاثين من يونية 2013 وأحداثها المنتظرة، ولا تزال التقارير الإخوانية تتدفق على قيادات التنظيم من كل صوب وحدب تحذر من رياح عاتية لا تجد الجماعة سبيلًا لمواجهتها سوى الاعتصام بفتاوى التكفير والعنف والتدثر بعباءة الشريعة والشرعية، وقد استنفر التنظيم الإخوانى كل الحلفاء والأنصار ومن تربطه بهم شعرة اتفاق أو وفاق، ليخرجوا ما فى خزائنهم من فتاوى التكفير وتهديدات القتل والتدمير، ورقص «الإخوان» طربًا لفتاوى وجدى غنيم ومحمد عبد المقصود وأشرف عبد المنعم، وصفقوا لتهديدات القتل والسحق التى أطلقها عاصم عبد الماجد وطارق الزمر وصفوت حجازى، واستنفر خيرت الشاطر الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح–التى أراد لها أن تكون بديلًا لمرجعية الأزهر–واجتمع مع أعضائها يوم الإثنين 17 يونية 2013 بمقر الهيئة بمدينة نصر، وكان من حصاد الاجتماع صدور فتوى من العضو المؤسس للهيئة، وأمين المكتب العلمى والدعوة بالجبهة السلفية الشيخ أشرف عبد المنعم، تنص على وجوب دفع هؤلاء )أى المشاركين فى تظاهرات 30 يونية( ولو بقتلهم، صيانة للأرواح والحرمات، ومنعا لزيادة الإجرام والفساد، واستدل صاحب الفتوى بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال الصحابة والتابعين، بعد أن قام بتوظيفها حسب هواه وقال: «.. إن الحالة الراهنة توجب على المسلم، عدم مشاركة هؤلاء أو الانتظام فى صفوفهم، بعدما تبينت حقيقتهم، بل الواجب دفع هؤلاء الصائلين على دين المسلمين ودنياهم بما يقدر عليه، ولو لم يندفعوا إلا بالقتل وجب قتلهم، ونحن فى هذا ندفع الظلم، ولا نعتدى» انتهى نص الفتوى.. وارتفع صوت الدماء داخل التنظيم الحاكم وحاولت عناصر «الإخوان» أن تقضى على الخوف الذى سيطر على نفوسها فانساقت إلى تسطير تدوينات التهديد والوعيد على مواقع التواصل الاجتماعى، فخرج أحدهم دون تمهيد أو دون حدث يقتضى هذا التعليق ليكتب بالحرف الواحد فى صفحته على الفيس بوك : « الدم بالدم... والرصاص بالرصاص...والخرطوش بالخرطوش..والمولوتوف بالكلاشينكوف.. والمسجد بألف مقر.. والمقر بالمقرات..والقيادة بمائة قيادة.. والبادى ابن كلب اظلم.. لأن الدولة تخاذلت والضرب من مجهول لابد أن يتم الرد على المعلوم.. لقد أرادوا ذلك بإرادتهم الحرة».. وخرج الآخر ليقول: «ادعو إخواننا فى الجماعة الإسلامية إلى إجراء مراجعة فكرية جديدة ليعودا للعنف.. اتضح ان ده الأسلوب اللى ينفع مع بلطجية جبهة الخراب وتمرد والبلاك بلوك وبلطجية الكنيسة»!!!
وقال إعلامى بارز من جماعة «الإخوان»: «من أراد القفز على الشرعية فلا يلومن إلا نفسه.. ومن أراد تغليب رأيه ورؤيته على إرادة الشعب فهو هالك.. ومن أراد تغيير الهوية الإسلامية المصرية فهو كافر..وليس بعد الكفر ذنب.. أرواحنا هى الفداء..»!!
ودخل الآلاف من أعضاء التنظيم الإخوانى فى سباق ساخن على مواقع التواصل الإجتماعى يتحدثون فيه عن يوم التمكين الذى ينتصر فيه الإسلام على أعدائه يوم 30 يونية 2013، وسارعت الجماعة إلى الاتفاق مع أنصارها وحلفائها من الجماعات الإسلامية على تنظيم تظاهرة حاشدة يوم 21 يونيو 2013 اختاروا لها اسم مليونية «لا للعنف» و أرادت الجماعة بهذه التظاهرة أن تحقق عدة أهداف منها:
- رفع الروح المعنوية لأعضاء جماعة «الإخوان» وأنصارهم بعد أن سيطر عليهم اليأس والإحباط طوال عام مضى!!
- استعراض قوة التنظيم الإخوانى الحاكم وقوة أنصاره من الجماعات الإسلامية المسلحة وغير المسلحة !!
- تنفيذ مشروع تدريبى لقوات الردع والميليشيات القتالية الإخوانية التى تم إعدادها لمواجهة المعارضين، وتنفيذ أول تحرك للجماعة على الأرض لهذه القوات!!
- إرسال رسالة إلى القوى الدولية تتضمن أن التنظيم الإخوانى الحاكم ومندوبه فى قصر الرئاسة يتمتع بقوة وتأييد فى الشارع بعد عام من الحكم، وأن هذه القوة يمكنها أن تتحول إلى ميليشيات مسلحة تحول حياة أى نظام قادم إلى جحيم !!
- ترهيب وتخويف المعارضين برسالة مفادها أن عاصم عبد الماجد ومن هم على شاكلته من الجماعات المسلحة على استعداد أن يقتلوا كل من يسعى لتغيير النظام الإخوانى كما قتلوا من قبل رجال الشرطة ومواطنين أبرياء !!
واعتبر «الإخوان» أن نجاحهم فى حشد مئات الآلاف فى منطقة رابعة هو الهزيمة المبكرة لخصومهم، وأن النصر على المصريين الكفار بات على الأبواب، وكتب أحد أطباء «الإخوان» فى صفحته على الفيس بوك معلقا على مشهد من مشاهد المليونية وقال: «المشهد الذى زلزل قلوب اعداء الاسلام:–شاهد الاعداد فى مليونية لا للعنف.. وعشان تبقى عارف.. فى اعداد ورا العماير.. دا غير قوات الردع والتأمين والميليشيات المستخبية اللى كانت مخفية، وفى موقع آخر كتب ذات الطبيب يقول: «أقسم بالله العلى العظيم أى واحد هيقل أدبه اليومين دول، ويفكر يعكل حاجة غلط, هيتعمل معاه الواجب وزيادة أوى, شباب الإخوان مستحلفين وجابت معاهم من الآخر، ومن هاتفه المحمول أضاف الصحفى الإخوانى حسام العطيفى فى صفحته تعليقًا من موقعه فى التظاهرة وقال: «دا طلع فى فرق ردع بجد»!!!
وكتب آخرون عن الرعب والخوف الذى أصاب قلوب المعارضين من مشاهد المليونية.. لكن الحقيقة التى لم يدركها «الإخوان» أن التظاهرة كانت فاضحة للتنظيم الحاكم، فكشفت عن الحالة المتردية التى وصل إليها أهل الحكم بعد عام من الجلوس على العرش وكان من ملامح هذه الحالة:
أولًا: ظهور فرق الردع وميليشيات «الإخوان» ومقاتلى الجماعة الإسلامية الذين أرادت الجماعة الحاكمة أن تصنع منهم قوة شرعية بديلة عن الجيش والشرطة، وفى حالة من الغباء السياسى تعمد التنظيم الإخوانى إجراء تدريبات قتالية قامت بها مجموعات الكاراتيه وفرق الكونغ فو أمام مصورى الصحف والقنوات التلفزيونية، ليعلن للعالم ولمن يبحثون عن الاستثمار فى مصر أن دولة المؤسسات قد انتهت، وخرج «الإخوان» على صفحات الفيس بوك ليعلنوا بكل فخر واعتزاز عن فرق الردع الجديدة، وقد ترك هذا التصرف الأرعن حالة من السخط والغضب فى نفوس رجال الشرطة والجيش !!
ثانيًا: أسقط «الإخوان» مفهوم الأمن القومى من حساباتهم وجعلوا مصلحة «الجماعة» مقدمة على أمن المؤسسة العسكرية وأكد أصحاب القرار فى التنظيم الإخوانى الحاكم أنهم مجموعة من الهواة الذين يحكمون البلاد دون معرفة بأبجديات الأمن القومى، وفى غباء سياسى لا مثيل له تم وضع خطة تنظيم وتأمين مليونية رابعة العدوية على أن تتضمن عناصر الخطة استخدام طائرة هليكوبتر لكشف أى تحركات معادية تقترب من موقع المليونية، مع الاستفادة من الطائرة فى عملية تصوير جوى للتظاهرة، وشرع التنظيم فى استخراج التصاريح الرسمية اللازمة لإقلاع الطائرة وتحليقها فوق المناطق العسكرية فى مدينة نصر – على أنها طائرة مخصصة للتصوير التلفزيوني–دون مراعاة لخطورة نقل صور جوية لمنطقة بها العديد من المواقع العسكرية المهمة ومواقع تابعة لجهات أمنية سيادية، والمعلوم للكافة أن التصوير فى هذه المناطق يشكل خطورة على الأمن الحربى، لكن كان الأهم عند «الإخوان» هو تأمين المشاركين فى مليونيتهم المزعومة دون النظر إلى أية دواع أمنية أخرى، وكان «الإخوان» على ثقة من صدور التصريح الأمنى، فهم أصحاب القرار فى مصر، و نقلت صفحة حزب «الحرية والعدالة» على موقع التواصل الإجتماعى «فيس بوك»، عن غرفة العمليات المركزية للجماعات الإسلامية المشاركة فى مليونية رابعة العدوية، أن طائرة خاصة ستقوم بتصوير المليونية على غرار المليونية تم تنظيمها فى ميدان نهضة مصر أمام جامعة القاهرة بمحافظة الجيزة فى الأول من ديسمبر من العام 2012. وزفَّت الصفحة «بشرى» لمتابعى المليونية من المنازل ومن خارج مصر، بأنه «جرى الترتيب للتصوير بطائرة حتى يمكن توضيح صورة الحشود التى لا تستطيع كاميرا واحدة تغطيتها، نظرا لامتدادها لمسافة تقرب من كيلومتر من الاتجاهات الأربعة».. وانتظر المشاركون فى التظاهرة الطائرة فلم تصل، وأعلن «الإخوان» أن عقبات فنية تحول تصوير الحشود المشاركة فى فعاليات المليونية من خلال طائرة بسبب قرب المليونية من أماكن ذات طبيعة عسكرية، وأعلنت غرفة العمليات فى موقع الفعاليات إن الاتصالات لا زالت جارية على أمل إيجاد بديل يحفظ الأمن القومى المصرى ويوفر للمصريين فرصة مشاهدة الحشود الإسلامية!!!
ثالثًا: كشفت التعليمات التى تم توزيعها على «الإخوان» قبل ساعات من التجمع عند وسائل الأتوبيسات المخصصة للسفر أن التنظيم يعانى من حالة رعب وخوف من عمليات عنف تنتظره فكان نص التعليمات كما يلى:
1- اصطحاب شنطة للظهر ووضع التالى بها عند النزول للفعاليات :
مصحفك–زجاجة مياه كبيرة–كاب للرأس للحماية من الشمس–رباط ضاغط–لصق طبي–شراب للقدم )جورب(–تيشرت احتياطي.
2- حاجه تدافع بيها عن نفسك لو البلطجية هجموا عليك.
3- الوضوء قبل النزول ولاتنسى نية المسح على الجورب.
4- لا تنس تجديد النية قبل النزول بالرباط فى سبيل الله والجهاد ونصرة الحق !!
5- لا تكثر من الطعام من النزول إلى الفعاليات.
6- يفضل ارتداء الاحذية الرياضية عن الأحذية الأخرى لراحة القدم وسهولة الحركة.
رابعًا: وهو المهم أن التنظيم الإخوانى الحاكم أقر جميع فتاوى التكفير والتهديد بالقتل والسحق التى أطلقتها المنصة الرئيسة للمليونية ضد من سيشارك فى تظاهرات 30 يونيو، خاصة ما جاء على لسان عاصم عبد الماجد، وطارق الزمر، ليسقط بذلك جميع قواعد الأمن وينتهك جميع المواثيق الدولية التى تحمى حق التظاهر، وتكفل حرية الرأى والفكر!!
خامسًا: أن العدد الحقيقى الذى شارك فى التظاهرة لم يتجاوز النصف مليون مشارك، وقد نقلت صفحات التواصل الاجتماعى تصريحات منسوبة إلى مسئول بهيئة المساحة أكد فيها أن منطقة رابعة العدوية بكل الشوارع الرئيسية بها قد تكفى ل 300 ألف مواطن كحد أقصى وأن زاوية التصوير هى التى تساهم فى تضخيم حجم التظاهرة، واستند مهندس المساحة إلى جوجل إيرث ورصده لمساحة ساحة مسجد رابعة العدوية 6735 متر مربع بافتراض أن المتر مربع من الممكن أن يقف به أربع شخصيات ساكنين، فأقصى عدد من الممكن تواجده فى ساحة المسجد 6735× 4 = 26940، وبرر بعض «الإخوان» قلة العدد بأن المئات من كل شعبة من شعب الجماعة اعتذروا عن المشاركة فى تظاهرة كان من المتوقع أن تنتهى بمصادمات دامية بين مصريين!!
وكانت تظاهرة رابعة العدوية أسوأ ختام لعام من الكراهية والتمييز والغباء السياسى، فقد منح قادة «الإخوان» أنفسهم طوال عام مضى حق إصدار صكوك الوطنية المصرية وشهادات الإسلام والإيمان واحتكروا مفاتيح الجنة والنار، فمن أطاعهم فهو مصرى مسلم، ومن عصاهم فهو كافر وفاسق وظالم وخائن وعميل، وعلى مدار 365 يومًا من حكم «الإخوان» تم تقسيم شعب مصر ما بين مسلم وكافر، وأصبحت الكنسية المصرية وأتباعها عنوانًا لكل شر يلحق بالتنظيم الإخوانى!!
وطالت حملات الكراهية دولًا عربية وأنظمة حاكمة، وأصبحت دول الخليج – عدا قطر – متهمة بتمويل المعارضين والفلول، واحتلت الإمارات صدارة القائمة فى حملات الاتهامات، حتى إن نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» الدكتور عصام العريان أطلق خلال اجتماع لجنة الشئون العربية بمجلس الشورى، تصريحات مشينة، هاجم فيها شعب الإمارات دولة وشعبا، مدعيا فيها أن صبر المصريين قد نفد تجاه الإماراتيين، وأن المعلمين المصريين لم يحسنوا تعليم شعب الإمارات، ثم قام بالتهديد، بأن تسونامى القادم للإماراتيين سيكون قادما من إيران، وأن شعب الإمارات سيكون عبيدا للفرس!!!
ومارس قادة «الإخوان» تمييزًا بغيضًا بحق أبناء الوطن الواحد، فالمسلمون درجات: الإخوانى أولًا هو المواطن من الدرجة الأولى، ويليه فى درجات المواطنة والدين أعضاء الأحزاب الإسلامية التى رضيت بالسير فى ركاب «الإخوان»، وأصبحت قانعة بفتات الغنائم التى تسقط من أفواه قادة التنظيم الحاكم، أما المعارضون فهم العملاء والخونة أعداء الإسلام والوطن، ولم يترك التنظيم الإخوانى فئة فى المجتمع إلا ودشن ضدها حملات الكراهية والعداء، وطالت حملات السب واللعن والتخوين الإعلاميين والقضاة ورجال الجيش والشرطة والنقابات العمالية، والمثقفين والفنانين، كما طالت أصحاب الطرق الصوفية، والمسيحيين والعلمانيين واليساريين..!!
أما داخل التنظيم الإخوانى نفسه، فهناك تمييز من نوع آخر، فهناك درجات للعضوية الإخوانية – حسب الولاء والسمع والطاعة العمياء–والقادة لهم حق ترقية الأعضاء المنتسبين على اختلاف مستوياتهم لينتقلوا إلى جنة الإخوة العاملين، أو فردوس الإخوة المجاهدين، أما المصطفون الأخيار فهؤلاء الذين أنعم القادة عليهم بعضوية شبكة المصالح المغلقة التى تضم ذوى القربى والأصهار وشركاء البيزنس!!
الغباء السياسى!!
غير أن المضحك فى حملات الكراهية والتمييز والعنصرية التى أطلقها «الإخوان» طوال عام مضى، وسبقتها حملات مماثلة منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، أن التنظيم الإخوانى الحاكم يطلق حملات الكراهية ويستجدى ويتقرب إلى من يحرض على كراهيتهم :
فالتنظيم الإخوانى لا يمل من تكرار اتهاماته للكنيسة والمسيحيين والشيوعيين والعلمانيين والفلول وغيرهم بالوقوف خلف مخططات كثيرة ومتعددة تستهدف الإطاحة بحكم «الإخوان»، وتستهدف الإضرار بمصر ومصالحها،على حد قولهم، ومع ذلك يسعى «الإخوان» إلى الدول الغربية المسيحية، وإلى دول مثل روسيا والصين يطلبون منهم القروض والمعونات والمساعدات، ولا يمل أعضاء الإخوان من توزيع اتهامات العمالة لأمريكا وإسرائيل على كل من يخالفهم، بينما يسارع «الإخوان» إلى لقاء القيادات السياسية الأمريكية، عند وقبل كل حدث مهم، وكان اللقاء الأشهر خلال الأيام الماضية بين السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون، والحاكم الفعلى للجماعة المهندس خيرت الشاطر..
ورغم كل هذه العنصرية والطائفية وينتظر النظام أن تسانده الدول الغربية وأن تتدفق أفواج السياحة من عقائد غير إسلامية إلى مصر لتنعش اقتصاد البلاد!!
وقد تسببت موجات الكراهية، ودعاوى الطائفية إلى هروب مئات الآلاف من المسيحيين خارج مصر وقبول دول مثل كندا وهولندا طلبات اللجوء السياسى التى يقدمها مصريون بدعوى اضطهادهم فى بلادهم، وتسببت موجات الكراهية فى هروب رجال الأعمال من مصر بما يملكون من قدرات اقتصادية تحتاج لها البلاد، وبما يملكون من علاقات بالدول العربية والأجنبية!!
ورغم أن «الإخوان» يضعون فلول نظام مبارك متهمًا أول وراء كل شر، فإن القيادى الإخوانى حسن مالك ضم عددًا منهم إلى جمعية «ابدأ» الإخوانية، وضم آخرين إلى مجلس الأعمال المصرى السعودى، واصطحب الدكتور محمد مرسى فى رحلاته الخارجية العديد من قيادات الحزب الوطنى المنحل!!
ولا تتوقف هجمات «الإخوان» على الإعلام، مع أن القنوات التليفزيونية والصحف المتهمة بالعمالة للنظام السابق كانت هى الاختيار المفضل لبث لقاءات المهندس خيرت الشاطر خلال الفترة القصيرة التى حمل فيها صفة المرشح الرئاسى، وكانت هذه القنوات والصحف هى الاختيار المفضل لبث لقاءات وحوارات محمد مرسى كمرشح رئاسى!!
ومن المضحكات وشر البلية ما يضحك أن التنظيم الإخوانى أراد أن يتغنى بإنجازاته طوال عامًا مضى فأصدرت الرئاسة الإخوانية ملفًا ورقيا تم توزيعه على أوسع نطاق.. غير أن هذا الملف كان شاهدًا على الفشل خاصة فى مجال الأمن ومما جاء فى هذا الملف أنه فى مجال مكافحة الجريمة تم ضبط 358 حالة خطف من أصل 472 وضبط 15571 سيارة مسروقة، فهل يمكن أن يكون هناك أمن وأمان فى بلد تقع فيه حالات خطف بما يتجاوز حالة واحدة يوميًا على مدار عام كامل ويتم ضبط 358 حالة خطف ولا تزال 114 حالة لم يتم التوصل إليها حتى الآن، والغالبية العظمى من الحالات التى تم التوصل إليها لم يكن للأمن أى دور فى كشف غموضها حيث قام أهالى المختطفين بدفع الفدية المطلوبة، أما جرائم سرقة السيارات فإن هذا العدد من حالات السرقة يعنى أن أكثر من 40 حالة سرقة وقعت يوميًا على مدار عام كامل من حكم «الإخوان» فأين الأمن وأين الأمان والاستقرار؟!!
وهكذا كان حال التنظيم الإخوانى فى عام واحد من الحكم، كراهية.. تمييز.. غباء سياسى.. أكاذيب.. إنجازات وهمية.. فشل.. وبهذه العقول لن تتجاوز الرئاسة الإخوانية مرحلة كى جى وان حتى لو استمرت فى الحكم عشرات السنين.. وبثقة تامة أقول إن التنظيم الإخوانى الحاكم فى مصر لا يحتاج إلى معارضة لإسقاطه فهو يملك مقومات تدمير نفسه ذاتيًا.. ولك الله يا مصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.