تحدثت في الأسبوع الماضي عن هوس الترند الذي دفع البعض إلى تسجيل فيديوهات لنماذج في الشارع ،أحيانا لا تستحق كمّ التعاطف الذي استحوذت عليه هذه الحالات،وأنه سرعان ما تتكشف أبعاد أخرى وأجزاء من الحقائق المخفية ،التي تتسبب في تحول الرأي العام المتعاطف مع الحالة الي مطالبات بالبحث عن محتاجين حقيقيين وهم كثر. واستكمالا لهذه القضية لفت نظري ما انتشر، خلال الأسبوع الماضي، علي مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي من فيديوهات يروج فيها مطرب شعبي لأبنه الطفل ذي السبعة أعوام ،وأن هناك قصة حب تجمعه بطفلة أخرى زميلته في المدرسة وأن هناك طفلا ثالثا يغار منهما،حيث نشر ثلاثة فيديوهات مختلفة تحمل اسم "بسنت وياسين"، وهو ما أثار استهجان الكثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وانتقدوه بشده ،واصفين ما تم بأنه انتهاك لحقوق الأطفال ونشر قيم منافية لقيم الأسرة المصرية. هذا الأمر أثار استنكار المجلس القومي للطفولة والأمومة الذي أصدر بيانا يذكر فيه اتخاذه كافة الإجراءات اللازمة، حيث تقدم ببلاغ لمكتب حماية الطفل بمكتب النائب العام لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الواقعة. وأوضحت الدكتورة سحر السنباطي أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة أنه تم رصد قناة علي موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" تتضمن نشر فيديوهات بها إساءة وبث للعنف بين الأطفال بالإضافة إلى نشر الصفحة الخاصة بالمطرب على فيس بوك، بالإشارة إلي بث مهرجان غنائي بعنوان خادش للحياء العام سيكون بطله الطفل نفسه موضوع الفيديوهات، وذلك مما أثار استياء شديدا من هذه الأفعال غير المقبولة. وأضافت السنباطي أن استغلال الأطفال في عمر الزهور بهذه الطريقة المسيئة هو أمر غير مقبول ويتضمن تعريض الأطفال للخطر ويهدد تنشئتهم وأخلاقهم. واعتداء علي مبادئ وقيم الأسرة المصرية. وأضافت أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن استغلال الأطفال من أجل التربح والشهرة هو أمر مخالف لأحكام قانون الطفل وبما في شأنه تعريض طفل للخطر، ومخالف لحكم المادة 291 من قانون العقوبات المصري فيما يتضمنه من حظر المساس بحق الطفل في الحماية من الاتجار به أو الاستغلال الجنسي أو التجاري أو الاقتصادي، بالإضافة إلي قانون رقم 64 لسنة 2010 بشأن مكافحة الاتجار بالبشر. وأشار صبري عثمان، مدير خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للأمومة والطفولة، "إلى أن ما نشر على الفيس بوك من فيديوهات مسيء للأطفال، كما أن الطفل 6 سنوات ويحكي مع والده عن قصة حبه لطفلة، وهو ما يعد إشهارا للطفل الذي فرح والده به ورأى أن ذلك أمر جيد. هوس الشهرة دفع الوالد لاستغلال طفل لا يتعدى عمره سبع سنوات ولقنه كلمات تتحدث عن الحب والغيرة وكلاما غير منطقي في هذه السن الصغيرة،التي يتحدث فيها الأطفال ببراءة تبعد كل البعد عن مثل هذه الكلمات، وحتى وإن كان الطفل قالها كما أكد الأب في لقاء مصور مع أحد المواقع ،وهو أمر أستبعده، فلا يجب على الإطلاق توثيقها في فيديو ونشرها علي الملأ،لأن ذلك لا يعبر عن فرحة الأب بطفله بقدر ما يعكس رغبة كبيرة في كسب المزيد من المشاهدات ،وبالتالي تحقيق المزيد من الشهرة وجني الأرباح. في نفس اللقاء الذي تحدث فيه الأب مدافعا عن نفسه، شاهدت الطفل وهو يتحدث وكان يبدو عصبيا وزائغ العينين وكأنه يخاف عقاب والده إذا لم يقل ما لقنه من كلمات، وكلما كان يرد علي تساؤل محاوره كان الأب يتدخل في الحديث لتوجيه الطفل بالحديث هنا وهناك. إلى مثل هذا الأب ولكل من لا يدرك مسئوليته تجاه أطفاله الصغار،والذين يتعمدون انتهاك حقوق من هم في عمر الزهور نقول: اتركوا أبناءكم ولا تجبروهم علي دفع أثمان رغباتكم وتطلعاتكم .